عرض مشاركة واحدة
#1 (permalink)  
قديم 24-05-2009, 08:10 PM
عبد العزيز بن عبد الله
عضو مجالس الرويضة
عبد العزيز بن عبد الله غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
لوني المفضل Chocolate
 رقم العضوية : 778
 تاريخ التسجيل : 13-04-2007
 فترة الأقامة : 6238 يوم
 أخر زيارة : 21-01-2013 (09:48 PM)
 المشاركات : 337 [ + ]
 التقييم : 5065
 معدل التقييم : عبد العزيز بن عبد الله عضو الماسي عبد العزيز بن عبد الله عضو الماسي عبد العزيز بن عبد الله عضو الماسي عبد العزيز بن عبد الله عضو الماسي عبد العزيز بن عبد الله عضو الماسي عبد العزيز بن عبد الله عضو الماسي عبد العزيز بن عبد الله عضو الماسي عبد العزيز بن عبد الله عضو الماسي عبد العزيز بن عبد الله عضو الماسي عبد العزيز بن عبد الله عضو الماسي عبد العزيز بن عبد الله عضو الماسي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي أوراق الخريف المتساقطة ..





كلنا نعرف أننا في السنة الواحدة تمر علينا .. الفصول الأربعة المعروفة .. شتاء ثم ربيع ثم صيف فخريف .. هذه هي الفصول الأربعة التي عرفناها في قاعات المدارس وعايناها في حياتنا
الطويلة وفهمناها من آباءنا وأجدادنا.. مع أن هناك من سيختلف معي وسيقول : إن في بلادنا لا يوجد سوى فصلان شتاء قارص بارد , وصيف حارق حار .. المهم أن لكل فصل
ميزته التي تجعله مختلفا عن الفصل الآخر .. ولنركز على فصل الخريف .
هذا الذي تتساقط فيه أوراق الأشجار .. فتغدو الأشجار ذات أغصان عارية .. لا يسترها شيء .. بل تصبح قاتمة اللون .. رمادية المنظر .. تنتظر ربيعا يعيد إليها أوراقها المتساقطة
.. وبعضها تموت في الشتاء القادم بقسوته .
هذا الخريف من وجهة نظري كما يمر بالأشجار كل سنة .. أيضا أراه يمر بكل إنسان .. فكم من خريف مر بنا تساقطت فيه أوراق وأوراق ؟!! .. ألا نرى تغيرا في حياة البعض , كثير منهم يكون في فترة من فترات الحياة سعيد فرح بشوش , يعرفه القاصي والداني بذلك , ولا تلبث أن تراه بعد فترة , وقد انقلبت حاله فأصبح قاتم البسمة , رمادي الشكل , إن ابتسم
لك فمجاملة , وإن ضحك فإرضاء لمن حوله , وليست نابعة من أعماق قلبه .. ما بال خريف عمره قتله ؟ .. أليس من أمل في ربيع قادم ؟ .. أجزم أن أكثر هؤلاء الخريفيين مرت
بهم فصول من الربيع لكنهم لم يحييوا من جديد .. قتلوا أغصانهم .. وحتى جذورهم في أعماقها .. وأصبحوا بلا حراك ولا حياة .. يعيشون بيننا وهم موتى .. يتحركون أمامنا وهم ظل بلا جسد ولا روح .. حكموا على أنفسهم أنهم بلا أوراق خضراء تملأ العين متعة .. وحكموا على أنفسهم أنهم أشجار لا يمكن أن تحمل الثمر الطيب النافع للناس .. لا فيهم منفعة لأنفسهم ولا لغيرهم .. ملأوا الأماكن لكنهم .. أشجار ذات سيقان طويلة لا حياة ولا حراك .. إلا من طائر الغراب في الصباح الباكر نراه على أحد أغصانها .. أو طائر البوم في عتمة الليل لا يجد مكانا أفضل من هذه الأشجار الميته ...
هؤلاء يا أحبتي فئة تعيش بينننا .. إرتأوا أن يكونوا خريفيين .. أموات في أثواب أحياء .. لا نفع لهم .. ولا هم عنا يرحلون ... وليس في داخلهم أي أمل بربيع قادم يعيد الحياة
لأغصانهم .. ولا انتظاراً لمطر يأتي به الله من بعيد يحييهم بعد موتهم .. فمثل هؤلاء لا يأبه بهم أحد .. ولا تعتمد عليهم أمة .. لا تنتظرهم مسكينة .. ولا ترجوا خيرهم أرملة .. لا تذرف لموتهم عين .. وينسى أهلهم في أي مقبرة أسكنوهم ...

نسأل الله أن لا يجعلنا منهم

(((

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال :
يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله ؟ وأي الأعمال أحب إلى الله ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دَيناً ، أو تطرد عنه جوعا ، ولئن أمشي مع أخ لي في حاجة أحبّ إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً - في مسجد المدينة - ومن كفّ غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له ثبّت الله قدمه يوم تزول الأقدام . رواه الطبراني في الكبير ، والحديث في صحيح الجامع .

)))


تحيتي للجميع




 توقيع : عبد العزيز بن عبد الله
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِي نَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ