عرض مشاركة واحدة
#1 (permalink)  
قديم 19-06-2007, 11:43 AM
محب أكاي
عضو مجالس الرويضة
محب أكاي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 24
 تاريخ التسجيل : 01-11-2006
 فترة الأقامة : 6980 يوم
 أخر زيارة : 06-08-2009 (06:32 AM)
 المشاركات : 215 [ + ]
 التقييم : 235
 معدل التقييم : محب أكاي رائع محب أكاي رائع محب أكاي رائع
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رد: منـبر الجمـــــــــــ ـــــــعـــــة



بسم الله الرحمن الرحيم

الابتلاء بالمرض


عباد الله

الأمراض منتشرة قي هذه الحياة ، لا ينفك منها عصر، ولا يستقل عنها مصر، ولا يكاد يسلم منها بشر ، وهيهات هيهات أن تخلو الحياة منها، وإذا لم يصب أحد بسيلها الطام، ضربه رشاشها المتناثر.
ثمانية لابد منها على الفتى * ولابد أن تجري عليه الثمانيه
سرور وهمّ واجتماع وفرقة * ويسر وعسر ثم سَقَم وعافيه
وإذا ما قدر على المرء حال شدة، فينبغي عليه حينئذ أن يتزر بإزار له طرفان:
أحدهما الصبر، والآخر الرضا، ليستوفي كامل الأجر قال الله تعالى :
( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ، أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ).
والصبر حبس النفس واللسان والجوارح عن الجزع والتسخط ، ومنزلة الصبر من الإيمان كمنزلة الرأس من الجسد
ولا إيمان لمن لا صبر له والصابرون يوفون أجرهم بغير حساب قال الله تعالى :
( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب )
عباد الله . .
للصبر على المرض أسباب منها : العلم بأن المرض مقدر لك من عند الله .
وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، جفت الأقلام وطويت الصحف قال الله تعالى : ( مَا أَصَابَ
مِن مُّصِيبَةٍ فِى ٱلأَرْضِ وَلاَ فِى أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِى كِتَـٰبٍ مّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا )
وقال الله تعالى : ( وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) و قال رسول الله  :
(كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة ) رواه مسلم
وقد ثبت عن عبادة  أنه قال لابنه :
(ِإنَّكَ لَنْ تَجِدَ طَعْمَ الْإِيمَانِ حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ وَمَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ ) .
عباد الله
ومن الأسباب المعينة عى الصبر أن تتيقن أن الله سبحانه وتعالى أرحم بك من نفسك ، ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُمَرَ ‏ ‏ ‏ قال : ‏قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ ‏  ‏ ‏سَبْيٌ فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنْ السَّبْيِ قَدْ وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْيِ فأَخَذَتْهُ وَأَرْضَعَتْهُ فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ ‏  :
(‏ ‏أَتُرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا فِي النَّارِ قُلْنَا لَا وَهِيَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لَا تَطْرَحَهُ فَقَالَ لَلَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا )
فإذا بليت بشيء من هذه الأمراض فقد يكون ما أصابك من مرض هبة من الله ورحمة، ليكفر بها الخطايا ويرفع بها الدرجات
قال الله تعالى : ( وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )
وقال رسول الله  :
((عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَلكَ لأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ )). وقال رسول الله  :
( ‏ ‏إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ مَنْزِلَةٌ لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ ابْتَلَاهُ اللَّهُ فِي جَسَدِهِ أَوْ فِي مَالِهِ أَوْ فِي وَلَدِهِ ‏ ‏ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ ‏حَتَّى يُبْلِغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللَّهِ تَعَالَى ) و قال رسول الله  :
((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا سَيِّئَاتِهِ)) وقال عليه الصلاة والسلام لرجل يوعك :
(( ‏أَبْشِرْ فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ ‏ ‏هِيَ نَارِي أُسَلِّطُهَا عَلَى عَبْدِي الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا لِتَكُونَ حَظَّهُ مِنْ النَّارِ فِي الْآخِرَِ )) وعندما دخل رسول الله  على أم السائب  قال لها : مَا لَكِ يَا ‏ ‏أُمَّ السَّائِبِ ‏تُزَفْزِفِينَ ؟
قَالَتْ الْحُمَّى لَا بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا فَقَالَ رسول الله  :‏‏

لا تَسُبِّي الْحُمَّى فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي ‏ ‏آدَمَ ‏ ‏كَمَا يُذْهِبُ ‏ الكِيرُ ‏ ‏خَبَثَ ‏‏الْحَدِيدِ وقال رسول الله  :
(‏ ‏يَوَدُّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ الْبَلَاءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ ‏ ‏قُرِضَتْ ‏ ‏فِي الدُّنْيَا بِالْمَقَارِيضِ )
عباد الله
ومن الأسباب المعينة على الصبر النظر إلى من هو أشد منك بلاء وأعظم منك مرضاً ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏قَالَ ‏: ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ  :
(‏ ‏انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ فَهُوَ ‏ ‏أَجْدَرُ ‏ ‏أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ ‏ )
و لما اشتكى عروة بن الزبير – رحمه الله - الآكلة في رجله، قطعوها من ركبته، وهو صامت لم يئن، واجتمع مع تلك المصيبة موت ولده محمد فقيل له : أحسن الله عزاءك في رجلك و أحسن الله عزاءك في ولدك ، فقال عروة: اللهم لك الحمد، كانوا سبعة من الولد فأخذت واحدا وأبقيت ستة، وكان لي أطراف أربعة، فأخذت واحدا وأبقيت ثلاثة، فإن كنت أخذت فلقد أعطيت، ولئن كنت قد ابتليت لقد عافيت.
عبد الله
أما خطر ببالك أن الله سبحانه ربما ابتلاك بهذا المرض ليسمع صوتك وأنت تدعوه، ويرى تضرعك وأنت ترجوه..
فارفع يديك وأسل دمع عينيك، وأظهر فقرك وعجزك، واعترف بــذلـــك وضعفك، تفز برضى ربك وتفريج كربك قال الله تعالى : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُ واْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)
فالمؤمن عندما تنزل المحن و تشتد الخطوب وتتوالى الكروب وتعظم الرزايا ، لن يكون أمامه إلا أن يلجأ إلى الله تعالى
ويلوذ بجانبه، ويضرع إليه راجيا تحقيق وعده، الذي وعد به عباده المؤمنين إذ يقول الله تعالى:
(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) فاتقوا الله عباد الله وتضرعوا إليه، وادعوه وأنتم موقنون بالإجابة




.




رد مع اقتباس