مجالس الرويضة لكل العرب - عرض مشاركة واحدة

#22 (**permalink**) 21-03-2007, 09:53 PM

مارأي كاتبتنا في المثقفين الخليجيين عامة والشعراء خاصة !!ومن يرقد في ذاكرتها منهم !!

لا تعدم أمه رجالها وأنا احترم الجاديين الاصلاحيين الذي لا يحابون ولا يتسلقون ولا يطلبون ود هذا وذاك على حساب مصالح أهم وأعم مصالح الوطن ولكن من ناحية أخرى أعتقد ان كثير من مواطنينا في الخليج يحتاجون لخلوة مع النفس وتجرد من المطامع الشخصية والتحلي بالجراءة المحمودة مع استخدام أسلوب ذكي وغير استفزازي في الطرح..ولا شك ان هذا بحد ذاته تحدي ولكن من هو المثقف؟ الثقافة جاءت من كلمة تثقيف الرمح عن طريق آله يدخل فيها فبصير مستويا تماما دون أدنى أعوجاج كي ملا يُرمي يخترق الافق في سرعة وسلاسة ويصل للهدف، وتحت هذا المفهوم فإننا في الوطن العربي كله نعاني من أزمة ثقافة وأزمة مفهوم لمصطلح المثقف.فالمثقف الحقيقي يجب أن يحافظ على هويته ويكتسب الخبرات وأسباب التطور من ثقافات وحضارات أخرى. ولكن أكرر لا تعدم الأمة رجالها الصالحين ونسائها. على أني لما أرقب المشهد الثقافي الخليجي أراه جامدا حيث أن الشخصية غالبا وليس دائما لا تعمد لتطوير مداركها وتنويع اساليب طرحها والأمر الآخر هو ماساة التلميع فنجد أسماء مهينة يعنى بها الاعلام ايما عناية بينما يجد أفضل منها تحت التراب ولعلنا نحتاج لمؤسسات ثقافية وفكرية تبحث عن هؤلاء لا أن يعاني المثقف كي يبرز. بالنسبة للشعر سأترك الشعر النبطي فالاهتمام به واضح على طول وعرض خليجنا العربي ولكنني ارى قصورا هائلا بالاهتمام بشعراء الفصحى وهذه مفارقة عجيبة فالعرب جميعهم يبثقون من هذه الأرض ومن ولدت عنترة وامرؤ القيس وكعب والأعشى ليست عقيمة أن تلد أحفادهم ومنه أنادي الإعلام والمراكز والوزارت التي تعنى بالثقافة والإعلام أن تحاسب نفسها وتعنى بالشعر العربي الفصيح وقد استثني الشعر الحداثي فهذه الموجه التي بدات في بداية الثمانينات طغت حتى يومنا هذا رغم اننا لم نلحظ ولادة اسماء لها احترامها ووزنها الشعري الحقيقي الا فيما ندر.. كما أننا نعاني من الشاعر الواحد فنجد كل المناسبات ينظم لها اسمين أو ثلاثة... طيب الا يوجد غيرهم ولماذا هذا الاحتكار؟؟ ولماذا لا نفكر كم ان هذا مسيء لمشهدنا الثقافي أمام العالم؟ على أني الحظ تطورا في الفترة الاخيرة على الاقل هنا في الامارات من خلال المسابقات والجوائز التي تعنى بشعر الفصحى الاصيل كجائزة البردة في ابوظبي والآن جائزة الشيخ زايد من المجمع الثقافي والتي عنت بالكتاب والمؤلفين والشعراء وكل من كتب ونظم على أختلاف العلوم والآداب فطوبى لهم. من يعلق بذاكرتي من الشعراء الخليجين؟ سلطان العويس رحمه الله أيضا أحمد عبيد وهو رجل اماراتي دارس وشاعر مميز يتميز بالاصالة والجودة.

ما رأيك في هذه العِبارة(الإبدا ع هو المدخل الحقيقي للحياة)؟

الإبداع كي يكون ثاقبا يستدعي الادراك والتعلم والتثقف وتشذيب وتعميق العاطفة..وأجل كل ذلك مدخل حقيقي للحياة... ولكن الابداع تماما كالحب علقوا به الكثير الكثير من الإسفاف للاسف الشديد. على أني اؤمن بأن المبدع الحقيقي سيجد نفسه بين كل ذلك وسيؤثر في متابعيه.

حدثينا عن تجربتكِ مع النشر (كيف كانت إستجابة وتفاعل مجتمع القراء لها)؟

التفاعل كبير ومشجع جدا وانا دائما اراهن على ذائقة الانسان العربي ومدى إدراكه رغم كل ما يتعرض له من تضليل وتهميش.(الخير في أمتي إلى يوم القيامة ). صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
على أني يجب أن أعترف لكم انني من اكبر المهملين في ذاتي ومدى انتشاري فمثلا لم يحدث ابدا ان سعيت لاقامة أمسية شعرية لنفسي انما كانت تفرض علي أحيانا وكثيرا ما غرقت في مشاغلي الحياتيه وفاتت علي الكثير من الدعوات. ومنه أيضا أنني أعددت مع ديواني الأول تسجيل صوتي بذلت جهدا كبيرا فيه وغلى يومنا هذا لم أعمد لنشره ( ابا لي كفخه هاه

).
المفارقة انني أكثر انتشارا بكثير في العالم العربي من الخليج العربي فمثلا اقمت في الوطن العربي دون الخليج أغلب أمسياتي الشعرية وفي الإمارات لم أقم إلا امسيتين أحدهما رتب لها ونفذت سريعا إضافة لبعض المشاركات الصغيرة.ولعلي اربو بنفسي أن ابحث عن ظهور على أني لا ارفض الدعوات. فمثلا ديواني دموع البنفسج كتب عنه في الصحافة العربية أكثر بكثير مما كتب عنه في الصحافة الخليجية ولا يحضرني الا مقالة نشرت في الوطن القطرية والاتحاد الإماراتية. بينما وجدت أناس لا اعرفهم ولا يعرفوني يكتبون عن الديوان في الصحافة العربية. فمثلا بعض المجلات عرضت علي أن تنشر تحقيقات عني شرط أن أنشر صورتي! ولا اعرف مال الفارق ان كنت عجوزا او شابة أو كنت جميلة أو قبيحة! اليسوا ينشرون موضوع عني لاني شاعره وبسبب ما أنظم فلماذا هذا التعسف اللا مبرر! علما أنني (شخصيا ) لا ارعى اسفافا او عيبا في نشر صورة فنحن نمشي بوجوهنا بين الناس ولكن المحك أنني لا أقبل نيل الرضى او السخط أعتمادا على اي شيء اللهم على ما أنظم. غضافة غلى ذلك الشاعر الفصيح في خليجنا مغبون ما لم يكن مداحا فمثلا في دول أخرى يجرى له راتب ويعمل شاعرا متفرغا للشعر ولم يصادفني هذا إطلاقا في خليجنا. الشاهد في الأمر لماذا على الشاعر أن يظهر نفسه في عالمنا العربي بينما له قدسية معينة وأهتمام كبير في عوالم اخرى.. أليست هذه مفارقة مؤلمة ونحن أمه الشعر؟ كما أنني لا أنسى أن القي بعض اللوم على نفسي فأنا فعلا مهملة في مسائلة ظهوري إعلاميا أو حتى من خلال الاشتراك في المسابقات.. إلى يومنا هذا لم اشارك في مسابقة! ولعل للشعر عندي قدسية فاراه يجب أن يُبحث عن الجيد منه لا أن يبحث الشاعر عن الظهور.. فمثلا كم كنت في غاية الفرح لما أخبرت أن وزارة الثقافة الاماراتية أختارت إحدى قصائدي لترجمتها للغات أخرى في كتاب يضم ترجمات لقصائد لشعراء إماراتيين وبالمثل كانت فرحتي طاغية لما وجدت مفكر كبير من الاستاذ حسن خليل غريب يتابع نصوصي على الانترنت ويكتب موضوع بعنوان قراءه في أشعار هدى السعدي. هذا الرجل لم يعرفني ولم يعرف من اين أنا ولم يعرف عمري ولا اي شيء من خواصي الا نصوصي..واعتقد حق القصيدة ان تقدر لذاتها وليس لكاتبها.