18-06-2015, 04:22 AM
|
|
فعلَ في الحياةِ ما فعل ثمَّ رحل ارجوك لا تمت في الظل .
-
*ﻻ ندري إنْ كان من اﻷفضلِ، أم هو من اﻷسوأ أنْ يعيشَ اﻹنسانُ ويموتَ في الظلِّ، حيث ﻻ يعلمُ بحياتِه أحدٌ، وﻻ يدري بموتِه أحد*
*هكذا ببساطة أتى ومشى واغتذى وارتوى وفعلَ في الحياةِ ما فعل، ثمَّ رحل
*لَم يأخذْ شيئًا من الحياةِ، ولم يضفْ شيئًا إليها شيئا حسناً !*
*ﻻ تَمُتْ في الظِّل !**
*هنا يدرك المرءُ أنَّ ما قدَّمه لنفسِه من خيرٍ هو كلُّ ما سيرحلُ به : {مَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا}*
*لكنَّ اللهَ -تعالى- ﻻ يريدنا أن نرحلَ هكذا دون أثرٍ، وإﻻ لَمَا استحثَّنا النَّبيُّ -**صلَّى الله عليه وسلَّم- لترك عملٍ ﻻ ينقطعُ بالموتِ
*«إذا مات اﻹنسان انقطع عنه عمله إﻻ من ثﻼثةٍ : إﻻ من صدقةٍ جاريةٍ أو علمٍ ينتفع به أو ولدٍ صالحٍ يدعو له»*
*[رواه مسلم 1631].*
*ﻻ تَمُتْ في الظِّل !**
*لذا؛ ﻻ تدعْ نفسَك في الظِّل ، بينما ينيرُ غيرُك الحياةَ بعلمهم وعملهم، بل سابقْ وسارعْ وأضف لرصيدِك شيئًا يبقى
*ولو مجرد كلمةِ حقٍّ تُقرأُ فتُنقل فتؤثر فتؤجر، لو خرج كلُّ المتقاعسين من الظلِّ، وحملوا بأيديهم قناديلَ الهدى
*والدَّعوةِ إلى لخيرِ واﻹصﻼح والعودةِ إلى الله ، لتغيرتْ أحوالُنا كثيرًا، ولتراجعتْ موجةُ اﻹضﻼل واﻹفساد الَّتي تسعى ﻹغراق العقولِ
*واﻷجساد في الوَحْل المسمَّى تحضرًا، وما هو إﻻ تقهقرٌ للعقلِ والفكر والدِّين والرُّشد، ولكلِّ ما هو حميد
*عندما انزوينا في الظِّﻼل نطلقَ دعاةُ الضَّﻼل للضَّوء وعلى مرأًى منَّا ومسمعٍ؛ عاثوا في البﻼد فأغرقوا العبادَ
*وأكثروا الفسادَ
*وما جَعَلَنا نقفُ مُلْجَمي اﻷفواهِ إﻻ خشيتنا أنْ يُقال بأننا رجعيون إذا لم نسايرْهم**
نعم نحن رجعيون فعلًا منذُ زمنٍ طويلٍ، منذُ أنْ تراختِ الهممُ، وتراجعْنا عن القِمم وتركناها لهم
*ﻻ تَمُتْ في الظِّل !**
لقد ترك رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحياةِ أعظمَ أثرٍ،وترك صحابتُه رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان
آثارًا بقيت إلى يومنا تُذكر ولكن ولﻸسف خَلَفَ من بعدِهم خلْفٌ لم يتركوا سوى خيباتِهم وحسراتهم على ماضي أسﻼفهم
* إﻻ من رحم ربي
**ﻻ تَمُتْ في الظِّل !***
*فلينظرْ كلٌّ منَّا لنفسِه، ولْيسألْها : ما الَّذي تركتُه لمن خلفي؟! إنْ لم تجد شيئًا يستحقُّ فاعملْ على إيجادِ شيءٍ ذي قيمةٍ
* ﻻ تحقرنَّ شيئًا من اﻷعمال، فلربما كانتْ هي اﻷعظمَ أثرًا، إنَّ كلمةً مؤثرة تكتبها، أو نصيحةً هينة تُسديها
*أو بطاقةً لطيفة تهديها، أو ابتسامةً صغيرة تُبديها قد تكون ذات أثرٍ كبيرٍ فاعلٍ على من حولَك
ﻻ تَمُتْ في الظِّل *
*ﻻ تعجبْ فالبسمةُ صدقةٌ ولها وقعها في القلوبِ الَّتي تذكرك بالخير وتدعو لك حتَّى بعد رحيلِك
*وعليها قِسْ كلَّ أعمالِك، واحسب أيًّا منها يستحقُّ أنْ تبقيه وأيًّا منها يجبُ أن تتخلَّصَ منه
*ﻻ تَمُتْ في الظِّل !*
*ﻻ تدعِ اﻷيامَ تنسابُ من بين يديك دون أن تضعَ لمسةً لك بها، ولو في محيطِك الصَّغير؛ عائلتك، أصحابك، جيرانك
*اغتنم الفرصَ فهي ﻻ تتكرَّرُ كثيرًا، ﻻ تمتْ دونَ أن تضيءَ شمعةً لمن سيأتي بعدَك، أو تبذرَ بذرةً لشجرةٍ يستظلُّ بها من يخلُفُك
*ازرع زهرةً صغيرة، وإن لم تستطعْ زرعَها فارسمها، ولوِّن بألوانِها المشرقة حياةَ أناسٍ لم يرَوْا في الحياةِ إﻻ جانبَها المظلم
*كُنْ ذا أثرٍ في حياتِك ، كن ذا أثرٍ.* |