الكويت تودع حبيبها الوالد الامير الشيخ سعد العبدالله الصباح

#1 (**permalink**) 14-05-2008, 10:23 PM

ودعت الكويت الأمير الوالد والقائد البارز وأحد رجالات الحكم فيها الذين تركوا بصماتهم على صفحات تاريخها.

يعد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح من صانعي السياسة الكويتية في مجال الامن والدفاع فهو اول وزير للداخلية وثاني وزير للدفاع في ظل الدستور.

والحقيقة الاهم انه من الرجال الذين شاركوا وبفاعلية بوضع اسس بناء الكويت، بوصفه رجل دولة ورئيس حكومة وولي عهد واميراً لذلك ينظر اليه على انه من القادة الكبار، فقد حمل الهم الوطني والمصلحة الوطنية بأمانة واخلاص.. وهناك اجماع على ان القرارات المصيرية التي اتخذها، خصوصا ما كان منها ابان فترة الاحتلال العراقي، كان من شأنها ان جنبت الكويت الاخطار الداهمة التي كانت تحيط بها.

وفي كتاب اشرف عليه د. عبدالله الغنيم وصدر عن مركز البحوث والدراسات الكويتية واعده فريق من الباحثين وبعنوان «سمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح مسؤولية وعطاء»، اورد بالفصل الاول سماته الشخصية حيث قال: لقد واجه منذ ان تقلد العمل العام منذ نهاية عقد الاربعينات العديد من المصاعب، والازمات لكنه استطاع اجتيازها بنجاح. واكدت الاحداث التي مرت بها الكويت قدرته وشجاعته على اتخاذ القرار المناسب مهما كانت صعوبته.

وفي تقرير اعده الزميل خالد الزبن من وكالة الانباء الكويتية في الذكرى الـ 24 لتزكيته ولياً للعهد اورد اهم المحطات في تاريخ حياته.

ولد سمو ولي العهد عام 1930 وهو الابن الاكبر للمغفور له الشيخ عبدالله السالم امير دولة الكويت الاسبق.

تلقى الشيخ سعد تعليمه العام في الكويت ثم سافر الى انكلترا عام 1951 حيث التحق بكلية هاندن العسكرية اعتقبها دورات متخصصة في شؤون الامن وتدرج في مختلف المناصب بجهاز الشرطة والامن العام حتى عين نائباً لرئيس الشرطة والامن العام بعد دمج الدائرتين عام 1959 .

وعين سموه في الأول من يناير 1962 وزيراً للداخلية في الوزارة الأولى بعد الاستقلال، وفي ديسمبر 1964 اسندت اليه وزارة الدفاع بالاضافة الى وزارة الداخلية.

وقد شارك الشيخ سعد في لجنة صياغة دستور دولة الكويت الصادر عام 1962، وكان عضواً فاعلاً في انجازه بالمناقشات والنقاط التي كان يثيرها مع اعضاء اللجنة.

وواجه سموه طوال حياته السياسية ظروفاً وتحديات داخلية وخارجية عدة استطاع ان يبدي خلالها اداء رفيعاً ومقدرة وحنكة، ولعل من ابرزها اندلاع شرارة الحرب العراقية - الايرانية، التي استمرت ثماني سنوات عانت الكويت فيها سياسياً واقتصادياً بسبب الاجواء الاستثنائية المتوترة انذاك على المستويين الاقليمي والدولي.

وصدر أمر أميري بتعيين الشيخ سعد رئيسا لمجلس الوزراء في الثامن من فبراير 1978، ومنذ ذلك التاريخ ترأس سموه الوزارات المتعاقبة في اعوام: 1981 و1985 و1986 و1990 و1991 و1992 و1996 و1998 و1999 و2001. وفي شهر يوليو 2003 تم فصل ولاية العهد عن رئاسة مجلس الوزراء. وفي 15 يناير 2006 نودي به اميرا لدولة الكويت بعد وفاة الشيخ جابر الاحمد الصباح واستمر لغاية 24 يناير 2006 عندما انتقل الحكم الى سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الصباح.

قائد حكيم

ويتذكر أهل الكويت الشيخ سعد كقائد حكيم قادر على ادارة دفة البلاد بامانة وحزم، فعندما تعرض موكب سمو الامير لمحاولة اغتيال في 25 مايو 1985، اكد سمو ولي العهد ان الكويت ستتخذ اجراءات حازمة مع تأكيده استحالة خضوع الكويت للارهاب والابتزاز.

ودعا الحكومة الكويتية في 27 مايو 1985، الى بدء صفحة جديدة تتمثل في الصرامة الكاملة في تنفيذ القانون وتعديل ما يحتاج من مواده الى تعديل وتقديم مصلحة المجتمع العليا على كل مصلحة فردية محدودة.

وطوال فترة الاحتلال العراقي للكويت التي استمرت سبعة اشهر نهض سموه بكل المهام بشجاعة وقاد الحكومة الكويتية من موقعها المؤقت في مدينة الطائف في المملكة العربية السعودية واستطاع بتوجيهات من سمو امير البلاد المرحوم الشيخ جابر الأحمد الصباح ان يضع خطط الطوارئ الكفيلة بالتعامل مع ازمة الاحتلال.

المشكلات مع العراق

وادار الشيخ سعد دفة التفاوض مع النظام العراقي لحل المشكلات بين البلدين بشكل اخوي والتقى قبل فترة قصيرة من العدوان نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقية عزت ابراهيم الذي اكد ان العراق لن يعتدي على الكويت.

واستطاع سموه خلال فترة الغزو العراقي الغاشم ان يتدبر امر مواطنيه في المنافي او المرابطين في وطنهم، وشاهدت ساحات وميادين كثيرة في العالم تواجد وحضور سموه كصاحب حق قادر على استخلاص حقه من النظام العراقي المحتل والدفاع عن قضايا وطنه وشعبه. وكان الشيخ سعد، الذي عاد الى ارض الكويت المحررة في 4 مارس بعد اسبوع من التحرير، اول العائدين من افراد الاسرة الحاكمة الى الكويت وقد سجد للصلاة لدى نزوله من الطائرة وسط تصفيق الجمهور.

عرفات بلباس كويتي

وعلى الرغم من موقف بعض القادة الفلسطينيين ابان الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت فقد اكد سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء في مؤتمر صحفي عقد في 7 مارس 1991 وقوف الكويت إلى جانب الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة وذلك انطلاق من إحساسها بواجبها القومي.

ويشهد العالم العربي للشيخ سعد العبدالله انه قام بإخراج ياسر عرفات من الحصار الذي كان مفروضاً عليه في الأردن خلال معارك أيلول الأسود في عام 1970 بل وكان اللباس الكويتي أحد عناصر التمويه التي ساعدت عرفات على الهروب من تصفية جسدية محتملة في ذلك الوقت.

الاحتلال

وبعد الاحتلال الذي دنس أرض الكويت حوالي 208 أيام حرص سمو ولي العهد على القيام بحملة زيارات واسعة لتقديم الشكر على المواقف الرائعة التي تكللت بتحرير الكويت والتأكيد ان القضية ليست فقط انتهاء الاحتلال وانما لابد من التطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن وفي مقدمتها إطلاق سراح الأسرى والمرتهنين ودفع التعويضات عن الخسائر التي لحقت بالكويت ودول العالم الأخرى والاعتراف باستقلال الكويت وسيادتها على ترابها الوطني وبحدودها الدولية المعترف بها.

ويحرص الشيخ سعد دائماً على الالتقاء بالمواطنين الذين يجدون أبوابه مفتوحة لهم للاستماع إلى مشاكلهم ثم يتخذ القرار المناسب بشأنها لتأخذ طريقها نحو التنفيذ.

ويخصص سموه يوم الاثنين من كل أسبوع ليكون موعداً لهذا اللقاء الذي بدأه سموه في 22 أكتوبر 1979.

وحدة الكلمة والصف

ويؤمن الشيخ سعد إيماناً قوياً أن قوة أبناء الكويت تكمن في وحدة الكلمة ووحدة الصف كما يؤمن أن قوة العرب الحقيقية في تضامنهم ولذلك يحرص على لم الشمل العربي وتسوية النزاعات العربية بالطرق السلمية والتركيز على الأهداف القومية للأمة العربية وقضاياها المصيرية.

وعبر المواطنون عن حبهم للشيخ سعد حين غادر في 11 مارس 1997 للعلاج في بريطانيا بسبب العارض الصحي حيث لم تنقطع الزيارات والبرقيات لسموه وكانت عودته في 12 أكتوبر 1997 مبايعة حقيقية له فشهدت الكويت استقبالاً جماهيرياً حاشداً شاركت فيه كل فصائل الشعب الكويتي ببرامج وتجهيزات أعدت بشكل طوعي حباً وتقديراً لسموه.

وقال سموه حينذاك «إن ما أظهرتموه تجاه شخصي الضعيف من حب وتعاطف ورعاية كان دليلاً ناصعاً على أصالة معدن أهل الكويت ومروءتهم وشهامتهم».

وعلى الرغم من تعلق سمو الشيخ سعد بحب الكويت وعدم رغبته بمغادرتها إلا أن مرض سموه العارض جعله يغادر الكويت مرة أخرى في 18 أغسطس 1999 إلى العاصمة البريطانية لإجراء فحوصات طبية.

وقد قطع سموه رحلة العلاج التي استمرت 65 يوماً وفضل العودة إلى الكويت لمتابعة عمله الوطني في الكويت حيث حضر سموه في 22 أكتوبر 1999 جلسة افتتاح دور الانعقاد الجديد لمجلس الأمة في فصله التشريعي.

الوفاء

وقال سموه حينذاك «حرصت على العودة مبكراً رغم نصائح الأطباء لأكون بينكم لعلي أوفيكم بعض حقكم وشيئاً من جميلكم تجسيداً لمبادئ وطنية ومعان سامية وتأكيداً للمودة والتراحم والتواصل، هذه الخصال الحميدة التي تميز بها أهل الكويت».

ورغم الظروف الصحية التي كان يمر بها فإن سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء حضر لقاء السلطتين التنفيذية والتشريعية في منزل رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي، حيث أوصى الشيخ سعد الحضور بالتعاون والتآزر والتحاب.

وتقديراً لمكانة وجهود سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء في تأصيل مكانة الكويت الدولية في جميع المحافل فقد تقلد العديد من الأوسمة والشهادات منها ما تقلده أثناء زيارته إلى بيروت في 19 أغسطس 1996، حيث قلده الرئيس السابق الياس الهراوي وشاح الأرز تقديراً لمواقف الكويت من لبنان. وأثناء زيارة الأمير عبدالله ولي العهد السعودي ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني السعودي لدولة الكويت في 2 يوليو 2000 قلد سمو الشيخ سعد وشاح الملك عبدالعزيز بن سعود من الطبقة الأولى وذلك تقديراً لمواقف الكويت في المحافل الدولية والعربية.

رحمك الله ياأميرنا الوالد

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
الشيخ صالح الفوزان يدافع عن الشيخ سعد الشثري	جســاس	حوار ومنطق	6	08-10-2009 02:18 AM
[تصميم] ابو سيف 049 سلم على الوالد	ابو نـــmkـــواف	شغب فرشاة	15	01-12-2008 11:39 PM
قصة فتاة ليلة زواج حبيبها!!!!!!	الواثقة بالله	حكايات من الوجد	1	05-10-2008 08:50 PM
الإصابة تبعد النامي عشرة أيام!	تركي عفيش	الرياضة والشباب	7	10-02-2008 07:15 PM
رحبــو في دلـــــوعه حبيبها نورتي المجالس	شموخ انسان	مرفأ البداية وروح التواصل	10	02-12-2006 05:09 PM

الكويت تودع حبيبها الوالد الامير الشيخ سعد العبدالله الصباح

احتواء ما لا يحتوى