منذ أن لا حت علامات حملها الأول
والخيال الجميل يسرح بها
بين صورة الجنين إلى طفولته وشبابه
كما تلقى الأب في يوم الولادة
سيلاً من التهاني والأماني والدعوات
وتكنى لأول مرة بمولوه البكر
سخّر الوالدان أنفسهما لإنتاجاهما المشترك
وطفقا يبذلان عليه ألواناً من البذل
من جهد وتربية ومال ودعاء
قدماه على النفس
فألبسه الوالد مالم يلبس
وتمنى أن يراه أفضل منه
ومدحته الأم بمالم يكن فيه
ودفنت عثراته وجملته بكل صفات الرجال
لكن الفتى كان صورة لكثير من الشباب
ممن لا يبادلون والديهم ذات النظرة
ولا يقتربون منهم في درجة العواطف
فكان حباً من طرفٍ واحد
يصل في أحيانٍ كثيرة إلى الجحود والتكبر
على من ربياه صغيرا
واعتبار ماقدماه واجباً مفروض
ومايحصل عليه حقاً مكتسب لا منه فيه لأحد
إن أحلام الأم وهي تتحسس بيدها على بطنها
وإشراقة وجه الأب عند تلقيه البشارة بالمولود
والحب والعناء والرعاية
لا تجازى بحالة الجحود الجماعي لكثيرٍ من الأبناء