09-01-2009, 10:23 AM
|
|
من التاريخ . . ( 12 ) حتى يوم الطين
على ضفاف نهرٍ . . عبث النسيم بمياهه العذبه
وقف الفارس بحصانه المطهم
ورأى الغيد على ضفافه . . كأنهن غزلان المها
القى اليهن بصدر بيت من الشعر قائلآ . .
صنع الريح من الماء زرد
فردت غادةٌ فضحها جمالها . .
اي درعٍ لقتال لو جمد
فبهت الفارس من عذوبة ردها . . وسرعة بديهتها
وطغيان حسنها
عرف بعدها أنها جارية الرميك . . واسمها اعتماد . . وتلقب بالرميكية
فخطبها وتزوجها . . وأصبحت سيدة قلبه قبل قصره
عاشت معه في نعيمٍ ورغد . . وحياةٍ يكسوها الحب والدلال
وعرفها الناس اميرة اشبيلية وزوجة الملك المعتمد بن عباد
كان الزمان يزيدها فتنةً في قلبه وروحه
وتكسوها الأيام قربآ وحضوةً ومكانة
في احد الأيام تدللت عليه . . بقولها اريد رؤية الثلج على الأشجار
فأشبيليا لايسقط عليها الثلج كبقية مدن الأندلس
فزرع اشجار الصنوبر لتشابه ازهارها الثلج في الشتاء
وطلبت . . أن تمشي على الطين
فأمر بسكب مياه الورد والعطور حتى تحولت الأرض الى طين
ثم مشت عليه مع بناتها
وعندما عاتبته . . أنها لم ترى منه دلالآ
قال . . حتى يوم الطين !
دارت الأيام . . وحاصره الفرنجة . . فطلب العون من امير المرابطين
في الأندلس يوسف بن تاشفين
الذي هب الى نجدته . . لكنه في آخر الأمر انقلب عليه
وأزال ملكه وارسله مأسورآ الى بلدة اغمات ليقبع في سجنها
كانت نهاية . . محزنة ومؤلمة
قالت زوجته الرميكية في السجن . . لقد هنّا هنا
فرد عليها . . قالت قد هنّا هنا . . مولاي اين جاهنا
قلت لها الى هنا . . صيرنا الهنا
ومضت السنين وهو يعاني في سجنه فدخلت عليه بناته يوم العيد
فرأى الحالة المزرية التي وصلن اليها . . حتى اصبحن يعملن عند الناس
فقال
ترى بناتك في الأطمار جائعةً . . يغزلن للناس لايملكن قطميرا
برزن نحوك بالتسليم خاشعةً . . ابصارهن حسيرات مكاسيرا
يطأن في الطين والأقدام حافيةً . . كأنها لم تطأ مسكآ وكافورا
وهكذا رحل . . الملك والمجاهد والفارس والشاعر والعاشق
فقد كانت جريرته استنجاده بابن عمه العربي الذي قال فيه
قبل ان يستنجد به . . لأن اكون خادمآ لراعي الإبل
خيرٌ لي من أن استنجد براعي الخنازير |