التحرش الجنسي والمثلية في المدارس :
يتعامل التربويون في مدارسنا مع جملة من المشكلات السلوكية التي يمارسها الطلاب ومنها مشكلة التحرش الجنسي التي تصدر من طلاب غير أسوياء تجاه أقرانهم في الصف و المدرسة .
وقد ثبت من الدراسات التي تناولت الإيذاء والعنف في المدارس:
أن التحرش الجنسي منتشر في مدارسنا وإن كان بدرجات متفاوتة ؛
فنحو 23% من الاطفال من سن 6-10 سنوات ( طلاب المرحلة الابتدائية ) يعدون الأكثر تعرضا للتحرش الجنسي،
وأن معظمهم يعدون ضحايا محتملة للتحرش والإساءات الجنسية .
وعادة فإنه يسبق التحرش الجنسي مشكلة أخرى لا تقل خطورة عنه وتسمى ظاهرة :التنمر
أو تسلط الطلاب الأقوياء بدنياً على من هم أضعف منهم وإيذائهم بدنياً ضرباً ولكماً وركلاً، مما يخلق لدى الضحايا مشكلات نفسية .
ولاتكاد تخلو مدرسة من وجود تلاميذ يمارسون التنمر وكأنهم عصابات فتوة ؛
بل إن التنمر يتفشى بدرجة أكبر من التحرش الجنسي ليس بين الفتيان فحسب ولكن عند الفتيات كذلك
مما يشير إلى سيادة أنماط غير معهودة من العنف في مدارسنا، و خلل واضح في العملية التربوية برمتها.
إن أهم مؤشر ينبىء بتفشي مشكلة التحرش الجنسي في المدارس والذي يجب عدم إغفاله هو :
ظاهرة الكتابات النابية والعبارات البذيئة على الجدران والأماكن المنزوية في المدرسة؛ كدورات المياه
وهي الكتابات التي يصعب إزالتها أحياناً , ولاسيما أن طلاء الجدران والأبواب في معظم مدارسنا ليس من النوع القابل لأزالة ما يكتب عليه
بخلاف المباني الحديثة ذات الطلاءات الخاصة التي تحد من ظاهرة الكتابة على الجدران.
إن وجود هذه الكتابات وقراءتها من قبل الطلاب بصورة يومية يجعلهاترسخ في ذهن الطالب وكأنها كتابات عادية
مما يجعل استخدامها في لغة الطلاب المحكية أمراً وارداً،
ومن ثم إعادة استخدامها مرة أخرى في مضامين أخرى ومنها التحرش الجنسي اللفظي.
لذا يجب تفقد دورات المياه من قبل القائمين على المدرسة وذلك بشكل أسبوعي , وإزالة الكتابات النابية
وأن يستخدم للجدران والأبواب والأفنية طلاءات خاصة مما يمكن إزالة ما يكتب عليه بسهولة.
ومن العلامات الأخرى لأنتشار التحرش الجنسي في المدارس :
حمل بعض الطلاب لأقراص مدمجة تحمل مواد اباحية، مما يمكن تحميله ونسخه من مواقع الأنترنت الإباحية؛
بحيث يقوم الطلاب بمشاهدة محتوى الأقراص على أجهزة الحواسيب في المدرسة وغالباً خارجها.
وتكمن الخطورة في أن الطلاب في المرحلة الثانوية على وجه الخصوص
يقومون وفيما بينهم بتبادل الأقراص المدمجة دون أن يتكبد الآباء عناء السؤال عما تتضمنه من مواد اعتقاداً منهم أنها تضم مادة علمية !!
ومن المؤشرات الأخرى التي تشير إلى وجود التحرش الجنسي وربما ما هو أبعد منه :
انتشار تداول المواد الإباحية وتداولها من خلال تقنية البلوتوث التي أصبحت تتوفر اليوم في معظم أجهزة الهواتف المحمولة التي يستخدمها صغار السن،
مما يستلزم من الآباء والمعلمين الاهتمام بهذا الجانب ومعالجته ولا سيما أن خطر البلوتوث يتعدى حامل المادة إلى آخرين يتم إرسال المادة لهم بسهولة متناهية.
وقد يكون من المفيد لجوء الآباء وقبل توفير أجهزة جوال لأبنائهم اشتراطهم فحص جوالات ابنائهم بين الحين والآخر للتأكد أن الجوال لايستخدم بطريقة سلبية.
إن هذه الحيلة البسيطة - رغم الاعتراضات التربوية عليها - قد تقلل من فرص تعرض الأطفال للمواد الإباحية ومن ثم منع انتشارها وتداولها حتى لا تصبح وسيلة لظهور التحرش الجنسي عند التلاميذ في سن مبكرة.
وحقيقة فإن المدارس لاتمارس أسلوب المكاشفة في مواجهة مشكلات التحرش الجنسي
بل تلجأ إلى طريقة التستر وادعاء أن ماحدث حالات فردية وأن المشكلة محدودة....الخ.
وبالمقابل فإن كل ما تستطيع أن تفعله أسرة تلميذ تعرض ابنها للتحرش الجنسي
هو أن تقوم بنقل ابنها إلى مدرسة أخرى.
وقد لا تنتهي المشكلة عند هذا الحد خاصة إذا كانت المدرسة الجديدة المنقول إليها التلميذ تدار بنفس الأسلوب التربوي الذي تدار به المدرسة السابقة
مما يعني أن الظاهرة موجودة في جميع المدارس وإن كانت بدرجات.
ويرى د . خالد الدرعان أن أهم سبب يولد التحرش المثلي في المدارس هو :
الفصل بين الجنسين ( تلاميذ وتلميذات ) في المدارس الابتدائية .
ويرى الدرعان أن الحل الوحيد لهذه المشكلة هو :
اختلاط الجنسين في المرحل الابتدائية , بشرط أن تكون المدارس حديثة بحيث تكون دورات المياة
مفصولة طبقاً للجنس , وأن يكون بإدارة طاقم نسائي متكامل .
ويقول الدرعان :
إن فصل الجنسين عن بعضهما في المراحل التعليمية الأولى وفي سن مبكرة ,
قد لا يكون عملاً مفيداً
فهذا الإجراء يولد لدى التلاميذ من الجنسين ومنذ الصغر [ النزعة المثلية ]
انتهى كلامه .
وفي الحقيقة , لا يخفى عليكم مدى خطورة هذا .
إذ كيف لعاقل أن يحل مشكلة بمشكلة أدهى !!
يا أخي خالد .. هل نقرب النار من الفتيل ولا نتوقع حدوث حريق !!
والآن في الواقع لم يعد طلاب المرحلة الابتدائية بتلك البرآءة التي تسمح لنا أن نفكر في مثل هذا الحل يا أستاذ خالد .
اسمح لي أن أقول أن نظرتك هذه ضيقة جداً , لا تتعدى أرنبة أنفك ..!
لأنك الآن أخذت المدرسة وتكلفت أن تجد حلاً مناسباً للمشكلة ,
ولكنك أخطأت باعتبار أن المدرسة جهاز مستقل ذاتاً وكياناً وروحاً وتربية ..
المدرسة جزء من منظمة متكاملة تدور حول فلك التربية .
الأسرة تربي
الإعلام يربي
الأصدقاء يربون
الشارع يربي
المجتمع يربي
الأنترنت يربي
المدرسة تربي
فانحصار حلك في المدرسة فقط ليس سليماً ألبتة .
مثلاً ..
لنستعرض جدول طالب في الصف السادس الابتدائي ..
في البيت .. أخذ جهازه المحمول وبدأ يبحر في عالم الأنترنت المخيف ..
----- >> ووالديه في غفلة
يرن جواله .. إنه صديقه ..
ياصديقي نزلت مقاطع في you tube يحبها قلبك !!
خلال دقائق .. دخل الـ you tube وبدأ ...
------ >> ووالديه في غفلة
في المساء .. يفتح التلفاز لتقع عينه على فلم لممثله المفضل ..
يتسمر أمام الفلم مصيغاً بكل جوارحه ..
والمشاهد [[ الساخنة ]] تعرض لناظريه ..
الفلم كان طويلاً .. استمر حتى الفجر ..
------ >> ومازال والديه في غفلة
حان وقت الذهاب إلى المدرسة ..
دخل وكانت صديقته قد حجزت له مقعد بجوارها .. !!
بالله عليكم كيف سيكون الحال ؟!!
ومن الحلول التي أرى أنها قد تجدي نوعاً ما , ماذكره الـ أ . خالد العريفي
حيث يرى العريفي أن تقام اجتماعات خارج إطار الجدول الدراسي ..
بحيث يكون عدد الأطفال المجتمع بهم لا يزيد على عشرة طلاب .. لمدة لاتزيد على الربع ساعة
ويكون المشرف عليهم أحد الأساتذة المحبوبين للطلبة وممن يملك حس فكاهي
ويكون هذ الإجتماع اسبوعياً مثلاً بحيث تكون آليته عبارة عن نقاش حر
وتوضيح مايجب عمله إذا تعرض لشيء , ولا يغفل جانب التحدي
بحيث يقوم الأستاذ بعمل مسابقات أو ألعاب
ليزيد تقبل الطلبة لما يقال لهم ..
وأرى أن هذا الحل وما على شاكلته قد يساعد في الحد من كثير من الحوادث .
.
.
.
انتهى . . }