مجالس الرويضة لكل العرب - عرض مشاركة واحدة

#12 (**permalink**) 22-04-2009, 11:06 PM

مشاركات موفقة من الإخوة والأخوات ، وجزاكم الله جميعًا خيرًا على تفاعلكم مع هذا الموضوع الذي بات يقلق كثيرًا من الفتيان والفتيات وأولياء أمورهم ويفزع كل من ينطوي قلبه على غيرة إيمانية ومحبة للستر .

إن معظم النار من مستصغر الشرر ، والانحراف يبدأ صغيرًا ثم ما يلبث أن يتسع ، ومن ثم فإن على الآباء أن يكونوا على دراية بما يدور حولهم مما قد يكون فيه تهيئة ولو من بعيد لفخ ينصبه خبيث للإيقاع بأبنائهم واستدراجهم لما لا تحمد عقباه .

وحينما تسمع أو تقرأ قصة فتاة أنقذتها الهيئة من مجرم كان يبتزها بالصور ، فلا تظنن أن هذه هي البداية ، أو أنها كانت الجزء الثاني أو الثالث من فصول القصة ، بل كن على ثقة أن هذا الجزء أو لنقل هذه الخطوة ، سبقتها خطوات عدة وفصول غامضة ، وتعددت المحاولات قبل أن يتمكن ذلك المجرم من اللقاء بتلك الفريسة ، ثم يصورها ، ومن ثم يكرر ابتزازها لمدة قد تبلغ سنوات قبل أن يكتشف الأمر طرف ثالث ، أو تضيق بالضحية الحياة فـ ( يبيعها ) ـ كما يقولون ـ ويفجر الأوضاع له أو عليه !!!
وصدق الله إذ يقول : " يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "

لا يجوز بحال من الأحوال أن نتهاون ونتباطأ حتى إذا وقع الفأس في الرأس عضضنا أصابع الندم ولات حين مندم .

إن علينا ـ ونحن نتصور ما يجري من أحداث قد لا يتصورها آباؤنا وأمهاتنا لبعدهم عن الواقع ولفارق السن بينهم وبين أبنائهم وبناتهم ـ علينا أن ننشر لديهم ثقافة تحول بينهم وبين الثقة العمياء فيمن تحت أيديهم ، ومنحهم الحرية في الدخول والخروج ومشاهدة ما يحلو لهم ، وتوفير كل شيء لهم ، فيكون أولئك الآباء الطاهرون الأبرار والأمهات الكريمات العفيفات سببًا من حيث لا يشعرون في إفساد أبنائهم وبناتهم وإغوائهم عن الطريق المستقيم . ومن ثم فإن هذا الموضوع يجب أن يأخذ مساحة كافية مما يدور في مجالسنا من أحاديث ونقاشات ، فكفانا ما سمعناه أو قرأنا عنه من قصص بعيدة كل البعد عن ثقافتنا .

إنه لمن المحزن حقًّا أن نظل نتظاهر بثياب من الطهارة والصفاء والنقاء ، وقبلها نبالغ في إضفاء هالة من كرم الأصول وعلو النسب وكرم الأرومة على أنفسنا ، ثم نفاجأ بأحد أبنائنا أو إحدى بناتنا وقد لطخ عرض أسرته النقي وشوه سمعة قبيلته الطيبة ، ولوث تلك الظواهر الصافية ؛ لتنظر إليها الأعين بعد ذلك بازدراء وتخرج الصدور ما كانت تكنه لأصحابها من تقدير وإجلال ، وتحل محله الاحتقار والاستصغار .

إنه ما حك جلدك مثل ظفرك ، ولن يستطيع أحد ـ غير الشباب والشابات ـ أن يشبع هذا الموضوع بحثًا لجوانبه وتحليلاً لأسبابه واقتراحًا لحلوله ووصفًا لعلاجه ، فهيا إخواني وأخواتي ، اكتبوا واكتبوا ، وحللوا وابحثوا ، وشاركوا في الإصلاح ، لعل الله أن يكتب لكم من الأجر بقدر كل فتى حفظ عرضه أو فتاة أحيطت كرامتها بالصيانة وبقيت شريفة عفيفة مصونة .

اللهم احفظنا بالإسلام قائمين ، واحفظنا بالإسلام قاعدين ، واحفظنا بالإسلام راقدين ، ولا تشمت بنا عدوًّا ولا حاسدًا يا رب العالمين ، اللهم أحينا مسلمين ، وأمتنا مسلمين ، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين .