كان لقاضي بغداد .. بغلة فارهة
احبها القاضي وقدرها
فأحبها الناس وقدروها
وفي يوم من الأيام .. مرضت البغلة
فهب الناس للسؤال عنها
والإطمئنان على سلامتها
لكنها .. ماتت
فحزن القاضي .. وحزن الناس
ثم خرج يشيعها
فخرج الناس
ودارت الأيام كعادتها
ومضت الليالي في دورتها
وعُزل القاضي
وحل قاضي جديد .. وبغلة جديدة
فترك الناس قاضيهم القديم
وعاشوا . . زمن الجديد
مرض القاضي القديم
فما عاده . . من عاد البغلة
ومات القاضي . . فما شيعه
من شيع البغلة
بل لم يعلم الكثير برحيله
اخيرآ .. كم بغلة قاضيٍ في نواحينا
وكم صاحب بغلة .. يرحل كقاضينا