عرض مشاركة واحدة
#1 (permalink)  
قديم 26-08-2008, 10:07 PM
الأخطل الأخير
.:: شــاعــر ::.
الأخطل الأخير غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1041
 تاريخ التسجيل : 21-08-2007
 فترة الأقامة : 6683 يوم
 أخر زيارة : 28-01-2012 (04:41 PM)
 المشاركات : 49 [ + ]
 التقييم : 209
 معدل التقييم : الأخطل الأخير رائع الأخطل الأخير رائع الأخطل الأخير رائع
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي إليك يا محمود درويش





...

بخيلِنا .. بليلِنا .. بتُربنِا العظيمْ

بسيفِنا .. ومُهتَوى يَراعنا الهَمِيمْ

تحالفَ السمُوُّ والعنادُ باستماتةٍ تُعادُ في الصَّميمْ

لتَحتفي بعاشقٍ مُحاربٍ وسيمْ

وتقتفي همومَ كلِّ ليلةٍ .. و شمعةٍ

وفكرةٍ .. وصفعةٍ .. وحادثٍ أليم ْ

ألا تليقُ بالحياةِ .. صرخةْ
ودمعةٌ .. وضحكةٌ .. ودوخةْ
وليلةٌ وجيمْ

تُحطمُ انقيادَ ذاتِ الوردِ للخلودْ
وتحملُ الوجودْ
إلى حدودِ قامةِ الفداءِ والصمودْ

الن تعودَ حرةً عواصمُ الرثاءْ
في حومةِ العداءْ
وثورة الإباءْ

تُترجم ُ المغامرَ اللدودْ
وتصنعُ الحدودْ
وتحسمُ المواقفْ
وتقسمُ الحروفَ بينَ صارفٍ وحاذفْ
وتعقلُ المَعارفْ
في قبضةِ الجمودْ

هل يَحبسُ الجدارْ
خواطرَ الصغارْ
اذا ترنّحتْ وأصبحتْ هنا بلا خَيارْ
ليُطبقَ الحِصارْ
على سُطورِِ أمةٍ
تُروّجُ الوقودْ

لتحرقَ الحَصادْ
وثروةَ البلادْ ..
وتدفعَ القوافلَ الوثيرةَ القيادْ
وتجلدَ العبادْ

وتنهبَ الأديمْ
على ضفافِ صمتِِنا
كغيمةٍ وديم ْ
........

حذارِ أن تُقلّبَ الدماءَ والتُّرابْ
وتحشدَ الصعابْ
لتأسرَ الرّقابْ
وتجمعَ النسورَ فوقَ جثةِ الخرابْ
وترفعَ السحابْ
على جنوحِ مُهجةٍ تجابهُ الحرابْ
وتنفضُ الغبارْ
وتأخذُ الأيامَ والسنينَ في نهار ْ
فمثلُُها النهارْ
يقارع الظلامَ و الحصارْ
و الظلمَ والعقابْ
وماردُ السرابْ
يحطمُ النفوسَ في تماثيلِ الرجالْ
ويُخمِدُ الخيالْ
(وصمتُنا ورعبُنا)
يجففُ اللعابَ في الحلوقْ
ويحذفُ الفروق .. بين خانعٍ وخانعْ
ويجمعُ الغنائمَ المُتاحةْ
في الأرضِ المستباحةْ .. ويأسرُ القطيعْ
ويغزوَ المجامعْ
بكذبةٍ وَشِيم ْ
تُبيحُ كلَّ منكرٍ مُقززٍ وخيمْ

.......

يا سيدَ الحرفِ الذي تجشمَ العراكْ
إنّا هُنا نراكْ
تكفكفُ الدموعَ في مناهِكِ الحِراكْ
وما تزالُ تبُطلُ الشّراكْ
جميعُنا تبسّمَتْ في صمتِنا رُؤاكْ
وشدَّنا نِداكْ .. وهزَّنا غِناكْ
وفي القلوبِ أورقَ الهوى بمستواكْ

وعانقَ الترابَ والبيوتَ والطُلولْ
وحاورَ العقولْ
وحاولَ الإيمانْ بالعوالمِ البتولْ
تضارعُ البريقَ في مَداكْ

يا سيداً أبى .. وظل سيداً
وما كبا
وحطمَ السيوفَ في حروبِنا وما نبا

وَهمَّ باجتياحِ خطِّ كبوِنا وأنهكَ الخيولْ
وأطلقَ الصهيلْ
و أرعبَ الدّخيلْ
وزلزلَ الدروبَ من بيارةِ الليمونِ حتى واحةِ النخيلْ
ليبلغَ الزُّبا
يا سيدَ الرُّبا
يا لونَ عزِّ أمسِنا .. الذي خبا
يا من بقيتَ للأُباةِ ناسكاً
ما زالَ بعدكَ الطريقُ نحوَ حلمِنا مُشوشاً وَشائِكاً
وما تزالُ تُعصَبُ العيونُ باسمِ كلِّ شيطانٍ رجيمْ
ليرأسَ العبيدَ كلُّ خانعٍ وتِيمْ
وما تزالُ ثورةُ الفداءِ
تروي عنكَ رجعَ رعدِنا .. وشدةَ الهزيمْ
ليخرجَ الأولادُ من قصائدٍ كتبتَها
ويُمطرونَ تُربَنا مجداً وأفراحا
وفيضَ صبوةٍ قديمْ

........
بخيلِِنا .. بليلِِنا .. بعشقِنا .. ستبقى
الفارسَ الشجاعَ
والمحاربَ العظيمْ

.....

ولكم من الأخطل الأخير تحية



 توقيع : الأخطل الأخير

رد مع اقتباس