20-09-2011, 06:13 PM
|
| |
ظاهرة منتشرة في مجالسنا
بسم الله الرحمن الرحيم
تذهب لتلبية دعوة صديق وتتوقع أن تجد عنده مجموعة من الأصدقاء اللذين لم تلقاهم منذ شهور لتتبادل معهم الأحاديث ، وفعلاً تصل وتجدهم لكنهم ليسوا معك ، فكل واحد معه بيبي أو أيفون مشغول به ولايكاد يرفع عينه ليرى من حوله أو يتواصل معه ، ويتكرر المشهد في لقاء أسبوعي أو شهري لعائلتك الكبيرة فكل منهم يحمل صديقه الصغير معه ويصبح آيباد بحجم الكف أهم من إنسان بحجمه الطبيعي يجلس بجواره وهو لايلتفت نحوه. في البيت في الكافيه في السوق في الطائرة في السيارة في .... يرافقك هذا الجهاز الصغير اللذي أدمنت رفقته لدرجة أنك نسيت كيف تتواصل مع البشر الحقيقيين ولو تكلموا لقالوا لك : خليك معانا .. من فضلك أحترم وجودنا ، فنحن لسنا معك طول الوقت بل دقائق أو سويعات معدودة ونفترق عنك ، وحينها يمكنك التفرغ لصديقك الحميم فهو موجود معك حين تريده ولن يهرب أو يتركك ويرحل فجأة، فلا تخشى أن تريحه كم ساعة وحين ترجع له ستجده مكانه ولن يعتب عليك لأنك تركته لأمر آخر بل للتواصل مع مخلوق أهم منه من لحم ودم وفكر.
لست من أعداء التكنولوجيا ولا الأجهزة الحديثة والمفيدة لكن بشكل معقول ووقت مناسب.
وهناك موقف آخر نفسك تقول للشخص الآخر : خليك معايا.. حين تتحدث معه وهو في عالم آخر .. سواء وجهاً لوجه أو بالهاتف ، تشعر بأنه يرد عليك بشكل مقتضب وباله مشغول في شيء آخر - لاتدري ماهو - فيصلك شعور سلبي بأنه لايرغب الحديث معك. ولو سألته لأجابك أبداً أنا معك !! نعم معي بصوتك ولكن ليس بقلبك وروحك وعقلك .
وهناك من يقاطعك في كل كلمة ولايدع لك فرصة للحديث وكأنه لايريد أن يسمعك أصلاً .
وعرف عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان حين يكلمه أحد يلتفت نحوه بكامل جسده وينظر له بعينه بشكل مباشر ولاينهي الكلام حتى ينتهي الشخص الآخر حتى مع أعداءه ونذكر قصته حين قال : " أفرغت ياأبا الوليد " .. فهذا هو أدب الحوار واللذي قد نفتقده. نلاحظ أيضاً في السلام البعض يصافح بحرارة وهناك من يصافح بطرف يده بلا مشاعر ، وكان رسولنا الحبيب سيدنا وقدوتنا عليه الصلاة والسلام حين يصافح الرجل لاينزع يده حتى ينزع الطرف الآخر يده .. إنها آداب التعامل والتواصل الإنساني ولها تأثير كبير على العلاقات الإجتماعية .
ربما لديكم أمثلة كثيرة أخرى لمواقف مرت بكم .. الرجاء إضافتها للفائدة العامة حتى نتواصل بشكل أفضل ولانضطر أن نقول لشخص ما : خليك معانا . |