عرض مشاركة واحدة
#1 (permalink)  
قديم 09-01-2009, 10:23 AM
خالد00
::V I P::
خالد00 غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 2562
 تاريخ التسجيل : 25-04-2008
 فترة الأقامة : 5883 يوم
 أخر زيارة : 15-03-2012 (02:33 PM)
 المشاركات : 2,734 [ + ]
 التقييم : 30516
 معدل التقييم : خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي خالد00 عضو الماسي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي من التاريخ . . ( 12 )



حتى يوم الطين


على ضفاف نهرٍ . . عبث النسيم بمياهه العذبه

وقف الفارس بحصانه المطهم

ورأى الغيد على ضفافه . . كأنهن غزلان المها

القى اليهن بصدر بيت من الشعر قائلآ . .

صنع الريح من الماء زرد

فردت غادةٌ فضحها جمالها . .

اي درعٍ لقتال لو جمد

فبهت الفارس من عذوبة ردها . . وسرعة بديهتها

وطغيان حسنها

عرف بعدها أنها جارية الرميك . . واسمها اعتماد . . وتلقب بالرميكية

فخطبها وتزوجها . . وأصبحت سيدة قلبه قبل قصره

عاشت معه في نعيمٍ ورغد . . وحياةٍ يكسوها الحب والدلال

وعرفها الناس اميرة اشبيلية وزوجة الملك المعتمد بن عباد

كان الزمان يزيدها فتنةً في قلبه وروحه

وتكسوها الأيام قربآ وحضوةً ومكانة

في احد الأيام تدللت عليه . . بقولها اريد رؤية الثلج على الأشجار

فأشبيليا لايسقط عليها الثلج كبقية مدن الأندلس

فزرع اشجار الصنوبر لتشابه ازهارها الثلج في الشتاء

وطلبت . . أن تمشي على الطين

فأمر بسكب مياه الورد والعطور حتى تحولت الأرض الى طين

ثم مشت عليه مع بناتها

وعندما عاتبته . . أنها لم ترى منه دلالآ

قال . . حتى يوم الطين !

دارت الأيام . . وحاصره الفرنجة . . فطلب العون من امير المرابطين

في الأندلس يوسف بن تاشفين

الذي هب الى نجدته . . لكنه في آخر الأمر انقلب عليه

وأزال ملكه وارسله مأسورآ الى بلدة اغمات ليقبع في سجنها

كانت نهاية . . محزنة ومؤلمة

قالت زوجته الرميكية في السجن . . لقد هنّا هنا

فرد عليها . . قالت قد هنّا هنا . . مولاي اين جاهنا

قلت لها الى هنا . . صيرنا الهنا

ومضت السنين وهو يعاني في سجنه فدخلت عليه بناته يوم العيد

فرأى الحالة المزرية التي وصلن اليها . . حتى اصبحن يعملن عند الناس

فقال

ترى بناتك في الأطمار جائعةً . . يغزلن للناس لايملكن قطميرا

برزن نحوك بالتسليم خاشعةً . . ابصارهن حسيرات مكاسيرا

يطأن في الطين والأقدام حافيةً . . كأنها لم تطأ مسكآ وكافورا

وهكذا رحل . . الملك والمجاهد والفارس والشاعر والعاشق

فقد كانت جريرته استنجاده بابن عمه العربي الذي قال فيه

قبل ان يستنجد به . . لأن اكون خادمآ لراعي الإبل

خيرٌ لي من أن استنجد براعي الخنازير