16-08-2009, 12:27 AM
|
| |
ثواب المتقين
الحمد لله مُسَهِّل الحساب ومُهوِّنُ الصعاب ومُسَيِّرُ السحاب، أحمده حمداً يفتح لنا من الخيرات كل باب واشكره شكراً يعصمنا به من الارتياب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة عبد أواب ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله الناطق بالصواب ، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وجميع الأصحاب
ثواب المتقين
قال سبحانه وتعالى
(( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ )) 73 من سورة الزمر
إن الذين آمنوا بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًّا. وجعلوا خوف الله في قلوبهم، وجعلوا خشية الله نصب أعينهم . فأتمروا بأمر الله وانتهوا عن نهيه وراقبوه حق المراقبة، مراقبة من يخافه ويخشاه هؤلاء هم المتقين الذين إتقوا ربهم وأخلصوا له وأفردوا له العبادة وقالوا عند سماع أوامره (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)
يحشر هؤلاء المتقين ويساقون إلى الجنة وفدا . تتلقاهم الملائكة بالحفاوة والترحيب سلام عليكم طبتم . طابت أعمالكم فى الدنيا فطاب مثواكم . فيقولون الْحَمْد لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ . فتقول الملائكة إدخلوها خالدين . ينعمون فيها فى رياضها وقصورها ودورها وأنهارها و حورها وحللها .
جنة لا خطر لها، ولا مثيل لها . هى نور يتلألأ . وريحانة تهتز. وقصر مشيد، ونهر لذة للشاربين . هى ثمرة نضيجة، وحلل كثيرة، وزوجة حسناء جميلة، وفاكهة وخضرة، وحبرة ونعمة، في محلة عالية بهية، في جنة عدن عند مليك مقتدر.
بناها الله –تعالى- لعباده المتقين . أحسن بناء وملأها من كرامته ورحمته ورضوانه . فبناؤها أحسن بناء وأجمل بناء وأتم بناء وأكمل بناء كيف لا يكون ذلك، وهي لبنة من ذهب ولبنة من فضة، مِلاطها المسك، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت والجوهر. وترابها الزعفران، وسقفها عرش الرحمن –لا إله إلا هو-،
غرفها مبنية يُرى ظاهرها من باطنها، ويرى باطنها من ظاهرها، من دخلها ينعم لا يبأس، ويخلد لا يموت، لا تبلى ثيابه، ولا يفنى شبابه .
أما أشجارها، فما أشجارها؟ ما من شجرة إلا ولها ساق من ذهب، ولها ساق من فضة. أما ثمارها فألين من الزبد، وأحلى من العسل. وأما ورقها –فلا إله إلا الله- أحسن وأرق من رقائق الحلل.
أما تصفيق الرياح لذوائب أغصان أشجار الجنة، فيستفز من لا يطرب بالطرب، ظل الشجرة يسير الراكب فيه مائة عام لا يقطعه؛ فأسأل الله –عز وجل- أن يجعلنا وإياكم ممن يستظل بظلال أشجارها، إنه غفور رحيم .
أما أنهارها فما أنهارها؟ من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى، وفوق ذلك ظلُّها ممدودٌ، وطلحُها منضود .
حدائق وأعناب وكواعب أتراب.
أما طعام أهلها -فلا إله إلا الله- فاكهة مما يتخيرون، ولحم طير مما يشتهون، شرابهم التسنيم والزنجبيل والكافور.
أما آنيتهم فالذهب والفضة في صفاء القوارير، وأَجْمِلْ بتلك الآنية! فيها ما تشتهيه الأنفس، وتلذُّ الأعين،
وفوق ذلك: مَن دخلها يخلد فيها أبدًا، فيها روح وريحان ورب راضٍ غير غضبان. قد ذُلِّلت قطوفُها تذليلا، يتكئ أهلها على الأرائك لا يرون فيها شمسًا ولا زمهريرًا، ولا يسمعون فيها لغوًا ولا تأثيمًا إلا قيلا سلامًا سلامًا.
وجزاكم الله خير |