عرض مشاركة واحدة
#1 (permalink)  
قديم 13-09-2009, 10:54 PM
المرور
عضو مجالس الرويضة
المرور غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1139
 تاريخ التسجيل : 02-09-2007
 فترة الأقامة : 6103 يوم
 أخر زيارة : 31-07-2011 (07:33 PM)
 المشاركات : 771 [ + ]
 التقييم : 892
 معدل التقييم : المرور عضو ذهبي المرور عضو ذهبي المرور عضو ذهبي المرور عضو ذهبي المرور عضو ذهبي المرور عضو ذهبي المرور عضو ذهبي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي من أرأد عفو الله .. فليعفُ عن الناس



بسم الله الرحمن الرحيم ..


أقبل رمضآن , شهر الرحمة والغفرآن , والعفو والرضوآن , وسوفَ ندعو الله في كل ليلة ,
بالدعآء الثآبت : {{ اللهم إنك عفوٌ كريمٌ تحب العفو فاعفُ عنا }} ولكن الكثير
منا لا يعفو عن إخوآنه , فهو يريد العفو من الله ولكنه لا يستطيع أن يصدر عفوآ
عمن أسآء إليه , والله يعفو عنا وهو الذي خلقنا ورزقنا وأعطانا وكفانا وشفانا وعافانا .
بينما نحن لا نعفو عن البشر ولم نخلقهم ولم نرزقهم .
ولم نطعمهم من جوع ولم نؤمنهم من خوف , كيف نريد المسامحة من رب العباد ونحن لم
نسامح عباده ؟.


بل تجد عندنا تحفظات على أخطائهم وملفات لزلاتهم , وذاكرة لا تنسى أغلاطهم ,
والغالب علينا نحن البشر أننا نحفظ الإساءة وننسى الإحسان ,
فهل آن لنا في شهر رمضان ونحن نقف في المساجد بآكين خاشعين .
نطلب من ربنا أن يعتق رقابنا من النار ولكننا لم نعتق رقاب الناس من تربصنا وتهديدنا ووعيدنا , إذا لم نصدر عفواً عاماً من عباد الله ونعفيهم من القصاص والإنتقام
والتربص , أفلا نخجل من حالنا ونحن نمد أيدينا إلى ربناونقول{{ ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين }} إن من أراد العفو من الله فلا بد أن يهيئ أسباب القبول , فيغسل قلبه من الحسد والحقد والكرآهيه والبغضاء والشحناء .

كيف نأتي إلى المساجد في رمضان بتلك القلوب الممتلئه غيظا وبغضا وكراهيه لعباد الله .
إن تنظيف وتطييب ظواهرنا باللباس والعطور لا يكفي إذا كان تحت هذا الظاهر باطل مشوة قبيح من الغل الدفين والحسد القاتل والبغضاء والمتقيحة ,
ففي الحديث الصحيح {{ إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم }} ماذا ينفعنا لباس فاخر ومظهر خادع , ومراكب فخمة , ومجالس بهية , وموائد شهية , ولكن التي هي محط نظر علام الغيوب , قلوب مريضة مجروحة مليئة بوباء القطيغة والكبر والعُجب والحسد .؟ إن التدين ليس مظاهر وطقوسا , ولكن حقائق ومقاصد وأسرار مع التمسك بالستة ظاهراً وباطتاً



عرفنا أناسا قلوبهم كقلوب الطير رقة ورحمة ولينا وحنانا , يحبهم البشر , تحبهم السماء , تحب الأرض , فهم في أمن وفي سلامه والناس منهم في راحة وعافية,
وعرفنا أناسا غلاظ شدادا عذبوا أنفسهم وعذبوا من حولهم شراسة وقسوة وجفاء وسوء خلق , فهم في عذاب دائم من نفوسهم المريضة , والناس منهم في مشقة ,
وهم نكال أبآئهم وأبنآئهم وزوجآتهم وأصدقآئهم , ضاقوا بأنفسهم وضاقوا بالناس ,
فضاقت بهم الدنيا ,
في أثر حسنه بعض العلماء {{ الخلق عيال الله أحبهم إلى الله أنفعُهم لعيالة }}

وسامحهم ورحمهم وغفر لهم , عفا الله عنه وسامحه ورحمه وغفر له , ومن ضيق عليهم وشق عليهم وعذبهم , شق الله عليه وعذبه الله .
ينبغي أن نأتي رمضان بقلوب صافية سليمةمحبة للخير والأمن والسلام والعفو ,
ولانأتي رمضان بقلوب متسخة بالضغينة والغش والكره والنفاق ,
إننا نغسل أجسامنا بمبالغة شديدة درجة الوسوسة , ولكن الكثير منا يغفل عن غسل قلبه الذي مر عليه عشرات السنوات وهو ملطخ بذنوب كالجبال من الإستكبار والعتو والتعالي والخيلاء والبغي والمكر والغدر والفجور قال تعالى {{ ثمّ قَسَتْ قُلٌوبُكم فَهِيَ كَالحِجَارَةِ أَو أَشَدٌ قَسوَة}}

إن التدين ليس صوراً باهتةوحركات وإشارات , لكنه مضامين عظيمة , وقلوب واعية , وضمائر حية , وبصائر مستنيرة , وأخلاق مجيدة , وقيم عالية ,
وسوف نسمع في رمضان في كل مسجد طلب العفو من الله , وهو أمر شرعي ومحبب ,
ولكن إذا أردنا إجابة السؤال وتلبية الطلب فلنبدأ من الآن بالتصالح مع أنفسنا ومع الناس, والتسامح مع البشر والعفو عن عباد الله , وإعطاء الناس الآمان من أذيتنا .
وفي الحديث {{ المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده}}



وفي الختام أسأل الله العفو لنا وعن جميع المسلمين







 توقيع : المرور

رد مع اقتباس