الموجات البحرية الكبيرة
تحمل في جوفها الكثير من الأحياء المائية
لكن ذلك لا يعني أن الأحياء المائية
كالأسماك والحيتان تقود الموجة أو تؤثر في اتجاهها
وهي بهذا تشبه التيارات الفكرية
والثورات الوطنية في القوة والجاذبية
ومن هذه التيارات الصحوة الإسلامية كموجة أثرت بشكل كبير
على المشهد الفكري خلال العقود الماضية
فقد اكتسحت تيارات فكرية متكلسة
وبضائع شرقية وغربية انتهجت الشهوة وسيلة وغاية
وطمرت عوائق مصطنعة كانت تروج بصعوبة
إِنزال تعاليم الدين على أرض الواقع
وأشعلت جذوة الإيمان في نفوس الكثير من الأجيال
وبرز في واجهتها رموزآ واكبت مسيرتها
ولمعت في جبينها
لم يكن البعض منها سوى حيتاناً جذبتهم قوة الموجة
فتصدروا باسمها المحافل
وما أن هدأ عنفوان الصحوة وهي سنة ربانية
إِلا وانقلب بعض من تعلق بعاطفته دون فكره وإِيمانه
وأصبح بعض الرموز كالحيتان التي ألقتها الموجة على الشاطئ
تبحث عن دور جديد على اليابسة في بيئة مغايرة لبيئتها
ولم تجد كراسي التصدر سوى في التحول
إِلى أسماك زينة وحيتان مدجنة في الحدائق المائية
إِنَّ زبد الصحوة الإسلامية تكشف وانجلى
بسقوط النمور الورقية
وبقي بلا شك ما ينفع الناس من رموز وشخصيات
حافظت على مبادئها بعيداً عن التأويل والتذويب
وألم التجاهل وبريق الإغراءات
ولم ترضى بمقام أسماك الزينة