كان الإعتداء على مساعد وزير الداخلية
مفاجئاً في التوقيت والطريقة
وقد أجمع العالم على غدر وشناعة الجريمة
لكن إعلامنا . . سقط كالعادة
عندما انبرى كبار الصحفيين في اللقاءات الفضائية
إلى دفع مشاكلهم مع التيار الإسلامي بين ثنايا الحادثة
فاتفقت تعليقاتهم على . . لمز وزارة الداخلية
في استخدامها التسامح واللين الذي استغله الإرهاب
رغم إشادتهم سابقاً . . بالمعالجة الأمنية
وشهادة الأمم المتحدة والعالم الغربي والعربي
في تحجيم الإرهاب وتجفيف منابعة
وهم يعلمون كغيرهم . . أن هذه الحادثة ضريبة النجاح
لكن المهنية الصحفية . . انفجرت مع قنبلة الإرهابي
وطارت عباءات التمدن والأساليب الحضارية
وأصبحت الحادثة فرصة .. في أزمة
فطالبوا باستبدال .. الجزرة باليد الحديدية
وتأزيم المسألة وتأجيج نار الحرب
والبطش بمن وراء الإرهاب
وكلمة من وراء الإرهاب كلمة مطاطة لا يُعرف لها حدود
فتارة بقصد بها الممولين والمتعاطفين . . وهذه حقيقة
وتارة أخرى .. كل أطياف المحافظين
واستبدال المناهج والفعاليات والمناشط الخيرية
بالتفلت وتمييع الأحكام الشرعية
بل إن إحدى الصحف . . ذكَّرت الأمير
بما جرى من . . الزعيم الديني المتشدد سفر الحوالي
عندما سلم أحد الارهابيين إلى الأمير في قصره قبل سنوات
وكأن الزعيم الديني المتشدد حسب وصفهم . . يتحمل وزر هذه العملية
لإنه مبتكر طريقة التسليم
حتى وصل الأمر بوزير الداخلية بالرد على هذه الأصوات
بأن الوزارة مستمرة في أسلوبها وتعاملها
ولاننسى أسطوانة التسامح وحسن الظن والبعد عن أساليب الشدة
التي رددها الإعلام لهيئة الأمر بالمعروف . . حتى مع مروجي المخدرات
ضاعت الأسطوانة في خضم استغلال الحادثة
كما استغل بوش الحادي عشر من سبتمبر
لقد تناسى هؤلاء الإخوة
الجماعات المتشددة في الولايات المتحدة واسرائيل واليابان
وكيف اغتالت رؤساء وفجرت أنفاق وحرقت أحياء
ولم تحمَّل هذه الجماعات وزر أفراد ها
ومازالت هذه الجماعات لاتعترف بالحكومات القائمة
فكيف بمن يحمَّل الملايين وزر الآحاد
لسنا هنا . . نعمم في الإعلام ولكن هي أصوات
خرجت على الفضائيات تسيء إلى تاريخها ومهنيتها
فكان رد الوزير .. لا للتغيير