عرض مشاركة واحدة
#1 (permalink)  
قديم 02-09-2008, 03:47 PM
منى وفيق
عضو مجالس الرويضة
منى وفيق غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 89
 تاريخ التسجيل : 18-11-2006
 فترة الأقامة : 6401 يوم
 أخر زيارة : 08-10-2008 (01:14 PM)
 المشاركات : 578 [ + ]
 التقييم : 436
 معدل التقييم : منى وفيق مبدع منى وفيق مبدع منى وفيق مبدع منى وفيق مبدع منى وفيق مبدع
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي كتّاب إماراتيون يتذكرون طفولاتهم في رمضان



الشارقة - “الخليج”:

يرتبط شهر رمضان الكريم بعادات وتقاليد وأجواء تظل قابعة في الذاكرة وتبقى مؤثرة فينا خاصة ما يمتد منها الى ايام الطفولة، فرحة الطفل بمقدم الشهر الفضيل، بداية التعود على الصوم، تغير النظام الغذائي المعتاد، الألعاب بعد الافطار، استعدادات العيد... إلخ كلها أشياء ننتظرها من عام لآخر ونشعر معها بالسعادة ونجتر معها أحاسيس ربما لا يمكن استعادتها عن مشاعرنا ونحن أطفال بالأجواء الرمضانية. وحول خصوصية الشهر الفضيل وذكرياته أجرينا هذا التحقيق مع عدد من المثقفين والمبدعين الإماراتيين حول ذكرياتهم عن مرحلة الطفولة في رمضان... وكيف انعكس ذلك على ابداعهم؟



يقول الشاعر عبدالله السبب: يرتبط رمضان في ذاكرتي بأجواء روحانية لا تتكرر في بقية شهور السنة، ومازلت اتذكر طفولتي في رمضان ونمنمات صغيرة تجول بخاطري كلما هل علينا هذا الشهر الفضيل. في طفولتي كانت هناك أشياء نؤمن بها تشكلت منها عوالم السحر والخيال التي اثرت في عالمنا الابداعي فيما بعد كنا مجموعة من الاطفال نعتقد اننا لو رمينا حجراً على الأرض فسوف يأتي على رأس أحد العفاريت.. وعندما يأتي رمضان كنا نقذف الحجارة بمنتهى الحرية لإيماننا بأن العفاريت تسجن في رمضان. أيضاً اتذكر الألعاب الشعبية المحلية التي اختفت الآن ولم يعد امام الاطفال متنفس إلا لعب كرة القدم بعد اختفاء الألعاب الشعبية، كنا نلعب الغزولة بعد الافطار بمنتهى الحرية والأمانة، وكنا نصلي القيام ونقوم بمسابقة لمن يصل اولاً الى سورة المسد في القرآن الكريم والفائز كنا نقيم له وليمة فاخرة.



أما القاصة والمسرحية باسمة يونس فقالت:



رمضان اليوم يختلف عن رمضان في الماضي اختلافا كبيراً من نواح عدة، فلم نعد نستعد له كما كنا نفعل في الماضي ولكن لا يكفي القول إن متغيرات العصر هي التي اجبرتنا على هذا وجعلتنا نستقبل رمضان بطريقة مختلفة عن السابق فلا شك بأن ما بقي في الذاكرة منه هو الأجمل وما كنا نعيشه بالأمس هو الأحلى. أذكر بأن رمضان كان يعني لنا الكثير خصوصاً وانه كان يأتي في أوقات عدة مختلفة تتنوع بين كوننا في المدارس أو في اجازات الصيف، واجمل متع رمضان تكمن في ان نكون جميعنا صائمات في المدرسة بحيث نمارس كل طقوس الصيام سويا ويمكن ان نخوض في مقترحات وأفكار عدة بشأن ما يمكن اعداده من اطعمة وقت الفطور ويمكن ان نتبادل الاطباق في حال قرب المنازل والمسافات. وكان يمكن ان نستقبل ضيوفاً طارئين في وقت الافطار من دون دعوة لمجرد ان الشهر الكريم يفتح قلبه لمن يرغبون في المرور للسلام والتحية ومشاركة الافطار مع أهل المنزل، ولكن اليوم اصبح الجميع يحجزون مواعيد مسبقة للزيارة واحيانا يمر الشهر ولا يكون هناك مجال للقاء لأن فلان لديه دعوات كثيرة ولا مجال لزيارته أو حتى دعوته. كما كان لنا في الشهر مسلسل أو اثنان فقط يمكن ان يتابعهما كافة الناس بحيث تتوحد ساعات الجلوس امام التلفاز وتتحول البيوت كافة الى خلية مشغولة بتجهيز تسالي الأطعمة قبل موعد بث حلقات المسلسل وفيما بعد تبدأ الزيارات والتواصل مع الآخرين، وبطبيعة الحال كان شهر رمضان في الماضي يستنفد للعبادات والخلود للسلام والشعور باختلافه عن بقية الشهور أما اليوم فأصبح رمضان مجالاً للتسلية اكثر منه مجالا للاستفادة، وصارت وسائل الاعلام تتنافس على تلوين الشهر بمتع وتسال اخذت منه الكثير مما كنا نتطلع اليه من خلاله، حتى ان معظم الناس اصبحوا يرغبون في الخروج الى المقاهي فراراً من فوضى الاعلام التي حولت التسلية التلفزيونية الى محطات تعذيب واختناق بحيث لا يتمكن المشاهد من الاستمتاع بعمل لأن هناك عملاً افضل حسب آراء اصدقائه وهكذا، اما عن اواخر الايام التي نقضيها في التسوق للعيد، فهي ايام المتعة الخالصة والسعادة الممزوجة بالحزن لأن الشهر سيفارقنا ولكن العيد سيأتينا، وفي الحقيقة لا مجال للمقارنة بين رمضان اليوم ورمضان الذي عشته في طفولتي ومع ذلك سيكون رمضان اليوم هو الذكرى الخاصة بأطفالنا فلنجعلها ذكرى جميلة تبقى في قلوبهم للأبد.



أشياء كثيرة أصبحنا نفتقدها الآن في رمضان يبدأ القاص ابراهيم مبارك ذكرياته عن رمضان بهذه الجملة ويواصل: لن استطيع ان اصور مقدار الفرحة التي يشعر بها الطفل بقدوم هذا الشهر الفضيل اختزن في ذاكرتي أشياء عديدة عن استعدادات الأهل لاستقبال رمضان، بداية الصوم في مرحلة الطفولة وكيفية تعودنا عليه في اللعب في الساحات وفي الحارات، الاجواء الجميلة، الألعاب الشعبية، تغير احساسنا بالزمن، كلها ذكريات لابد ان تسهم بدرجة كبيرة في تشكيل وعي الانسان العادي فضلاً عن المبدع.



وتقول الهنوف محمد: “لقد ارتبط رمضان في ذاكرتي بدرجات الحرارة العالية، خاصة ان التكييف لم يكن شائعاً بهذه الدرجة الكبيرة، ومع ذلك فلقد كانت لأيام رمضان نكهة خاصة، وروحانية كبيرة نفتقد حضورها لما شاع من مظاهر استهلاكية أثرت في ثقافتنا وفي علاقاتنا الانسانية، فقد كان الأهل يحثون الأبناء على الالتزام بمناسك رمضان من خلال ايجاد حوافز لهم، وهذا ما كان يجعل الصغار يتنافسون على أداء فرائض رمضان خاصة الصيام، وفي تلك الذاكرة الطفولية لم يكن بالطبع للفضائيات هذا الوجود الطاغي، حيث باتت القنوات تتنافس على عرض المسلسلات وجاء الناس ينتظرون رمضان لمشاهدة الاعمال الجديدة، بينما كانت الحكايات هي سيدة الأجواء الرمضانية، وأذكر ان احدى قريباتنا كانت تروي الحكايات بطريقة مذهلة وجميلة، لذلك كنا ندعوها الى زيارتنا في رمضان حيث نستمع الى حكاياتها، وفي ذلك الوقت كانت الحياة اكثر بساطة وأقل تعقيداً وكان رمضان فرصة حقيقية للتواصل بين الناس، وهذا ما نفتقد الى جزء كبير منه اليوم.



حتى بداية التسعينات من القرن الماضي، كان لرمضان مزاياه التي يمنحنا إياها نحن الأطفال، هكذا يبدأ القاص الشاب محسن سليمان حديثه ويتابع، كنا ننتظر ان نشاهد الأداء الموروث للأفعال الجمعية: المسحراتي، البائع الجوال فضلاً عن طقوس التئام العائلة حول المائدة عند الافطار.



بعد الافطار نلعب كرة القدم في الناصرية قرب الشاطئ وبعد ان ينتصف الليل كنا نلعب (الكوك) عندما يخلو الشارع من المارة فيتاح لنا الاغماض والتخفي.



مع العائلة، كان الوالد يحرص على أخذ اجازة كي يشاركنا مائدة الافطار كان وقت الافطار مقدساً ونتجمع كلنا وبعد الصلاة نتمشى طويلاً برفقته بين صلاتي المغرب والعشاء.




رد مع اقتباس