عرض مشاركة واحدة
#1 (permalink)  
قديم 06-07-2013, 12:11 AM
لغة العشاق
:: مشرف ::
لغة العشاق غير متواجد حالياً
Egypt     Female
لوني المفضل Brown
 رقم العضوية : 6319
 تاريخ التسجيل : 03-05-2013
 فترة الأقامة : 4030 يوم
 أخر زيارة : 01-09-2014 (09:54 PM)
 الإقامة : القاهره
 المشاركات : 1,816 [ + ]
 التقييم : 12182
 معدل التقييم : لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي لغة العشاق عضو الماسي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رمضان بين التخلية والتحلية





رمضان بين التخلية والتحلية



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
فمواسم الطاعة ومن أعظمها رمضان سريعة الانقضاء، فلا يلبث رمضان قادمًا إلا وينادي بالرحيل، وكم من رمضان مر علينا وأثـَّر في نفوسنا رحيله؟!
إنه لابد من الاستعداد لرمضان بقلب حي واجتهاد تام، والأمر مداره -والله أعلم- على ذهاب قسوة القلب؛ فالقلب هو الأساس في الأعمالأَلاَ وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلاَ وَهِىَ الْقَلْبُ)(متفق عليه)، كما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بيَّن خطورة أمر القلب بقوله: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَنْظُرُ إِلَى أَجْسَادِكُمْ وَلاَ إِلَى صُوَرِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ)(رو اه مسلم)، فإذا كان للقلب هذه المكانة العظمى، فتركه وإهماله وعدم العناية: ضعفٌ في العقل، وقلة في الفهم!


ومما يدل على أهمية القلب القصوى أن:



- القلب هو وعاء الإيمان أو الكفر.
- والقلب هو وعاء الإخلاص أو النفاق والرياء.
- وهو وعاء ذكر الله أو الغفلة عنه.
- وهو وعاء السعادة أو الشقاء.
- وهو وعاء التقوى أو الجرأة على حرمات الله.
- وهو وعاء الرحمة أو القسوة والغلظة.
- وهو وعاء الشجاعة أو الجبن.
- وهو وعاء العلم أو الجهل.
- وهو وعاء الحب والبغض.
- وهو وعاء التواضع أو الكبر.
- وهو وعاء الاطمئنان أو القلق والاضطراب.

كل ذلك في القلب... ألا يدل هذا كله على خطورة أمر القلب وأهميته؟!

"إذا أردنا صلاحًا للقلب، وذهابًا لقسوته فلابد من خطوتين:
1- التخلية.
2- التحلية

ويقصد بـ"التخلية": إزالة ما في القلب من آثام وذنوب، ومعاصٍ، وشهوات، وشبهات، حتى يصلح القلب لاستقبال الأعمال صالحة، والأخلاق فاضلة.

وأول خطوات التخلية هي: "التوبة"، والتوبة لابد من اجتماع القلب والجوارح على إرادتها؛ لتؤثر في النفس صلاحًا وتغيرًا.



ولتحقيق التوبة لابد من

1- نسيان الذنب إن كان يهيج الخواطر للعودة للمعصية.
2- هجر أماكن المعصية.
3- تغيير الرفقة والالتصاق بالصالحين.
4- الانشغال الدائم بما ينفع.
5- قصر الأمل ودوام ذكر الموت.
6- تعويد النفس على فعل الحسنات والإكثار منها.
7- عدم استثقال التوبة واستصعاب الالتزام.
8- دفع التسويف.
9- عدم الاعتذار عن التوبة والتعلل والبحث عن المبررات.
10- عدم الاغترار بستر الله وتوالي نعمه.
11- الصبر على الابتلاءات التي تقع على التائب بعد التوبة.

ثم تأتي الخطوة الثانية وهي "التحلية":ويقصد بها أن تحل الأعمال الصالحة في القلب محل الأعمال السيئة، والقلب بعد التوبة لا زالت به بعض جراحات المعاصي ويـُخشى عليه؛ ولذا كانت أول خطوات التحلية: "المشارطة"
والمشارطة: حوار داخلي بين الإنسان ونفسه معاهدًا ربه -سبحانه وتعالى- على أداء شعائر وعبادات، ومناسك، وأخلاقيات يلتزم بها العبد حتى الممات.
والمشارطة تكون مع التدرج في الأعمال، كما لو عاهد نفسه على أداء الصلوات الخمس أول وقتها في جماعة؛ ليحقق الحديث، فعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَالصَّلاَ ةُ عَلَى وَقْتِهَا). قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ. ... ) (متفق عليه).
فإذا واظب على الفرائض فلينتقل إلى النوافل؛ ليحقق حديثوَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ)(رواه البخاري).

ثم ينتقل إلى تذوق حلاوة الصلاة بالليل؛ فيشترط على نفسه أن يصلي مرة في الأسبوع قيامًا في جوف الليل، ثم يتدرج حتى يكون في كل ليلة.
ثم يشترط على نفسه ألا يخرج من صلاة فريضة أو نافلة حتى يخشع قلبه، وتدمع عينه.

وهكذا يمكن للعبد أن يتدرج في سائر العبادات، مثلاً: من كان منقطعًا عن القرآن يتخذ قراره ويشترط على نفسه أن يقرأه؛ فيبدأ بنصف جزء قراءة يوميًا فهي لا تحتاج منه أكثر من ربع ساعة تقربه إلى ربه، فإذا ذاق حلاوة القرآن رفع المشارطة من نصف جزء إلى جزء كامل يوميًا، ثم يتدرج ليختمه في كل أسبوع مرة.

ثم لينتقل إلى مقام التعلم والتعليم؛ ففي الحديث: (خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ) (رواه البخاري)، ثم إذا أراد مزيدًا من الارتقاء فليعش مع القرآن آية آية، وسورة سورة، متفكرًا ومتدبرًا، وعاملاً بما فيه.

من كان قاطعًا لأحد أبويه أو لأحد من أقاربه، أو أرحامه، أو جيرانه؛ فيتوب إلى الله -تعالى-، ويشارط نفسه أن يكون أبر الناس بأبويه، وأوصلهم لأرحامه وأكرمهم لجيرانه، وأوفاهم لأصدقائه، فيقرر أن يقوي هذه الصلات بالسؤال، والهدية، والزيارة، والمشاركة في الأفراح والأتراح.
لكن هذه المشارطة تتحول إلى رغبات وأمان وأحلام ما لم تكن مشفوعة بمجاهدة للنفس؛ تحملها على المكارم حملاً، وتردعها عن السفاسف ردعًا.
إذاً فالمجاهدة: هي حمل النفس على أداء الواجبات، والتزام المكارم والمروءات، وترك المحرمات، والترفع عن السفاسف والمكروهات؛ قال الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُ مْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69).

قال ابن القيم -رحمه الله-:"لا يكون العبد ربانيـًا إلا بالمجاهدة".
ولمجاهدة النفس قواعد:
1
إحياء حب الله -تعالى- في القلب حتى يكون حبه أرقى من حب النفس، والأهل، والمال، والولد، وذلك بالإكثار من النظر في الكون المنظور، والكتاب المسطور، ودوام الذكر والتلذذ بصلاة الليل، وصيام النهار.
2
إحياء الخوف من الله -تعالى- بمطالعة مصارع الظالمين ومآلات المفسدين، ويتذكر الموت وسكراته، والقبر وظلماته، والحشر وأناته، والصراط وسقطاته والنار ولهيبها، وجهنم وسعيرها.
3
قوة الإرادة والعزيمة على مواجهة النفس بـ "الخوف والرجاء"، و"الرهبة والرغبة"، واليقين أن العبد مهما كان ضعفه إذا لجأ إلى ربه واستعان به أعانه.

وهكذا لنجعل رمضان نقطة للانطلاق والتغير؛ حتى لا نقف موقف حسرة بعد رمضان، ونردد: مضى رمضان!!



 توقيع : لغة العشاق

رد مع اقتباس