على الشاطئ الرملي
أرقب البحر العتيق
انتظر الأمل بين جدائل الأمواج
يحملني بعيداً. . عن صحراء التيه
كان الانتظار .. يتوالد
والأمل .. يتوارى مع شمس المغيب
لحظات . . ولحظات
من الأمل .. والانتظار .. والخوف من المجهول
من رحم تلك اللحظات وبين ثناياها العصيبة
لاح أمل النجاة . . عندما تنفس البحر وتبسم
حاملآ بين أمواجه العابثة
ثلاثة مراكب صغيرة
تشبثت عيناي بطيفها البعيد
وتابعتها بلهفة
حتى كبر طيفها .. وعانقت الشاطئ الرملي
حارت قدماي وعقدت الدهشة لساني
عندما أشرقت من المراكب
ثلاث حسناوات . . كعرائس البحر
أقبلت أحداهن .. تراقص الأرض
تضيء شفتيها ابتسامة ساحرة
أيقنت أن كل الابتسامات قبلها يمكن أن تسمى أي شيء
لكن .. لا تسمى ابتسامة
وعلى أثرها كانت صاحبتها تعالج رداءها
الذي فضح من جسدها أكثر مما أخفى
أما الثالثة .. فحدث ولا حرج
فتنة .. من رأسها حتى أخمص قدميها
اقتربن واقتربن
حتى أحطن بي إحاطة السوار بالمعصم
وكل منهن ترجو أن أسلك البحر بجوارها
وأن طريق النجاة في مركبها
لم أعد أرى سوى الفتنة
نسيت الأمل والانتظار والبحر واليابسة
تاهت بصيرتي كما تاه بصري
وأصبحت مأسوراً ومفتوناً
بين الرغبة في النجاة .. والحيرة بينهن
بهذا الإغراء
تزدحم الأفكار في رؤوسنا
تتجمل وتتنافس حتى نقع في شباكها
فالفكرة لا تأتي شاحبة وباهتة
بل تقدم نفسها كالحسناء بإغراء يصل درجة الإغواء
أخيراً
الإنسان يعيش الحيرة في الاختيار
عندما تتوالد في ذهنه عشرات الأراء والأفكار
في كل يوم ومع كل موقف
من السياسة الى التجارة
لكن .. هل نصمد امام اغراء الفكرة