مجالس الرويضة لكل العرب - عرض مشاركة واحدة

#1 (**permalink**) 16-07-2009, 10:45 AM

وأنا أتصفح أحد المنتديات لفت إنتباهي موضوع كان يتحدث كاتبه
عن علوم الرجال وسلوم وعادات العرب الأوئل وأصفاً إيها بإنها
هي من جعل من شبابنا متخلفين ورجعيين وكذلك نعتَ الآوئل بأنهم متحجري
الفكر لا جديد لديهم سوى أنهم يتكلمون عن بطولات وهمية وأبطال
خياليون بات الحديث عنهم أمر مؤسف ومضيعة للوقت كما يرى !!!

ويقول : الغريب في الأمر أنهم بدأوا يربون أبناءهم على تلكـ العاداتـ المقيته
(كما وصفها ) وأسهب في الحديث عن مجالسهم حين تُدار بها القهوة العربية
مع إصراره على كمية القهوة المسكوبه في فنجانها بالميليترات
لا تزيد ولا تنقص والويل والثبور لمن يتجاوز تلكـ الخطوط الحمراء
التي يرى أنها قناعات غبية .

حقيقة الموضوع راق لي ليس مضمونه البته ولكن الفكرة التي أتى بها الكاتب
جعلت مني أكتب عن الوجه الآخر للجيل الذي يريده الكاتب حيث أنه
لم يعتبر أبناء ورجال هذا الفكر متحضرين .

أقول له يا رعاكـ الله هل تريد شباباً هامشياَ لا يعي معنى الرجولة ولا الأخلاق ؟؟

ماذا تريد منهم أن يتعلموا إن لم يعرفوا أصول دينهم وعاداتهم السامية
التي نشأ عليها أبائهم وأجدادهم ؟
بالله عليكـ صف لي مشاعركـ حين تجلس في مجلس تُدار فيه المُنكرات
(( عفواً هذا ليس بمجلس ) !!
إنه أشبه بحضيرة بهائم أجلكم الله لإن مجالس الرجال تربىء بنفسها
عن تلكـ القاذورات.

أشياء كثيرة تغيرت في عالمنا المعاصر حيُث بات من يلتزم بنخوته العربية
ورجولته والسير على خُطى أباءه وأجداده رجعي ومتخلف وغير حضاري
لم تعد الدنياء تحتملهم ولا الأرض تقلهم وذنبهم الوحيد أنهم عرفوا حدود الله
ووقفوا عندها وتأصلت فيهم معاني الدين والرجولة الحقيقية وأمتازوا عن غيرهم
بأنهم أناس عفويين تأصلت فيهم تلك القيم النبيلة والأخلاق الحميدة .

أنا لست ضد التطور ولكن ماهية هذا التطوير وإلى أين سيوصلنا ؟
وهل نعي في ذواتنا معنى التطوير الذاتي للفرد
والأسرة وبتالي المجتمع ؟
أم أننا كالببغاوات نردد ما يقوله الآخرون ؟!

فإن كان سيرنا على نهج الرجال الأوئل في الأخلاق والعادات السامية تخلف فمرحباً به .
بالنقيض هنيئاً لكم هذا التقهقر والتقليد الزائف الذي سلخ منكم هوياتكم
وجعلكم سخرية لمن هم أصلاً سُخرية فما أجمل أن يسخر كليكما من بعض
وهنيئاً لنا تخلفنا ورجعيتنا إن كنا كذلكـ نعرف حدود الله ونقف عندها إجلال
لعظتمه جل في علاه وسيراً على خُطى من زرع فينا هذا الحُب والغيرة
على الدين ومعنى الرجولة الحقيقية التي كرمنا الله بها يا حثالة المجتمعات .

أخيراً عذراً لكم أيها الشرفاء عن أي لفظ أدرج أعلاه خارج نطاق
مقاماتكم الرفيعة وبحضرتكم ولكن أؤلائك لا يروق لهم
إلا بهذا الشكل للأسف .

طابت جميع أوقاتكم باليمن والمسرات ..

::: أسير الغربة :::