سعود بن عبد الله بن سعود الجهيري السهلي الغني عن التعريف والعلم لايعرّف . أحد أعيان الرويضة وواحد ممن أسهموا في سلك التعليم قبل أن يترك التعليم ويعود الى بلدية الرويضة أمينا للصندوق وحتى تقاعده .
اليوم أكتب لكم عن معلمي فلقد كنت طالبا في المرحلة الابتدائية فكان المعلم الشديد بشخصيته القوي بهيبته الجميل في تلقيننا الدروس ومن علمني حرفا صرت له عبدا .
تعلمنا فك الحرف على يديه لتدور الأيام ونتزامل في بلدية الرويضة عند تأسيسها حتى انتقلت للعمل في الرياض ومن ثم التفرغ للصحافة ولكننا لم نفترق من خلال التواصل فلقد كان حريصا أكثر مني على التواصل وذاك من نبل أخلاقه وتواضعه .
الجار وصى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وجاري سعود الجهيري يحتاج في هذا اليوم المبارك من شهر رمضان المبارك لدعواتكم بالشفاء العاجل بعد أن جعله المرض حبيس البيت ليغيب عن أنظار محبيه ولكنه لم ولن يغيب عن قلوبنا .
من يعاشر المربي الفاضل سعود الجهيري عن قرب يكتشف فيه الصفات الحميدة التي قلّ أن تجدها في غيره لقد كان غيورا على ديرته "الرويضة " وقبل ذلك غيورا على وطنه محبا لقيادته وحكومته وشعبه .
ففي حفلات الزواجات وحفلات الرويضة يصر أبو عبد الله وهو المحب للعرضة السعودية والحافظ لقصائد الشاعر سليمان بن حاذور رحمه الله وهي قصائد حربية أشتهر بها ابن حاذور ولازالت تردد حتى وقتنا هذا في العرضة السعودية .
كنا في ريعان شبابنا ونحن نمسك بصفوف العرضة نريد قصائد الغزل ولا غير الغزل أو المحاورات الشعرية بين شاعرين يهجوا كل منهم الآخر ولم يكن لدينا الحس الوطني كما كان لدى جارنا وابن عمنا ومعلمي سعود الجهيري .
كبرنا وكبر معنا حب الوطنيات وأقصد بذلك القصائد الحماسية الحربية فكان الوحيد الذي يروي عطشنا في الحفلات الوطنية هو سعود الجهيري وهو يصدح بصوته الجهوري بين الصفوف حاملا سيفه مرددا الأبيات الردية ويعلم الله إنني أرصد تفاعله مع الوطنيات فأجده في قمة سعادته .
وكما لجاري سعود الجهيري جهده في تعليمنا فلقد كان داعما بماله وأكررها مرارا للرياضة في الرويضة حيث يعتبر ضمن أول مجلس إدارة لنادي الرويضة ملتزما بدفع الرسوم السنوية ولم يبخل بالمشاركة ماليا أيضا في دعم المناسبات التي تقام في الرويضة بماله وأحرص الحريصين على حضور الاجتماعات الخاصة بالاهالي.
رجل ساهم في دفع الرياضة وتشجيع الشباب في الرويضة ماليا ومعنويا في وقت الغالبية يعارضون الاهتمام بالرياضة فكان منزله أول منزل يحتضن نادي الرويضة بعد طلب لجنة الرئاسة العامة لرعاية الشباب بإيجاد مبنى متكامل عوضا لبيت المرحوم وهق العاوي السهلي الذي قدم منزله مجانا ليكون مقرا لتأسيس نادي الرويضة وبإشراف الفقيد خالد العاوي وكل من عبد الله اليامي وعبدالله بن محمد بن مهنا الزنيتان وأخيه عبد الرحمن .
تم الانتقال لمنزل سعود الجهيري والذي تنازل عن إيجار منزله ولعدة سنوات خدمة لشباب الرويضة فكان واجبا علي أن أقدمه لكم كنموذج يستحق منا الدعاء له بالشفاء العاجل فلا تبخلوا عليه في هذا اليوم المبارك فدعوة المسلم مستجابة .
وللعلم لقد كان أول من يدخل لصلاة الجمعة وفي وقت مبكر فتجده في الصف الأول وهو ممسكا بكتاب الله يقرأ ما يتيسر له وخارج المسجد نجد رجلا متواضعا صاحب مقالب جميلة ومعي كانت لنا مقالب لن أنساها ويشهد عليها الكثيرين وهذا يدل على جمال روحه وحبه للمزاح البريء وبعده عن التكلف أو الغرور فلقد كان رجلا مشهودا له بكرمه وليليا ناره مشبوبة دلالة على كرمه وفي الأعياد والعطل بيته مفتوحا لجماعته ليل نهار .
أعتذر لكم دخل وقت صلاة العصر لليوم التاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك وبهذا أكتفي بما ذكرته عن أحد أعيان الرويضة سعود الجهيري والاّ فهو يستحق الكثير منا .