22-08-2008, 12:40 AM
|
| |
أطفال المحارم
مساءكم شوق إن كان مساءً
وان كان صباحاً فصباحكم تفاؤل
*
*
قبل أسبوع
كنت ذاهبة للسوق
وفي وقت انتظاري حين العودة
جلست فترة ما يقارب الـ نصف ساعة
في هذا الوقت
كان يتجول حولنا
أولئك الأطفال الذين يحملون بضاعاتٍ بسيطة
ربما لو باعها كلها لم تسد رمق تعبه طوال اليوم
*
*
طفل
يمسح أطراف القوايل عن جبينه
يبعد الشمس ويطاردها بيدينه
*
*
أشاهد ذلك الطفل الذي يُمسك ظهره
من التعب
ويجلس جانباً كي يرتاح قليلاً
ثم يعود للمتاجرة ببضاعته
*
*
طفل
طفل لكن كان بارع
مات ابوه وجا مكانه
*
*
وأشاهد طفلاً
يخرج من جيبه ورقة اختبار
مادة الرياضيات
ليراجع خطأه في الاختبار
مددتُ يدي له وطلبتُ منه أن يريني إياها
لقد كان ينقصه نصفُ درجةٍ فقط
*
*
طفل
طفل أحزانه معالم
طيب وسمح ومسالم
*
*
وأشاهد
طفلاً يُشع وجهه براءة
يكاد قلبي يتفطر لحاله
لكني
أرى بين عينيه
عزيمة ربما تفوق الجبال
وكأنه يوبخني على هذا الشعور الذي انتابني
*
*
طفل
يمشي ويطوح بصوته
يبغى قوت أمه وقوته
المحارم المحارم المحارم*
*
حين أشاهد هذا الطفل
لا ينتابني شعور الشفقة
بل تنزل من عيني دمعة أرسلها لربي بدعوة له
بأن يفتح له أبواب رزق
*
*
حين أشاهد هذا الطفل
وددتُ بأن كل الآباء والأمهات
يربوا أبنائهم على الاعتماد على النفس
بدلا من تسهيل كل شي لهم
*
*
كثيرةٌ هي المشاهدات التي تقتطفها ذاكرتنا
لهؤلاء الأطفال
الذين رغم حاجتهم
إلا أنهم امتنعوا عن سؤال الناس
عزةً وعلواً في أنفسهم
أطفال
سماهم
فهد المساعد
بأطفال المحارم
ووصفتهم أنا
برجال العزة
*
*
عزيزي / عزيزتي
أتمنى منك المرور هنا
بمشاهد التقطتها ذاكرتك لهؤلاء الأطفال
الذين تأبى أنفسهم مد أيديهم لسؤال الناس
ويصرون على العمل
مهما كان
دام أنه في محيط الشرف
وبناءً على ذلك المشهد
صف لي شعورك تجاهه
*
*
بقلمي
شاركني بإبداعه
فهد المساعد
|