23-08-2008, 06:44 PM
|
|
لماذا لاتدخل الملائكه بيت في كلب او صورة! لماذا لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب أو صورة ؟
فضيلة الشيخ عبدالرحمن السحيم :
ثبت في الحديث الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: ( لا
تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة ) ..
وسؤالي هو :
ما علة هذا الإمتناع من قبل الملائكة ؟ أو بمعنى آخر
لماذا لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب أو صورة ؟
وهل هذا الإمتناع عام لجميع الملائكة ؟ ولماذ بالتحديد
الكلب والصورة ؟
وكيف نوفق بين امتناع الملائكة من الدخول وبين الملائكة
الحفظة الملازمة للانسان في كل أحواله .
وما هو التصوير المقصود بالحديث وهل هو على عموم
التصوير , وكذلك الكلب هل يشمل جميع الكلاب .
والله الموفق .
::
::
::
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
1 – نقل الحافظ ابن حجر عن القرطبي قوله : واختلف في
المعنى الذي في الكلب حتى مَنَعَ الملائكة من دخول البيت
الذي هو فيه ، فقيل : لكونها نجسة العين ، ويتأيد ذلك
بما ورد في بعض طرق الحديث عن عائشة عند مسلم : فأمَرَ
بَنَضْحِ موضع الكلب ، وقيل : لكونها من الشياطين ، وقيل
: لأجل النجاسة التي تتعلق بها ، فإنها تكثر أكل النجاسة
وتتلطخ بها فينجس ما تعلّقت به ، وعلى هذا يَحمِل من لا
يقول أن الكلب نجس العين نَضْح موضعه احتياطا . اهـ .
وأما الصور فلأن تصوير ذوات الأرواح مُحرَّم بل كبيرة من
كبائر الذنوب ، وفيه مضاهاة لِخَلْقِ الله .
فهذه الأشياء تجلب الشياطين ، فلا تدخلها الملائكة !
قال الإمام النووي : قال العلماء سبب امتناعهم من بيت
فيه صورة كونها معصية فاحشة ، وفيها مضاهاة لخلق الله
تعالى ، وبعضها في صورة ما يُعبد من دون الله تعالى ، وسبب
امتناعهم من بيت فيه كلب لكثرة أكله النجاسات ، ولأن
بعضها يُسمَّى شيطانا كما جاء به الحديث ، والملائكة ضد
الشياطين ، ولِقُبح رائحة الكلب والملائكة تكره الرائحة
القبيحة ، ولأنها منهي عن اتخاذها فعُوقِب مُتَّخِذها بحرمانه
دخول الملائكة بيته وصلاتها فيه واستغفارها له وتبريكها
عليه . اهـ .
ومثلها الجرس أو المعازف إذا كانت بصحبة قوم أو ركب أو
كانت في بيت ، لقوله عليه الصلاة والسلام : لا تصحب
الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس . رواه مسلم .
وقُل مثل ذلك في النّغمات الموسيقية في أجهزة الجوال !
فإنها تمنع صُحبة الملائكة .
2 – وهذا الامتناع ليس عاماً لجميع الملائكة ، بل يُستثنى
منه الْحَفَظَة والكَتَبَة .
أما التحديد بالكلب والصورة فلأنها غالب ما يُقتنى ، وإلا
فإن الحديث أيضا جاء بالنص على الْجَرَس ، كما تقدّم
3 – أما الجمع بين عدم دخول الملائكة وبين ملازمة الحفظه
، فقال النووي : وأما هؤلاء الملائكة الذين لا يدخلون بيتا
فيه كلب أو صورة فهم ملائكة يطوفون بالرحمة والتَّبريك
والاستغفار ، وأما الحفظة فيدخلون في كل بيت ولا يفارقون
بنى آدم في كل حال ، لأنهم مأمورون بإحصاء أعمالهم
وكتابتها . اهـ .
ولعله من الملحوظ كثرة المشكلات الزوجية ، وهذا لا شك أنه
راجِع إلى سلب البركة من تلك البيوت بما فيها من
الشياطين حين لم تدخلها الملائكة .
وهذا بخلاف بيوت أهل الإيمان التي عُمرت بِذِكر الله والصلاة .
ولذا قال عليه الصلاة والسلام : لأنس بن مالك : يا بني إذا
دَخَلْتَ على أهلك فَسَلِّم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك .
رواه الترمذي .
وقال عليه الصلاة والسلام : إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده
فليجعل لبيته نصيبا من صلاته ، فإن الله جاعل في بيته من
صلاته خيرا . رواه مسلم .
4 – المراد بالكلب غير ما أُذِن فيه ، وبالصورة صور ذوات
الأرواح .
قال الخطابي : المراد بالكلب غير ما أُذِن في اتخاذه
وبالصورة ما فيه روح . اهـ .
والله تعالى أعلم .
منقول للافاده |