أخي العزيز محمد بن خنين المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
نصيحة طيبة ، وثمينة جزاك الله خيرا ،فمما رغب فيه الدين الحنيف وشدد عليه هو طلب العلم ، فكلنا يعلم أن اول آية نزلت على الحبيب صلى الله عليه وسلم هي ( إقرأ بإسم ربك الذي خلق ) ، وهي دليل على طلب العلم .
أخي الحبيب ، طلب العلم لا يقتصر على إكمال الدراسة الثانوية - ثم الجامعية - ثم ما فوق الجامعية ، فمن حصل على هذه الدرجات العلمية وساعدته ظروفه فأنعم بها وأكرم . ولكن ليس كل من لم تساعده ظروفه في مواصلة دراسته أن يتوقف ويقول أنه لم يحالفني الحظ ولم تسمح لي ظروفي بالاستزادة في العلم .
لا يا أخي العزيز ، العلم لا يتوقف على البحث عن الشهادة ، فطلب العلم اكبر من هذه الشهادات وقد رأينا ذلك في كثير من علمائنا . لقد رأينا فيهم من لا يحمل هذه الدرجات ، ولكنه يحمل العلم الذي لا يقدر يكل هذه الشهادات .
نحن اليوم أخي العزيز تتوفر لدينا جميع العوامل التي تعيننا على طلب العلم والاستزادة منه ،فقبل أن توجد الجامعة الالكترونية ، يوجد الكتاب في كل مكان ، وقبل أن توجد الجامعة الالكترونية توجد لدينا الشبكة العنكبوتية التي تحمل من المعلومات الشيء الذي لا يمكن أن نتخيله ، ففي كل بيت واحد منا مكتبة الكترونية تظم الملايين من الكتب والابحاث ،ولكننا لا نهتم بها. للاسف نظرتنا للعلم أنه فقط ذلك العلم الذي نحصل عليه في الجامعة أو المدرسة . لذلك تجد الكثير منا عندما يتحدث أو يكتب موضوعا ما لا يستطيع كتابة سطرين علي بعضهما من دون أخطاء، حتى وإن كان يحمل بعض الشهادات .
أخي الحبيب ، لو بحثنا قليلا في سر تقدم الغرب علينا في كثير من المجالات لوجدنا الاجابة بسيطة جدا ، وهي حبهم للعلم وللقراءة على الخصوص . تجد الصغير و الكبير .... الرجل والمرأة كلهم يعشقون القراءة . قل ما تجد رجلا في مكان انتظار أو باص أو أي مكان يجد فيه فراغا والا ويشغل نفسه بالقراءة . لقد رأيت هذه المناظر في كثير من سفراتي ، رأيت الرجل الهرم يقرأ ولم يقل كما يقول الكثير منا ، "ما باقي في العمر كما مضى" . رأيت المرأة في الشارع تنتظر وفي إحدى يديها واقية عن المطر ، وفي اليد الاخرى كتابا. إنهم يعشقون القراءة عشقا غريبا عجيبا . إنهم يغرسون حب القرءاة في أبنائهم منذ الصغر . قبل أن يدخل في المدرسة . ثم اذا دخل المدرسة أمر آخر .
نحن لا نحرص على ترغيب أبناءنا في القراءة منذ الصغر. كل ما يريدونه من ملذات الحياة نهيئها لهم ولكن لم نفكر يوما ، بأن نجعل مكتبة صغيرة في المنزل تضم بين طياتها بعض القصص والكتب المفيدة . أو يقوم بتوجيه أبناءه عندما يستخدمون النت يستخدومونها فيما ينفعهم.
للاسف كثير من أبنائنا اليوم ، يحمل شهادة ولكن لا يحمل علما . كثير من المعلمين أخر عهد له بالعلم عندما تخرج ذلك اليوم ، فلا تجده يسعى في التطوير من نفسه ، سواءا بالقراءة او بحضور الدورات و حلقات الدراسة التي تنتشر في كل مكان. او في البحث في النت . حتى الذين لديهم معرفة قليلة بالنت والحاسب الالي تجده ، لا يستغل هذه الثروة من الاستزادة في العلم وفي تطوير نفسه ، وإنما تحده في المنتديات ، ينقل من منتدى ويلصقه في آحر .
الحقيقة موضوع يلامس الجرح ،موضوع كبير لا تكفيه مجلات وصحف ، ولكن أحببت أن أشارككم بهذه المشاركة المتواضعة
وتقبلوا تحياتي