صحيفة أخبارية
عدد الضغطات : 43,874
منتدى المزاحمية العقاري
عدد الضغطات : 67,548
عدد الضغطات : 9,386
العودة   مجالس الرويضة لكل العرب > مجالس الرويضَّة الأدبيَّة > ركنك الهادي
ركنك الهادي قافية باحساس شاعر -- مدونات الاعضاء [يمنع المنقول ويمنع الرد]
 
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1 (permalink)  
قديم 13-01-2008, 11:04 PM
مازن دويكات
عضو مجالس الرويضة
مازن دويكات غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 867
 تاريخ التسجيل : 01-06-2007
 فترة الأقامة : 6180 يوم
 أخر زيارة : 26-12-2008 (07:37 PM)
 المشاركات : 524 [ + ]
 التقييم : 1261
 معدل التقييم : مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي مازن دويكات عضو الماسي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي جناحان للحب..... وثالثهما لا يُرى



جناحان للحب.... وثالثهما لا يُرى


الحب جنون مبدع, لكنه في جنون الإبداع أكثر روعة وبهجة, وهو يأتي كطائر خرافي, يرفّ بجناحين, جناح الشعر وجناح النثر وثالثهما لا يُرى, للحب علاقة بالغة الود مع الطير, وبينها ارتباط حميم, وقد عبّر عن هذا العلامة ابن حزم في أروع كتاب يؤرخ للحب وهل من عبث أطلق على كتابه اسم "طوق الحمامة"


لعينيك ِأبراجُ روحي مُقامة
فيها ترفرفُ مثل حمامة
تعبئ منقارها من حشائش
نبضي, وتشربُ دمع الغمامة
تحلّقُ في جسدي في الحياةِ
وفي الموتِ يطوي عليها عظامه




حقاً الحب جنون مبدع, ولكنه في الإبداع , أكثر بهجة وروعة, نثرٌ وشعر, جناحي الحب المبدع, وثالثهما لا يُرى, لكنه يكدّ ويكدح في أحاسيس المحب العاشق المجنون, نثرٌ وشعر, ومن مفكك الحروف
تنبجس الينابيع, ويهيج في حقول القلب والروح الربيع, ربيعٌ جسده السندس وسقفه اللازورد.
"نون" النثر, نوم كامل الصحو في ممر الحديقة, رؤى تركض في المنحنيات, كون فردي بذهنيته يتجاوز الكون الجمعي ببصريته.
"ثاء" النثر, ثبات على شفار الحنين ومقصلة الشوق, برق يخطف الأبصار ويؤثث بها عيون العاشقين.
"راء" النثر, روح الكائن الأولي, تشظيها وتفتتها على مقدار الكون الفردي الذهني, فيحدث الإبصار, وقد سُرّ من رأى.
"شين" الشعر, شرف النقاء والصفاء في بحيرة الحب, حدقْ هنا ترى ما لا يُرى, ترى نفسك, ولكن بعيداً عن "نرسيس" النرجسي مانح النرجس اسمه المعطر.
"عين" الشعر, إبصار الرؤيا النائمة وتكبير الرؤية القائمة, لا تحدق كثيراً, فهذا يكفي ليسرّ من يرى.
"راء" الشعر, روح أخرى للكائن الجميل.


يجيء ابن حزم ,كما يشتهي الحبْ
يمنح قلبي الهديل ولا يكتفي
يطوقني ريشها بالندى خارج السربْ
وتمنحني ما أحب ولا تختفي


2

هو كائن بعيد جداً, يختار مداره بعناية فائقة, ويؤثث سقف فضائه بخصوصية مدهشة تتلاءم مع نزلاء عوالمه المطرزة بالفضة والضوء, ويختار أوقات خروجه حسب تقويم خاص به لا يعلمه , إلا الله , أوقاته واحدة , يتعانق بها الضوء بالعتمة قافزاً بأجنحة الفجر, والحريق بالبريق متجاوزًا غبار الرماد,و الأبيض بالأسود متحصناً بألوان قوس قزح, لون لكل يوم في الأسبوع,
يرتدي عباءته الخضراء وفي يده سبحته الزرقاء,وينهمر في الكون اللامتناهي, يصطاد القلوب المتآلفة, يربط كل قلب بجناح من أجنحة الحمامة ويهتف بها, سيري ولا تحطي إلا بعد أن تسمعي الوجيب يعانق الوجيب.


لنا قصةٌ سجع الحمامة قصّها
اقرأ بإنجيل القرنفل نصّها:
هي في حقول القلب محض فراشة ٌ
وعلى زهور دمي تواصل رقصها
قمرٌ تناثر في يديّ أهلّةً
شمسُ وقد عصرت بروحي قرصها
منها الذي قد زاد أكمل ناقصي
مني الذي قد زاد أكمل نقصها.


الحب, إبداعنا المتاح, والإبداع حبنا المباح, هذه لعبة؟ بالتأكيد لا, هذا عالم لا يدخله إلا من يمتلك مواصفات خاصة جداً, الجمال في روحه والبهاء في وجهه , هودج بأريكتين, على كل أريكة كائن هيكله مأهول بملاك طيب, وبأي حوار فردوسي ينبجس نهر العسل, نهر يستقبل الفيض من مسارين , وفي نقطة المنتصف يلتقيان, ومن هنا يبدأ الفيض المكلل بالبركة, النظرة العاشقة قطرة عسل, والابتسامة قرص عسل ,والبوح بحيرته الرائقة.
وينفرط ريش الأجنحة لتكتسي من جديد: "النون" نمارق مصفوفة في جهات الهودج الست.
و"الثاء" ثورة المتجدد والمتورد على ما كان, ليس تخلصاً منه, ولكن استمرارية ترفع وتيرة الأناشيد,
و"الراء" رمح مضيء في اتجاه القلب, ينقره برأسه المدبب , لتصعد الوردة,
و"الشين" شرفة معلقة على أعمدة العبير, لا الزلازل ولا البراكين تهز خيوط الأريج المدلاة كثريا من نور,
و"العين" من ينابيع سبع, واحدة لكل يوم في الأسبوع انسجاماً مع اللون القزحي المخصص لهذا اليوم,
و"الراء" رحيق مختوم يدور على الشفاه الوالهة.


يطوقني الحبُ من كلِّ صوبْ
فكيف الهروب إذن كيفْ
ويا قلبُ, كنْ كما أنت قلبْ
ينابيعُ حبكَ بللها بألوانه الطيفْ


3


شوق ملأ حيز القلب وطفا على الشفتين... كلاماً ساحراً يروّض العصفور والوردة والغمامة, و...قبلاً في سخونتها تبّرد الروح.
هو الحب, نافذة الروح الوحيدة وشرفة القلب, كائنان في كائن,
ومن يروّض من!
صراع حميمي بين الأنا وكائنات مدارها,
ومن يتبع من !
كلٌ مدار للآخر, وثمة نقطة جذب متبادلة, فيض متبادل يتمازج في المنتصف, رحيل عن المكان وتوطن واستيطان في الشعور, أرضه اللهفة والحنين وفضاؤه الامتلاء بالحبيب.


سأخرج مني لأتبعكْ
سأخرج حتى أكون معكْ
أنا لستُ فيّ
أنا يا حبيبيّ في أضلعكْ
فنبضيّ ماءٌ
وروحي ترابٌ
ومالي سوى مهنةُ واحدة
مهنتي يا حبيبيّ أن أزرعكْ



كالظبي الجائع أرعي في بساتين تراتيلك , وأنام تحت أشجارها الخضراء, وأغفوا في الظلال , صوتك يهتف بي: تعال , وأحبو كطفل صوبك أمشي على صراط البرتقال, حمامتي الزرقاء حقل قرنفلي أنت ِ, سنابل نبضي, سمائي وأرضي, منديل روحي المخملي, كل هذا أنت, وأنت في دمى نكهة الفلفل ِ.

مقدسة حروفي لمجرد أن همست بها شفتان من كرزْ, ردي عليّ أيتها السيدة ,حنيني أليك مزق الأوردة, معلقة شعرية أنت على جدار الروح , من يقرأها في خرسه يبوح.

في دائرة العشق أرانا نحفر برموش العين نافذة لهوانا, ونطل منها على الدنيا ولا أحد يرانا, حين أنظر في عينيك ,أعود إليّ معك.


لظلكِ تنحني طرقات روحي
وتخلعُ قطنّها شفة َ الجروح ِ
وحين تقبليها تبكي وتهتفُ:لا
تروحي لا تروحي لا تروحي


4


الحب, ذلك الغامض اللامري,يعيث فينا جنوناً وحنانا, يعلقنا بين أرضين وسماء, ويتركني بكِ, قريباً منكِ, وأقربُ فيكِ, أنا المخبأ في حجر من بلور عينيكِ, ولا أحد يراني لا أحد,هنا أشيّد مملكتي من ضلوع شجر الرمّان وضفائر شجرة الكرمة الطيبة. وحدي هنا الأبعد, بيني وبين أغصان الليمونتين,قريب اً من خشونة أوراق الأسكدينا ونعومة أوراق الياسمينة.
لا أحد يراني هنا,و لا أرى أحد, أدرّب أيام إسبوعي على الألفة, وأعلمها أناشيد الهديل, ونهتف معاً:اقتربي أيتها الحمامة, انهمري أيتها الغمامة,لأغفومح اطاً بالظباء والوعول والأيائل, أغفوا حتى نهايات أسبوعي البعيد المبتعد المتباعد.
وحدي هنا, لا أرى أحداً ولا أحد يراني, أنا الهارب منكِ فيّ, والواصل إليّ منكِ, والمعانق لوجهكِ بيني وبيني, والداخل في ظلكِ الممتد المتمدد الممدود, هنا في بساتين الغياب, وهنا حضوري هو غيابك وغيابك هو حضوري. أخضُّ المعادلة وأرجّها بنبض روحي, تتمازج وتتلاقح حتى تسيل في المكان, هنا بين أرضين وسماء, لاشيء هنا إلا أنت, ولاشيئ هنا إلا أنا.
سكون مطبق يحضن القريبين البعيدين, وثمة صدى يتلاشى ويتجدد ويتمدد وتردد الجبال:

أيتها الأرض العذّبة و السماوية العالية
لنا في ممر الغابة نهرٌ وحيدْ
وعلى الضفتين, ياسمينة ودالية
وبينهما بيتٌ مؤثثٌ بيوم ٍ سعيدْ
يومٌ كلما انتهى تبدأ المتوالية
ولا شيء سوى الصدى يرنّ في البعيدْ:
أحبك أيتها العذبة الغالية.


الحب أسبوع مطرز بما نحب ونرضى,ويطوّق الأيام من جهاتها السبع,والشهر في جمعه من متناسلات العام,والعام مجمعه أعوام, والأعوام زمن بدأ ولم ينتهِ بعد, أسبوع هو الكون,أحده توحدنا دون انفصال,وإثنينه, أنا وأنتِ,والثلاثاء ثالث من إثنين, والأربعاء, تولّدكِ من أناي وتولدي من أناكِ,والخميس مشترك التولدين, والجمعة, جمعهما في واحد,والسبت, سباتهما الأبدي. إذن هذا هو الحب,وقالت السماء والأرض: والحب أيضاً هو الفصول الأربعة.
ولي أن أتماثل في سيدة اللازورد في الأعالي وسيدة السندس الخصبة, أعرف أنهما واحدة متحدة متوحدة, وهي تعرف أني أعرف, وتعرف كيف في الإمكان أروّض المقولة وأجعلها تمشي على قدمين من رذاذ وعشب وينتعلان الورد, فالخريف احتضان الخوف وطردية ضد الذبول ودعوة للتماهي, والشتاء شفاء من وهم الخوف, والربيع ريعان الصبا فوق منصة التجدد والتفرد والتوحد, والصيف قُبلٌ لاهبة تنضج ما يُراد إنتاجه, ولللأرض والماء احتضان هذا المولود المتجدد المسمى حب,ولي أن أغني:

أخافُ من الأغنيات المريضة, آه أخافْ
ومن لحنها المستبدُّ إذا ما استباح الشغافْ
فكوني هنا مثلما أشتهي..
وردةٌ تتفتحُ بين الضفافْ
وأشهدُ أن غيابكِ زوبعة الأعترافْ
وأن حضوركِ غابة سرّو ٍ تعانقُ صفصافْ

10-1-2008


http://www.rwwwr.com/vb/showthread.php?t=11554



 توقيع : مازن دويكات


آخر تعديل صقر السهول يوم 20-02-2008 في 10:46 AM.
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بلاك بيري حصري سمو الاحساس بلاك بيري و آي فون 11 03-04-2010 04:57 PM
من هنا وهناك حصري لدينا سمو الاحساس لُغَة الصور .. والكاريكاتير الساخِر 8 31-03-2010 10:56 PM
طفل يصرخ في المسجد ابوبسام حكايات من الوجد 5 22-02-2009 12:00 PM
للحب ناس ... وناس للحب الماسة وحساسة صهيل القصيد 6 12-03-2008 11:20 AM
جناحان للحب..... وثالثهما لا يُرى مازن دويكات حكايات من الوجد 6 07-02-2008 01:59 AM


الساعة الآن 04:23 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w