30-04-2007, 08:52 PM
|
| |
رد: من طرائف الشعر و الشعراء !! شوقي وإمارة الشعر
وإذا تركنا التراث إلى الشعر المعاصر، نجد أنه ما انقطعت ركاب فرسان الأدب الضاحك حتى عصرنا الحاضر، فيروى أنه يوم توج شعراء العرب من معظم أقطار الوطن العربي الشاعر أحمد شوقي بإمارة الشعر عام 1927م، شدا الشعراء فيه بقصائد رائعة، ومنهم حافظ إبراهيم الذي قال فيه: أمير القوافي قد أتيت مبايعاً
وهذي وفود الشرق قد بايعت معي
ولكن شوقي كان له حُساده من الشعراء الذين رأوا أنه نـال تــكريــماً لا يستحقه، وكيف تكون للشعر إمارة؟ أهو دولة ذات أركان؟، وقد حاول هؤلاء الشعراء أن يسخروا من هذه المبايعة لشوقي بإمارة الشعر، فأقاموا احتفالاً لمبايعة أخرى على هواهم، ورأوا أن يؤمروا أميراً للشعراء يختارونه هم، ووجدوا هذا الأمير في شخصية رجل بسيط محب للأدب ويعمل في دار الكتب المصرية، ويسمى "حسين محمد" ويلقب بـ"البرنس"، ومادام "برنساً" فهو جدير بإمارة الشعراء.
وأقيم الحفل في ليلة من ليالي رمضان، والتف جمع من هؤلاء الشعراء حول البرنس الجالس على كرسي إمارة الشعر، يمطرونه بمدائحهم ومن هؤلاء الشاعر الفكه حسين شفيق المصري الذي عُرف بشعره "الحلمنتيش" والذي قال فيه:
يا حماة القريض حول البرنس
أصبح الشعر دولة ذات كرسي
وهل الحكم والإمارة إلا
لبرنس يُضحي برأي ويمسي
يقرض الشعر مثلما يقرض الفأرُ
حبالاً قد فتلت من دِمَقس
كان من قبله القريض بجلبابٍ
فأضحى "ببنطلون" و"جرس"
أيها الشاعر الكبير رضيناك
أميراً، فكُنهُ تفديك نفسي
وقال الشاعر محمد الهراوي:
وصرّف أمور الشعر في الأمة التي
تميت رجال الشعر فيها ولا تعي
فأنت أمير الشعر غير مُنازع
وكُل أمير غير شخصك مُدعي
وقال الشاعر أحمد الكاشف:
مَن لي بسُدّتك العليا أقبلها
ودون سُدتك الأستار والحجبُ
هذا نصيبي من الفوضى ظفرت به
من بعد ما خانني في غيرها الأربُ
لم يغنني الجِدُّ في قول وفي عملٍ
وقد لعبت عسى أن ينفع اللعبُ |