21-08-2008, 12:53 PM
|
| |
رد: برنامج كلمة مضيئة
13/04/2006
فضيلة الشيخ عبد الحميد البلالي - الكويت .
مفهوم القوة
( خطوات التحرر من القيود ) ( تحدي السلبية )
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن سار بهديه واستن بسنته وجاهد بجهاده إلى يوم الدين اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبينك ومن طاعتك ما يبلغنا به جنتك ومن اليقين ما يهون علينا مصيبات الدنيا ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعله وارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا إخواني الأحبة أخواتي الفاضلات نرحب بكم مع حلقة جديدة من حلقات كلمة مضيئة وما زال الحديث متصلاً عن القوة ونتحدث اليوم عن الخطوة الثانية عشر من خطوات التحرر من القيود حتى نكون أقوياء تحدي السلبية والتحدي نوعان نتحدى عيوبنا وسلبياتنا الذاتية ونتحدى مشاكلنا الخارجية كيف نتحدى السلبيات الذاتية لا يوجد إنسان معصوم لا يوجد إنسان خالي من العيوب ولا يمكن أن نكون أقوياء ونحن مثخلون بالعيوب ولا بد من التخلص من العيوب هذه الأجساد وهذه النفوس حتى تكون مهيأة لدخول الجنة لا بد أن تتخلص من العيوب لا نستطيع أن نلتقي ونقوى ونكون أقوياء مادامت فينا العيوب لا بد أن نكون نمتلك الجرأة للتخلص من هذه العيوب كيف نتخلص من عيوبنا يجب أن نتذكر أن هذه العيوب تعوقنا للوصول إلى الجنة تعوقنا لقبول الناس لنا ولقبول كلماتنا هؤلاء الناس لا تصل إليهم كلامات الوحي ولا تدخل قلوبهم إلا من إنسان استطاع أن يتحايل عليهم لإيصال كلمات الوحي إليهم بالكلمة الطيبة بالابتسامة بالتعامل الراقي ما فائدة أن يكون لي لحية وثيابي قصيرة وأنا عنيف أسب وأشتم وأعيب على الناس وأغتابهم هذه كلها معاصي هذه عيوب يجب التخلص منها يجب أن أجلس مع نفسي جلسة محاسبة كما كان يقول عمر رضي الله عنه حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزينوا أعمالكم قبل أن توزنوا فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل نحاسب أنفسنا ماذا نسمع أنفسنا ما هي عيوبنا وهذه صفات النفس اللوامة أن يلوم الإنسان نفسه ماذا أردت بكلمتي ماذا أردت بفعلتي لو كنت قلت كلاماً أو كلمة غيرها أما كان أفضل لو كنت قد فعلت فعلاً غير ذلك الفعل أما كان أفضل إذاً يجب أن أحصر عيوبي أجلس مع نفسي وأضع ورقة وأدون بها عيوبي العيب الأول أنني لا أصلي في المساجد أو أنني أحضن جميع الصلوات في المسجد ماعدا صلاة الفجر والعصر العيب الثاني أن صلتي لأرحامي قليلة العيب الثالث أني شديد الغضب العيب الرابع أنني محب للمال كثيراً جداً العيب الخامس أنني قد ألقيت جميع التبعة في تربية أبنائي على زوجتي العيب السادس أني دائماً أضرب أبنائي عيوب كثيرة وهنا أجلس أفكر كيف أضع الحل لكل عيب على سبيل المثال صلاة الفجر لماذا لا أصحوا لصلاة الفجر اذكر نفسي أن من صفات المنافقين أنهم لا يحضرون صلاة الفجر وكان الصحابي رضي الله عنهم يقولون كنا نعرف المنافقين من صلاة الفجر والعصر وأتذكر أيضاً لعلاج هذا العيب فيني أنه كما يقول النبي صلى الله عليه وسلم من صلى العشاء في جماعة فكأنما أقام نصف الليل ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله أيضاً من العلاجات لهذا العيب على سبيل المثال أيها الإخوة والأخوات أنني أتعشى مبكراً أو أنني أكتفي بعشاء يعني خفيف سلطة أو فواكه وأترك الشيء الثقيل اللحوم والرز وغيرها من الأمور أن أوصي بعض أصحابي يتصلوا بي بالهاتف أو أضع منبهين لينبهاني للقيام لصلاة الفجر وهكذا أبذل جميع ما أستطع وكذلك الدعاء ادعوا قبل أن أنام أيضاً العلاج الثالث أنني أنام مبكراً حتى أشبع نوم فأقوم يعني بكامل صحتي وقدرتي إذاً هذه أسباب أما أني أسهر على التلفزيون حتى الساعة الثالثة أو الثانية ثم أنام وأريد أن أصحوا لصلاة الفجر هذا صعب جداً أنت كتلة من الأعصاب والعروق وتحتاج إلى راحة أن لا أتعشى أملئ كرشي وأكل أثقل الأشياء ثم أريد أن اصحوا هذا صعب جداً أو أنني أعصي وأريد أن أصحوا الصحوة لصلاة الفجر توفيق من الله سبحانه وتعالى لا يعطيه إلا طائع ولا تكون هذه المشكلة عندي أعتبر هذا عدم الصحو لصلاة الفجر أنها قضية سهلة جداً وأضحك ملئ شدقي مع أن هذا الصحابة رضي الله عنهم كان عمر رضي الله عنه عندما فاتته صلاة جماعة واحدة مرض كان يعوله الصحابة ولا يعلموا ما به وما هو إلا الألم والحزن الشديد لأنه
لم يحضر صلاة الجماعة هنا نتذكر من ضمن العلاج حديث البخاري حديث الرؤية الذي يلقي فيه النبي صلى الله عليه وسلم أتاني آتيان أي بالمنام فقالا لي انطلق انطلق فانطلقت معهما حتى مررنا على رجل مستلقي على قفاه وأخر بيده حجارة يرمي بها على رأسه يضربه على رأسه فينفجر رأسه أي ينشق رأسه ثم تتهادر الحجارة أي تتفتت ثم يجمعها فتكون حجارة فيرجع إليهم مرة ثانية ويضربه على رأسه وبعد أن شاهد عدة مشاهد في هذه الرؤية يقول للملكين من هؤلاء الذين مررنا بهم فيقولوا عن الأول هذا الذي كان يضرب بالحجارة هذا هو الرجل الذي أعطي القرآن فرده ونام على الصلاة المكتوبة أيها الإخوة والأخوات هذا لم يترك الصلاة إنما نام كما يقول الإمام ابن القيم هذه عقوبته في القبر إلى يوم القيامة فلنتقي الله ولنصحوا لصلاة الفجر هذه فقط مثال لعلاج عيب واحد من العيوب الداخلية ثم انظر إلى العيوب الخارجية ما هي العيوب الخارجية هناك عندي مشاكل مع المسؤول في العمل كيف أعالج هذه المشكلة راتبي قليل في المكان الفلاني عندي مشاكل مع الناس أعالج هذه الأمور وأضع لها علاجات وإذا كان السبب مني أنا أعالج هذا السبب وهكذا أتحدى السلبية ودائماً يكون يعني رائدي في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم ما كان الرفق في شيء إلا زانه ما أغير بالعنف ما أغير بالشدة إنما أغير بالهدوء كل شيء بالرفق الله سبحانه وتعالى يعني يبارك فيه لأنه دائماً العنف يولد نقصاً في حرياتنا إذا كنا نريد الجرأة نريد أن نكون جريئين في تحديد سلبياتنا كن جريء في تحديد سلبياتك ولكن لا تكن عنيفاً في تغيير نقصك بالهدوء والتدرج هذه نفس بشرية هذا ليست يعني طابور مزال ويوضع هذه نفس تغييرها يحتاج إلى هدوء وروية إن هذا الدين عميق فأوغلوا فيه برفق وما شاد الدين أحد إلا غلبه نريد بالهدوء نغير سلبياتنا ونغير عيوبنا ثم نتجه وننطلق إلى الأمر الأخر ثم يجب علينا أن نهيئ أنفسنا أن نتقبل النصح هذه كانت عادة الصحابة رضي الله عنهم كان يذهب بعضهم إلى بعض ويقول يا أخي هل ترى فيني عيب امتثال لحديث النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن مرآة أخيه اذهب إلى أخيك اذهب إلى أختك في الله أنت مرآتي ماذا ترين فيّ عيوب للأسف الآن أصبح الناصح هو أكره الناس مكروه الناصح أصبح مكروه والذي يسكت عن عيوبنا هو أصبح المحبوب الذي يجامل ويداهن ويغض الطرف عن عيوبنا ولا ينصحنا أصبح هو المحبوب بينما كلمة النصيحة لها معاني جميلة جداً فالعسل المنصوح أي الذي ينقى من الشوائب فالناصح ينقيك من العوائق التي تعيقك عن الوصول إلى الجنة فهذا يجب أن يكون أحب الناس إليك لأنه يبعد عنك العثرات ويبعد عنك العوائق حتى تصل الجنة بسهولة فهذا أحب الناس إليك ولكن للأسف الشديد أصبح الناصح مكروه ونستمع ماذا يقول عمر رضي الله عنه رحم الله امرئ عمر المبشر بالجنة الفاروق يتواضع ويقول رحم الله امرئ أهدى إليّ عيوبي كأنه يبين ويصور نصيحة كأنها هدية تهدى له وكان عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه قد عين رجلاً اسمه عمر ابن المهاجر يقول له يا عمر إذا رأيتني حدت عن الطريق فغزني وقلي ما لك يا عمر وكان الصحابة يقول بعضهم لبعض تعال نؤمن ساعة أي تعال نتذكر الآخرة ويبين كل منا عيب الأخر يجب أن نتساعد ونتعاون لتنقية كل منا للأخر من العيوب حتى نرتقي إلى عالم القوة بإذن الله تعالى إخوتي الأحبة أخواتي الفاضلات نرجو أن نراكم على خير دائماً أنقياء من غير عيوب نتناصح ما بيننا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على قبول النصح وعلى إعانتنا على نصح الآخرين نلقاكم على خير دائماً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0
|