07-10-2009, 05:35 AM
|
| |
رد: دراسة منع الاختلاط في الغرب ونجحت الدراسات في بعض الولايات الشريعة الإسلامية سبقت هذه الدراسات:
فقد قنّن الشارع الحكيم العلاقة بين الجنسين، أو بين الطالب والطالبة في التعليم؛ من أجل تحقيق غاية التعليم، وتجنُّب هذه المشكلات والأضرار الناجمة عن الاختلاط، والتي أكدتها الدراسات الإنسانية الحديثة سالفة الذكر. وفيما يلي طرف لنصوص قرآنية ونبوية يدخل في معناها تحريم أو منع أسباب الاختلاط: 1 - حجاب المرأة:
قال ـ تعالى ـ: {وَإذَا سَأَلْتُمُوهُنّ َ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ* * [الأحزاب: 53].
فقد دلت هذه الآية على أن الأصل احتجاب النساء عن الرجال، وعدم الاختلاط لا سيما في دور العلم.
2 - الأمر بغضِّ البصر:
أمر الله الرجال بغضِّ البصر، وأمر النساء بذلك فقـال ـ تعالى ـ: {قُل لِّلْمُؤْمِنِين َ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَات ِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ. .** [النور: 30 - 31] .
وقد صحَّ عن جرير بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري»(6). وروي عن علي ـ رضي الله عنه ـ أن النبي الله صلى الله عليه وسلم قال له: «يا علي! لا تتبع النظرة النظرة؛ فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة»(7). وبمعناه عدة أحاديث، بل لم يرخص الشارع في الجلوس بالطرقات للرجال إلاّ بشرط إعطاء الطريق حقه؛ ومنه غضُّ البصر؛ ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والجلوس بالطرقات»، فقالوا: يا رسـول الله! ما لنا من مجالسنا بدّ نتحدث فيها. فقال: إذ أبيتم إلا المجلس فأعطــوا الطـريـق حقه، قـالـوا: ومـا حق الطـريق يا رسول الله؟ قال: غضُّ البصر وكف الأذى وردُّ السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»(8).
3 - حديث: «المرأة عورة».
روى ابن خزيمة في صحيـحه وغيره حديث ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ عن النبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن المرأة عورة؛ فإذا خرجت استشرفها الشيطان»(9).
قال المناوي: (يعني: رفع البصر إليها ليغويها أو يغوي بها فيوقع أحدهما أو كليهما في الفتنة، أو المراد شيطان الإنس سماه به على التشبيه، بمعنى: أن أهل الفسق إذا رأوها بارزة طمحوا بأبصارهم نحوها، والاستشراف فعلُهم لكن أسند إلى الشيطان؛ لما أُشرب في قلوبهم من الفجور ففعلوا ما فعلوا بإغوائه وتسويله وكونه الباعث عليه؛ ذكره القاضي. وقال الطيبي: هذا كله خارج عن المقصود، والمعنى المتبادر: أنها ما دامت في خدرها لم يطمع الشيطان فيها وفي إغواء الناس، فإذا خرجت طمع وأطمع؛ لأنها حبائله وأعظم فخوخه. وأصل الاستشراف وضع الكف فوق الحاجب ورفع الرأس للنظر)(10).
4- قوله ـ تعالى ـ: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ** [الأحزاب: 33]:
ومن الأدلة: قوله ـ تعالى ـ: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْـجَاهِلِيَّة ِ الأُولَى** [الأحزاب: 33] ، فأمرهن بالقرار، ثم منعهن من الخروج غير متحجبات، ومع قرارهن في البيوت منع رسول الله الله صلى الله عليه وسلم الرجال الأجانب من الدخول عليهن فقال: «إياكم والدخول على النساء، فلما قيل له: الحمو؟ قال: الحمو الموت»(11)، وهذا يدل على أن الأمر بالقرار ليس خاصاً بنساء النبي الله صلى الله عليه وسلم.
5 - النهي عن الخلوة بالمرأة:
فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يخلون أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم»(12).
وحديث جابر ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم منها؛ فإن ثالثهما الشيطان»(13).
6 - تحريم مس الأجنبية:
فعن معـقل بن يســار ـ رضـي الـله عـنه ـ أن النبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له»(14).
ولعل هذا الحديث الشريف ـ الذي يستحي من ذكره كثير من أنصاف الدعاة ـ أثبت الحقيقة العلمية التي أعلنها الدكتور (ألكسس كاريل) بقوله: (عندما تتحرك الغريزة الجنسية لدى الإنسان، تفرز نوعاً من المادة تتسرب في الدم إلى الدماغ وتخدره فلا يعود قادراً على التفكير الصافي). فأضرار لمس المرأة الأجنبية على الدماغ أشد من أن يُضرب الدماغ نفسه بمخيط من حديد، كما أخبر النبي محمد الله صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من ألف عام.
وهكذا؛ تتجلى مظاهر الإعجاز في الشريعة الإسلامية التي وضعت هذا النظام التربوي المحكم، الذي أثبتت الدراسات الحديثة ـ ضمنياً ـ جدارته في وقاية المؤسسات التعليمية من أكبر وأشهر المشكلات المنتشرة في المؤسسات التعليمية التي تطبق سياسة الاختلاط المفتوح بين الجنسين، فحفظَ المؤسسات التربوية والتعليمية من مشكلات: انخفاض مستوى الذكاء والقدرات العقلية، وضعف التحصيل، وازدياد القلق.. إلخ.
وصدق الله العظيم القائل: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْـحَقُّ أَوَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ** [فصلت: 53]. |