مجالس الرويضة لكل العرب - عرض مشاركة واحدة

#1 (**permalink**) 20-05-2013, 10:49 PM

يحكى ان مسافرا عجوز انقطعت به السبل حتى وصل الى احدى القرى الصغيرة بعد ان اخذ منه الاجهاد و الجوع و العطش كل ماخذ ..

اقترب الرجل من أحد الأكواخ ثم طرق الباب. فتح صاحب الدار الباب فقال له الرجل العجوز: لقد ظللت أسافر لأيام عديدة فهل يمكن أن تعطيني بعض الماء والطعام؟

نظر صاحب الكوخ إلى الرجل العجوز في ثيابه الرثة وقال: ليس لدي ما استغني عنه اذهب لحال سبيلك.

طرق الرجل العجوز باب الكوخ التالي وطلب ماء وطعام ولكن مرة أخرى رد صاحب الكوخ الباب في وجهه.

طرق الرجل العجوز باب الكوخ الثالث حيث فتحت الباب امرأة ورأى الرجل العجوز أطفالها يلعبون بالداخل.. طلب الرجل من المرأة أن تعطيه بعض الطعام والشراب ولكنها ردت عليه قائلة: كيف أطعمك وأنا بالكاد أستطيع إطعام أطفالي.

رأى الرجل العجوز أن المرأة تريد أن تساعده بالفعل وأن لها قلباً طيباً .. عندها سألها الرجل: هل لديك إناء للطبخ؟ ردت المرأة: بالطبع لدي.

قال الرجل العجوز: حسناً لدي في جيبي حجر سحري إذا ملأت إناء الطبخ ماء وألقيت فيه الحجر فإننا نصنع حساء .. لم تشعر المرأة بالطمأنينة تجاه ما يقوله الرجل العجوز ولكنها قررت أن تفعل ما يطلبه .. حنيث انه ليس هناك ما تخسره

دخلت المرأة والرجل إلى الفناء الخلفي للكوخ ووضعا الإناء فوق النار.. عندها دس الرجل العجوز يده في جيبه وأخرج الحجر ووضعه في الإناء.. أخذ الرجل الملعقة الخشبية وتذوق الحساء.. نظر إلى المرأة وقال لها: إن طعم الحساء جيد ولكنه يحتاج إلى شيء آخر.. هل لديك جزر؟..

كان لدى المرأة بضع جزرات فذهبت وأحضرتها وأضافتها إلى الحساء..

بدأ الرجل يتذوق الحساء مرة أخرى ولكنه لم يعجب به..

وقال: هل لديك بطاطس؟ قالت لا

سمع بعض أهل القرية بحكاية الرجل العجوز وتجمعوا ليعرفوا ما يحدث.

عندها قالت إحدى النسوة: أنا لدي بطاطس وذهبت وأحضرت بعض حبات من كوخها وأضافتها إلى الإناء.

تذوق الرجل العجوز الحساء مرة أخرى ولكنه لم يرض عنه وقال: إنه بحاجة إلى بعض البصل. عندها تطوعت إحداهن وأحضرت البصل..

استمر الأمر على هذا المنوال لبعض الوقت.. وفي كل مرة يضيف أهل القرية شيئاً جديداً إلى الحساء.

وأخيراً تذوق الرجل العجوز وابتسم وقال: إنه أصبح رائعاً..

غمس الرجل الملعقة الخشبية و أعطاها للمرأة التي ساعدته أولاً.. تذوقت المرأة الحساء وقالت: إنه رائع بالفعل ثم مررت الملعقة إلى المتجمعين حولها.. وبدأ الجميع يستمتعون بالحساء الذي شارك الجميع في صنعه.

اكل الرجل و شرب مع الجميع من الحساء الذى ساعدوا فى عمله ثم تركهم بعد ان ترك للمرأة الحجر يعينها على قسوة الايام .. حيث لم يكن الا مجرد حجر

الخلاصة:
1- فقط التعاون بين الناس هو ما يُمَكِّن من تجاوز المحن و العقيات لنحصل على نتائج لم نكن نتخيلها

2- بالرغم من ان كل منا يعلم ان بعض الناس بحاجة للمساعدة على ظروفهم القاسية فانهم لا يفعلون شيئا لهم الا اذا سعى البعض لحثهم على ذلك حتى لو كان ذلك بطرق غير اعتيادية

3- البعض تستهوية الخرافة و الاشياء الغريبة فتجعله يفعل ما يرفضه لو طلب منه بالعقل و المنطق

4- قد تكون الحجارة احيانا هى الوسيلة لترقيق بعض القلوب