عرض مشاركة واحدة
#1 (permalink)  
قديم 20-01-2014, 10:36 PM
ضي القمر
:: مراقب عام ::
ضي القمر غير متواجد حالياً
Egypt     Female
SMS ~
لوني المفضل Mediumvioletred
 رقم العضوية : 6317
 تاريخ التسجيل : 30-04-2013
 فترة الأقامة : 4023 يوم
 أخر زيارة : 03-10-2016 (01:09 AM)
 المشاركات : 2,636 [ + ]
 التقييم : 17182
 معدل التقييم : ضي القمر عضو الماسي ضي القمر عضو الماسي ضي القمر عضو الماسي ضي القمر عضو الماسي ضي القمر عضو الماسي ضي القمر عضو الماسي ضي القمر عضو الماسي ضي القمر عضو الماسي ضي القمر عضو الماسي ضي القمر عضو الماسي ضي القمر عضو الماسي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي غرست قدماها بالوحل




التفتت وهي مسرعة ...ولم تنتبه الا ورجلاها غاصت في الوحل ..

التفاتة سريعة جعلت قلبها يسرع النبض حثيثا نحو ادراك ماتراه عينيها ..


غشاوة المت بهما .. ومازالت قدميها في الوحل , ازداد المطر هطولا تهدلت ذوائب شعرها على جبينها .. لم تعبئ ..

ارتعشت قطرات المطر على جفونها الذابلة .. وكأنها والمطر لوحة سريالية معتمة .. هي في جلبابها الاسود وهو في ليله الغائم كلاهما التفى على احزانهما في اقبية الوحدة .. مدًّ يده .. امسك بيدها ارتعشت لدفئها ..
سحبها من الوحل بهدوء احست كأنه يسحبها من بئر ظلت قابعة فيه طول الدهر .. مسح بيديه بلل وجهها .. وهنا .. امطرت دموعها .. تمنت لو لم تبكي تمنت لو اعدمت حزنها منذ فارقها .. تمنت لو ظلت في الوحل فبعضه يلبس الاشياء لباس الواقع ..
تمنت لو انها لم تخرج من البيت اصلا .. لو انها تدثرت باحلامها الى الصباح .. وككل صباح من صباحاتها يطل للنسيان وجه جديد كمهرج يلبس الابتسامة وجها وبين اشداقه تغص العبرات ...


هو بعينه لم تتغير ملامحه . ذات الابتسامة التي هدت قلاعها ذات ليلة شتوية واستباحت عذرية قلبها الصغير ... ذات العينين ذات الشفتين التي احبت تكورهما فوق بعضهما كلما اراد النطق ب احبكِ..


وشهقت واين مني (واحبكِ) ..تلك لكأنها تطل عليها من علياء الى حافات سقوطها المترنح ..
تعلو كنجمة تبتعد لتغيب حتى من احلامها وتمسك ب اذيال السراب لتستحيل قطرة مطر تشق طريقها من جبينه لطرفي شفتيه .. لتقف عندهما ك اضحية تننظرولاتبالي بالموت ..تتقلص لحظاتها عند تلك القطرة البائسة الوحيدة ..
تنتظر ان يلعقها رويدا ... فجأة ..شهقت بصوت خفي .. هاهيه القطرة تسقط سقوطا مدويا لتاتي اخرى وتستقر فوق شفاهه ليمد لسانه ويلعقها ... تموت اللحظه بين سرابها ... تذبل عينيها ..كم عليها احتمال تكرار انهزامها امامه .. تسحب يدها .. تسحب عينيها .. تسحب جسدها .. تسحب كل كيانها كل احلامها .. تبعها صوته .. سيدتي .. ارجوكِ قفي .. لم تلتفت .. فكل مافيها غاص في وحل الذكريات العقيمة ... مازال صوته يتبعها .. سيدتي .. توقفت ... وتطافر حلم نبت مخضرا من هفهفة فرحة تشبه النزع الاخير لمودع ... التفت وتمنت لو لم تفعل .... كان هو .. يقف في منتصف الطريق ووجهه كله يتسائل ... تقافزت الفرحة واعتلت ملامحها المبللة ... ارادت ان تقول شيئا ... تراجع صوتها الى اقصى الخجل ...اهذا وقتك ... لم لاتملئ السماء والارض بصراخ شوقك .. لما لاتبوح بهمهمات عذابات ليللك الطويل .. لما عليك السكوت الان في حضرة عشق كادت ان تطويه يد الفراق منذ سنين ... لكانها الدهور ..


فتحت فاهها وكانت انفاسها حارة ... تصتلي


لم يتقدم نحوها ...


اعاد كلامه .. سيدتي هل تعرفينني ؟ اظنك ِ


وانتفض الوجع .. تأوهت الذات .. آه اخرى


ادارات وجهها واعادت المهرج يتقافز فوق مشنقة انفاسها ..


عاد صوتها يزحف في حلقها الما ...


نطقتها ولملمت اذيالها من وحل الذاكرة .. ورحلت


لا لا ياسيدي لااعرفكَ .. ولا انت تعرفني ...


غريبان نحن ...


وكأن المطر استحال لستارة مسرح عتيق .. انتظر نهاية فصول المسرحية .. لينزل مدرارا ليتعالى تصفيق اجوف لتتدثر ملامح الارض بسواد السماء ..


تابع المطر هطوله واغرق اخر خطواتهما المتباعدة ........



 توقيع : ضي القمر





رد مع اقتباس