صحيفة أخبارية
عدد الضغطات : 43,874
منتدى المزاحمية العقاري
عدد الضغطات : 67,548
عدد الضغطات : 9,386
العودة   مجالس الرويضة لكل العرب > مجالس الرويضة الخاصة > روحانيات
روحانيات على نهج اهل السنه والجماعة
 
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
#1 (permalink)  
قديم 02-02-2008, 06:25 PM
محمد علي
عضو مجالس الرويضة
محمد علي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 904
 تاريخ التسجيل : 20-06-2007
 فترة الأقامة : 6160 يوم
 أخر زيارة : 18-01-2009 (04:42 PM)
 العمر : 35
 المشاركات : 514 [ + ]
 التقييم : 395
 معدل التقييم : محمد علي مبدع محمد علي مبدع محمد علي مبدع محمد علي مبدع
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي صفات المتقين




التقوى هي هدف كل مسلم، وهي طريقه للنجاة من الدنيا إلى الآخرة بأمان، والتقوى- كما قال الإمام علي (كرم الله وجهه)-: "محلُّها القلب، الذي هو أمير البدن، والجوارح كلها له خدم؛ فإذا صلح هذا الأمير صلح الخدم"، والتقوى يصدِّقها ويجسِّدها في واقع المسلم العملُ الظاهرُ للإنسان، لكن يبقى ما في القلب، الذي لا يطَّلع عليه إلا علام الغيوب؛ الخالق جل في علاه.



ميزان تفاضل البشر

الناس يتفاضلون على قدر إقبالهم علي الطاعة وبُعدهم عن المعصية؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (الحجرات: 13)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انظر فإنك لست بخير من أحمر ولا أسود إلا أن تفضله بتقوى الله" (رواه الإمام أحمد)، وقال أيضًا: "إن الله لا ينظر إلى أحسابكم ولا إلى أنسابكم ولا إلى أجسامكم ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم؛ فمن كان له قلب صالح تحنَّن الله عليه وإنما أنتم بنو آدم، وأحبُّكم إليه أتقاكم"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن اليسير من الرياء شرك، وإن الله يحب الأتقياء والأخفياء والأنقياء، الذين إذا غابوا لم يُفتقدوا، وإذا حضروا لم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى، ينجون من كل غبراء مظلمة".


ويقول الله تعالى: ﴿إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ (الفتح: 26)؛ ألزمهم كلمة التقوى، قال مجاهد: "هي لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"، وقال الزهري: "بسم الله الرحمن الرحيم، يعني أن المشركين لم يقروا بهذه الكلمة، فخصَّ الله بها المؤمنين، و(كلمة التقوى) هي التي يُتَّقَى بها من الشرك"، وعن مجاهد أيضًا أن (كلمة التقوى) الإخلاص، "وكانوا أحق بها وأهلها" أي أحق بها من الكفار؛ لأن الله تعالى اختارهم لدينه؛ فالتقوى ربطها ربُّ العالمين باللجوء إليه تعالى، أي كل النجاة منه سبحانه وتعالى، وأيضًا ربطها بالصدق في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ (التوبة: 119).



بعض صفات المتقين

كلنا يسعى لأن يكون تقيًّا نقيًّا؛ قولاً وفعلاً، فما هي صفات المتقين لنصل إلى التقوى؟!
في سورة "آل عمران" يوضِّح لنا تبارك وتعالى بعض صفات المتقين لنتحلَّى بها؛ فنصل إلى درجةٍ من التقوى ننجو بها من فتن الدنيا إلى رحاب الآخرة؛ فاللهم بلغنا التقوى وارزقنا الإيمان والعمل الصالح:

المسارعة إلى الاستغفار

قال تعالى في سورة "آل عمران": ﴿وَسَارِع ُوَاْ إِلَىَ مَغْفِرَةٍ مّن رّبّكُمْ وَجَنّةٍ عَرْضُهَا السّمَاوَاتُ وَالأرْضُ أُعِدّتْ لِلْمُتّقِينَ* الّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السّرّآءِ وَالضّرّآءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النّاسِ وَاللهُ يُحِبّ الْمُحْسِنِينَ* وَالّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوَاْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا ْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذّنُوبَ إِلاّ اللهُ وَلَمْ يُصِرّواْ عَلَىَ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أُوْلََئِكَ جَزَآؤُهُمْ مّغْفِرَةٌ مّن رّبّهِمْ وَجَنّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ (آل عمران: من 133- 136) ثم ندبهم إلى المبادرة إلى فعل الخيرات والمسارعة إلى نَيل القربات؛ فقال تعالى: ﴿وَسَارِع ُوَاْ إِلَىَ مَغْفِرَةٍ مّن رّبّكُمْ وَجَنّةٍ عَرْضُهَا السّمَاوَاتُ وَالأرْضُ أُعِدّتْ لِلْمُتّقِينَ﴾، أي كما أُعِدَّت النار للكافرين.



الإنفاق في الشدة والرخاء

والمنشط والمكره والصحة والمرض وفي جميع الأحوال؛ أي في اليسر والعسر، كما قال: ﴿الَّذِيْ نَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً﴾ (البقرة: من الآية 274)، والمعنى أنهم لا يشغلهم أمر عن طاعة الله تعالى والإنفاق في مراضيه، والإحسان إلى خلقه من قراباتهم وغيرهم بأنواع البر والخير (ابن كثير- تفسير آل عمران).



والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس

إذا انتابهم الغيظ كظموه وكتموه فلم يُعملوه، وعَفَوا مع ذلك عمن أساء إليهم، فلا يُعملون غضبهم في الناس، بل يكفون عنهم شرَّهم, ويحتسبون ذلك عند الله عز وجل؛ لذا قال تعالى فيهم: ﴿وَالْكَاظِمِين َ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النّاسِ﴾، وعن ابن عباس رضي الله عنهما, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أنظر معسرًا أو وضع له وقاه الله من فيح جهنم, ألا إن عمل الجنة حزن بربوة- ثلاثًا- ألا إن عمل النار سهل بسهوة، والسعيد من وُقي الفتن, وما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها عبد ما كظمها عبد لله إلا ملأ الله جوفه إيمانًا" (انفرد به الإمام أحمد, وإسناده حسن)، وعن سهل بن معاذ بن أنس, عن أبيه أن رسول الله قال: "من كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رءوس الخلائق حتى يخيِّره من أي الحور شاء" (رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة، وقال الترمذي: حسن غريب)، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تجرَّع عبدٌ من جرعة أفضل أجرًا من جرعة غيظ كظمها ابتغاء وجه الله" (رواه ابن ماجة).



وعن أبي هريرة رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" (رواه الإمام أحمد والشيخان).



وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟" قال: قالوا: يا رسول الله، ما منا أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه, قال: "اعلموا أنه ليس منكم أحد إلا مال وارثه أحب إليه من ماله، ما لك من مالك إلا ما قدمت, ومال وارثك ما أخرْتَ" قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تعدون الصرعة فيكم؟" قلنا: الذي لا تصرعه الرجال، قال "لا.. ولكن الذي يملك نفسه عند الغضب" قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "ما تعدون فيكم الرقوب؟!" قلنا: الذي لا ولد له، قال: "لا, ولكن الرقوب الذي لم يقدم من ولده شيئًا" (الحديث بعضه في البخاري وبعضه في مسلم).



المخرج من حالات الغضب

يتعرَّض الإنسان لمواقف تثير غضبه وتدفعه إلى الخروج عن شعوره، فيتصرَّف بلا وعي، فتصدر عنه تصرفات لا تليق بخلق المسلم المتقي، فما العلاج من ذلك؟ وكيف المخرج؟.
عن جارية بن قدامة السعدي, أنه قال لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله، قل لي قولاً ينفعني وأقلل عليَّ لعلي أعيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تغضب"، فأعاد عليه حتى أعاد عليه مرارًا كل ذلك يقول "لا تغضب" (رواه الإمام أحمد).



وعن أبي ذر- رضي الله عنه- أنه كان يسقي على حوض له، فجاء قوم فقالوا: أيكم يورد على أبي ذر ويحتسب شعرات من رأسه؟ فقال رجل: أنا, فجاء الرجل فأورد عليه الحوض فدقَّه, وكان أبو ذر قائمًا فجلس ثم اضطجع، فقيل له: يا أبا ذر، لم جلست ثم اضطجعت، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: "إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس, فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع" (رواه الإمام أحمد)، وعن عطية بن سعد السعدي قال: قال رسول الله: "إن الغضب من الشيطان, وإن الشيطان خُلِقَ من النار, وإنما تُطفأ النار بالماء، فإذا أغضب أحدكم فليتوضأ" (رواه الإمام أحمد).



العفو ومقام الإحسان

ظُلمتَ وقَدَرتَ على ردِّ الظلم، لكنك عفوت وأنت قادر على رد هذا الظلم، إنه خلُقٌ يرتقي بالمسلم إلى مقام الإحسان، وهو أعلى المقامات؛ حيث تعفو عمن ظلمك، لا عجزًا عن القصاص، ولكن سموًّا بالأخلاق، وسعيًا إلى الوصول إلى مقام الإحسان.. قال تعالى في المتقين: ﴿وَالْعَا فِيْنَ عَنِ النَّاسِ﴾، أي مع كفِّ الشر يعفون عمن ظلمهم في أنفسهم، فلا تبقَى في أنفسهم موجدةٌ على أحد, وهذا أكمل الأحوال, ولهذا قال تعالى ﴿وَاللهُ يُحِبّ الْمُحْسِنِينَ﴾ فذلك من مقامات الإحسان.



وفي الحديث: "ثلاث أقسم عليهن: ما نقص مال من صدقة, وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا, ومن تواضع لله رفعه الله", وروى الحاكم في مستدركه عن عبادة بن الصامت, عن أُبَي بن كعب أن رسول الله قال: "من سرَّه أن يشرف له البنيان وترفع له الدرجات, فليعفُ عمن ظلمه, ويعطِ من حرمه, ويصلْ من قطعه" ثم قال: صحيح على شرط الشيخين.



وعن ابن عباس رضي الله عنهما, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ يقول: أين العافون عن الناس، هلموا إلى ربكم، وخذوا أجوركم, وحق على كل امرئ مسلم إذا عفا أن يدخل الجنة".



مذنبون لكن تائبون

نعم.. يذنبون، لكنهم يتوبون، بل يسارعون ويهرعون إلى ربهم تائبين، منيبين إليه بالذكر والاستغفار، قال تعالى: ﴿وَالّذِي نَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوَاْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا ْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذّنُوبَ إِلاّ اللهُ﴾ فإذا صدر منهم ذنبٌ أتبعوه بالتوبة والاستغفار، بل سارعوا إلى التوبة؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن رجلاً أذنب ذنبًا فقال: رب إني أذنبت ذنبًا فاغفره, فقال الله عز وجل: عبدي عمل ذنبًا، فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به, قد غفرت لعبدي, ثم عمل ذنبًا آخر فقال: رب إني عملت ذنبًا فاغفره, فقال تبارك وتعالى: علم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به, قد غفرت لعبدي, ثم عمل ذنبًا آخر فقال: رب إني عملت ذنبًا فاغفره لي, فقال الله عز وجل: علم عبدي أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي، ثم عمل ذنبًا آخر فقال: رب, إني عملت ذنبًا فاغفره, فقال عز وجل: عبدي علم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ به, أشهدكم أني قد غفرت لعبدي، فليعمل ما شاء" (مسند الإمام أحمد).



عن أبي هريرة, قلنا: يا رسول الله, إذا رأيناك رقَّت قلوبنا, وكنا من أهل الآخرة, وإذا فارقناك أعجبتنا الدنيا, وشممنا النساء والأولاد, فقال: "لو أنكم تكونون على كل حال على الحال التي أنتم عليها عندي لصافحتكم الملائكة بأكفِّهم, ولزارتكم في بيوتكم، ولو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون كي يغفر لهم"، قلنا: يا رسول الله, حدثنا عن الجنة؛ ما بناؤها؟ قال: "لبنة ذهب ولبنة فضة، وملاطها المسك الأذفر, وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت, وترابها الزعفران, من يدخلها ينعم ولا يبأس, ويخلد ولا يموت، لا تبلى ثيابه, ولا يفنى شبابه, ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل, والصائم حتى يفطر, ودعوة المظلوم تُحمل على الغمام وتُفتح لها أبواب السماء, ويقول الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين" (رواه أحمد والترمذي وابن ماجة من وجه آخر من حديث سعد).



بعض صفات التوبة

من أبلغ صفات التوبة الإسراع فيها مع الوضوء وصلاة ركعتين عند التوبة لما رواه الإمام أحمد بن حنبل من حديث عن علي رضي الله عنه, قال: كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا نفعني الله بما شاء منه، وإذا حدثني عنه غيره استحلفته، فإذا حلف لي صدقته، وإنَّ أبا بكر رضي الله عنه حدثني- وصدق أبو بكر- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم, قال "ما من رجل يذنب ذنبًا فيتوضأ فيحسن الوضوء، قال مسعر، فيصلي، وقال سفيان: ثم يصلي ركعتين, فيستغفر الله عز وجل إلا غفر له".



وما رواه مسلم في صحيحه عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ- أو فيسبغ- الوضوء, ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله, إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية, يدخل من أيها شاء" وفي الصحيحين عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه توضأ لهم وضوء النبي صلى الله عليه وسلم, ثم قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول "من توضَّأ نحو وضوئي هذا ثم صلَّى ركعتين لا يحدِّث فيهما نفسه, غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه".


عدم الإصرار على المعصية

الإصرار هو أحد نواقض التوبة؛ فلا توبة مع إصرار على فعل المعصية بالانغماس فيها وربما استحلالها، وكأنها شيء حلال، فيعيش العاصي دائمًا ومعصيته لا تفارقه ولا يفارقها؛ أي في معية المعصية، وهنا ينبغي أن نفرِّق بين تكرار فعل المعصية والتوبة منها وبين فعل المعصية بصورة مستمرة؛ بحيث تصبح جزءًا من حياة المرء فلا يستغفر منها ولا يندم بعد اقترافها، فيقع في شرك الإصرار، وهذا ليس من سلوك المتقين؛ فهم منيبون لله دائمًا.



روى الإمام أحمد عن الأسود بن سريع أن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي بأسير، فقال: اللهم إني أتوب إليك ولا أتوب إلى محمد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "عرف الحق لأهله".



وقوله ﴿وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ أي تابوا من ذنوبهم ورجعوا إلى الله عن قريب, ولم يستمروا على المعصية ويصرُّوا عليها غير مقلعين عنها, ولو تكرَّر منهم الذنب تابوا عنه ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرْ اللهَ يَجِدْ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110)﴾ (النساء).



وقوله ﴿وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ قال مجاهد وعبد الله بن عبيد بن عمير (وهم يعلمون) أن من تابَ تاب الله عليه, وهذا كقوله تعالى: ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104)﴾ (التوبة).



جائزة المتقين

إنها جائزة التقوى؛ قال تعالى في حقِّهم: ﴿أُوْلََئ ِكَ جَزَآؤُهُمْ مّغْفِرَةٌ مّن رّبّهِمْ﴾ أي جزاؤهم على هذه الصفات ﴿مّغْفِرَ ةٌ مّن رّبّهِمْ وَجَنّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾، أي من أنواع المشروبات ﴿خَالِدِي نَ فِيهَا﴾ أي ماكثين فيها ﴿وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ مدح لذلك النعيم (تفسير ابن كثير).


منقول



 توقيع : محمد علي

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ثواب المتقين الخفاش الأسود روحانيات 9 18-08-2009 04:05 AM
صفات من يحبك..... محمد احتواء ما لا يحتوى 8 11-07-2008 04:33 AM
صفات الابل ومعانيها الماسة وحساسة احتواء ما لا يحتوى 9 09-01-2008 02:25 AM
صفات عباد الرحمن متعب3 روحانيات 10 04-11-2007 05:59 PM


الساعة الآن 03:13 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
- arab-line : Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.3.0 TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010

... جميع الحقوق محفوظه لمجالس رويضة العرض لكل العرب ...

.. جميع المشاركات المكتوبة تعبّر عن وجهة نظر صاحبها ...ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر المنتدى..

a.d - i.s.s.w