20-01-2007, 07:24 PM
|
|
الإزدواجية الثانية / مكة و المدينة / بسم الله الرحمن الرحيم {إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم}
الإزدواجية الثانية / مكة و المدينة / مكة : أحب بقاع الأرض إلى الله ورسوله
وفيها تجمع المشركين وصناديدهم والمدينة كان اسمها يثرب :
ولعل ما ذكره العلامة ابن منظور في قاموس لسان العرب يوضح أكثر "ولم يذكر الجوهري من أَسمائها سوى طَيْبة بوزن شَيْبة
قال ابن الأَثير في الحديث:
أَنه أَمر أن تُسَمّى المدينة طَيْبةَ وطابَة هما من الطِّيبِ لأَن المدينة كان اسمها يَثْرِبَ
والثَّرْبُ الفساد فنَهى أَن تسمى به
وسماها طابةَ وطَيْبةَ
وهما تأْنيثُ طَيْبٍ وطاب
بمعنى الطِّيبِ
قال:وقيل هو من الطَّيِّبِ الطاهر لخلوصها من الشرك وتطهيرها منه"
إذا ازدواجية في مدينتين
فيهما الشرك مستفحل ولأن الدين ينشر بقوة الله
اختار الله هاتان المدينتان لتكن الإنطلاقة من مكة والإستقرار بالمدينة وهناك أيضا وضع آخر
ففي كتب اليهود مذكورا أن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام سيهاجر وهذا دليل على نبوته أيضا ونستنتج أن : الهجرة دليل على نبوة نبينا عليه الصلاة والسلام وإليك الدليل القاطع كما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير الآية {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون}
أي وأن تكتموه
قال ابن عباس: (يعني كتمانهم أمر النبي صلى الله عليه وسلم وهم يعرفونه) وقال محمد بن سيرين: "نزل عصابة من ولد هارون يثرب لما أصاب بني إسرائيل ما أصابهم من ظهور العدو عليهم والذلة
وتلك العصابة هم حملة التوراة يومئذ فأقاموا بيثرب يرجون أن يخرج محمد صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم
وهم مؤمنون مصدقون بنبوته فمضى أولئك الآباء وهم مؤمنون وخَلَفَ الأبناء وأبناء الأبناء
فأدركوا محمدا صلى الله عليه وسلم فكفروا به وهم يعرفونه "
وهو معنى قوله تعالى {فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به} المصدر الجامع لأحكام القرآن
للإمام القرطبي
والآن
الإزدواجية بين مكة والمدينة
نتأكد أن : الهجرة إثبات نبوة النبي عليه الصلاة والسلام
لأنه قد سُطر بكتب التوراة والإنجيل أنه سهاجر وليمحي الظلمة هنا وهناك حيث كانتا منبعا للفساد والشرك ويكرم يثرب بكل شيئ حتى باسمها ليتحول إلى المدينة أو طيبة
ومن ثم ينتشر النور للعالم كله من منبعين وقد كانا منبع الفساد
ولنعلم يقينا أنه فعّال لما يريد
والله أعلم
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي |