عندما يختلف البشر




يفزع كل طرف إلى كنانته من الأدلة




ليبرهن صواب اتجاهه وسلامة رأيه




وفي لقاء تلفزيوني تناول الدكتور .. آل زلفة مسألة الاختلاط




فنزع إلى الفقه مصوراً مجالس النبي عليه الصلاة والسلام




مجالس مختلطة استناداً إلى شوارد الروايات والمواقف الخاصة




وغفل عن مطالبة النساء بيومٍ لهن بعد أن غلبهن عليه الرجال




وكيف أنه عليه الصلاة والسلام لم يأمرهن بالجلوس مع الرجال




برغم قدسية مجلسه عليه السلام




ونسي كذلك أن النبي لم يأذن للنساء بمشاركة الرجال في صفوف الصلاة




بل عزلهن في صفوف خلفية وليست جانبيه وصف آخرها بالفضل




ثم دلف الدكتور إلى الساحة الاجتماعية




فاستدل بأن الفصل بين الجنسين أدى إلى نشأة العُقد في المجتمع




وأن اجتماع العائلات واختلاطها يساعد في خطوبة الفتيات




بل ذهب إلى خطورة انحراف التجمعات النسائية وضرورة وجود الرقيب الرجالي بينهن




ثم قدم الدكتور فاصلاً من النصائح حول أدب الحوار




والبعد عن التزمت والتشدد




ومضى اللقاء بين عدم احترام التخصص العلمي




بدخوله في الفقه وتعميمه الخاص والاستثناء على العام




وبين غرابة الاستدلال في النواحي الاجتماعية والتي لا تصدر




عن أكاديمي متجرد




ثم نصائحه عن قبول الرأي الآخر وهو الذي تهكم بالآخرين




إلى درجة تقليد أصواتهم





لقد تاه آل زلفة




ولم ينقذه سوى انحياز الإعلام ومهادنته لبعض الشخصيات




التي تخدم أجندته