عرض مشاركة واحدة
#1 (permalink)  
قديم 04-07-2011, 12:58 AM
خالد00
::V I P::
خالد00 غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 2562
 تاريخ التسجيل : 25-04-2008
 فترة الأقامة : 5867 يوم
 أخر زيارة : 15-03-2012 (02:33 PM)
 المشاركات : 2,734 [ + ]
 التقييم : 30516
 معدل التقييم : خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي تخيّل . . لو كنت في ذلك الزمان !



اصطحب خيالك . . في سفرك

وطف معه آفاق الماضي البعيد

بين ممالك وأوطان وأحداث وأزمان


تخيل نفسك على ضفاف النيل

في زمن الفرعون

بجبروته وأهرامه

وأسأل نفسك بتجرد هل سيتحرر قلبك من عبودية الفرعون

أم تسخر قلبك وجسدك في طاعته وخدمته



ثم تخيل وأنت ترى الآثار العتيدة في اليونان

وتسمع مجادلات سقراط ونظريات فيثاغورث

ونظام أثينا البرلماني ومبانيها الفاخرة

كيف ستوازن بين سطوة التقدم الفكري والأساطير الدينية العقيمة



و امضي بعيداً مع الخيال شرقاً نحو الهند واغمض عينيك برهة

على تلك المهزلة التي تجعلك سيداً خُلقت من يد الإله أو عبداً منبوذاً من قدمه



بعدها .. تخيّل الأخبار تتوالى من غرب الجزيرة العربية

عن دينٍ ونبيٍ جديد . . ينبذ عبادة الآباء والأجداد والعادات والتقاليد المتوارثة

كيف ستحسم مصيرك ومستقبلك



ثم استقبل الجيش الإسلامي على مشارف الشام والعراق

واجعل نفسك شامياً يتساءل في تلك اللحظة ليتخذ قراره

هل ستنتصر للأرض والقبيلة . . أم للتغيير والحرية



اسري بعدها . . مع طلائع جيش طارق بن زياد

وانزل بقدمك اليمنى على التراب الأوربي

واسرح ببصرك على أرض الأندلس

واصفاً شعور العزة ونشوة الفاتحين



بعد ذلك بقليل اجلس واجمع ركبتيك إلى صدرك واضعاً رأسك بينهما

وامسح بكفيك بتوتر على منابت الشعر من جبينك إلى رقبتك

متخيلاً مصيرك وحال أبنائك بين أسوار مدينة قرطبة المحاصرة من الفرنجة

إما التصفية . . أو التنصير



وانتقل بعدها إلى مأساة الأفارقة المصفدين في السفن عبيداً للغرب



وأشعر بحالة ذلك الهندي الأحمر وهو يرى بني جنسه يعدمون بالملايين

ليستمتع الرجل الأبيض المتمدن بخيرات الأرض الجديدة بلا منازع



ولا تنسى أن تقدم التحية وأنت في مقاهي اسطنبول

إلى السلطان محمد الفاتح وأجداده والخلفاء من بعده

الذين بقيت مساجدهم تحكي مآثرهم


إن هبة الخيال التي أنعم الله بها علينا دون سائر المخلوقات

زكاتها الحمد الله تعالى الذي جعلنا في الزمان والمكان المناسبين

حتى لا نمتحن في الاختيارات المصيرية

وترتهن عقولنا بين سطوة الحكام وعصبية القبيلة

وتبعية الديانة وقسوة الحياة




رد مع اقتباس