عرض مشاركة واحدة
#5 (permalink)  
قديم 21-08-2008, 12:49 PM
أديم السماء
.:: مشرفة سابقة ::.
أديم السماء غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 2823
 تاريخ التسجيل : 21-08-2008
 فترة الأقامة : 6321 يوم
 أخر زيارة : 26-05-2012 (02:17 PM)
 المشاركات : 688 [ + ]
 التقييم : 1000
 معدل التقييم : أديم السماء عضو الماسي أديم السماء عضو الماسي أديم السماء عضو الماسي أديم السماء عضو الماسي أديم السماء عضو الماسي أديم السماء عضو الماسي أديم السماء عضو الماسي أديم السماء عضو الماسي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رد: برنامج كلمة مضيئة



10/05/2006


فضيلة الشيخ / إبراهيم الدويش


تدبر القرآن / (حصاد اللسان )


الحمد الله وكفى والصلاة والسلام على المصطفى وعلى آله وأصحابه وعباده الذين اصطفى أما بعد ،

معاشر الأخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تدبر القرآن وآية جديدة من آيات هذا الكتاب العظيم من سورة قاف الآية السابعة عشر والثامنة عشر في قول الحق عز وجل ) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَا نِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) ( ق أسمعت أيها الإنسان إنها رقابة شديدة رهيبة تطبق عليك إطباقاَ شاملاَ دقيقاَ لا تغفر من أمرك دقيقاَ ولا جليلا لا تفارقك كثيراَ ولا قليلا كل نفس معدود كل هاجسة محسوبة كل لفظ مكتوب في كل وقت وفي كل حال وفي أي مكان عندها قل ما شئت وحدثي ما شئت وتكلم بما شئت وأعلم أن هناك من يراقب وهناك من يسجل وهناك من يعد عليك الألفاظ ) مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) ( ق إن هذه الآيات لتهز النفس هزا إنها لتثير فيها الخوف فالرقابة سماوية التسجيل والتقيد رباني سماوي وليس تسجيل وتقيد ا لبشر يقول *** عباس رضي الله تعالى عنه في تفسير هذه الآية يكتب كل ما تتكلم به من خير أو شر حتى أنه ليكتب قولك أكلت وشربت وجئت ورأيت حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله فأقر منه ما كان فيه من خير أو شر وألقي سائره يقول *** رجب رحمه الله قد أجمع السلف على أن الذي عن يمينه يكتب الحسنات وأما الذي على شماله يكتب السيئات وآيات القرآن مليئة بمثل هذه المعاني توضح هذه الحقيقة تفسر هذه الآية كما يقول الحق عز وجل ) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَاماً كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُون (12) ( الانفطار ويقول ) أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ( الزخرف (آية:80) ويقول ) وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يوَيْلَتَنَا مَا لِهَـذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً (49) ( الكهف حاضر ومكتوب ومقيد ) وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ( الإسراء (آية:36) ) إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاَتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُواْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (23) يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (24) ( النور من أعجب الأمور قول الحق عز وجل ) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد ( الفجر (آية:14) فإنه تعالى راصد لك مسجل لكلماتك لا يضيع عنده شيء جلا وعلا أما أنت أيها المظلوم أنت يا من تكلم فيك أنت يا من قيل فيك القول والكلام هذه الآية تطمينا لك إن ربك لبالمرصاد لا تخافي لا تجزعي نعم إن الذين أطلقوا ألسنتهم وتكلموا في أعراض لعباد وأكثروا الطغيان والفساد في القيل والقال بالناس ) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَاد ( الفجر (آية:14) ولتزداد أخي المسلم بينة في خطر هذا اللسان وحصاده لكثير من الخيرات أو لكثير من السيئات تأمل هذا الحديث العجيب عن بلال *** لحارث المزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عز وجل رضوانه إلى يوم القيامة نسأل الله الكريم فضله هذه الكلمة الطيبة هذه الكلمة يبخل بها بعض الناس النصيحة الأمر بالمعروف النهي عن المنكر يبخل بها البعض من الناس وللأسف وربما العبد يقول هذه الكلمة فيكتب الله تعالى بها رضاه عليه إلى يوم يلقاه وأيضاَ ع** ذلك الكلمة السيئة وإن أحدكم لا يتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فكتب الله عز وجل عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه والحديث أخرجه *** ماجى والترمذي وقال عنه الترمذي حسن صحيح وقال *** كثير وله شاهد في الصحيح أيضا حديث أخر أو قبل ذلك علقمة رضي الله تعالى عنه راوي الحديث يقول كم من كلام مانعنيه حديث بلال *** الحارث فيالله سبحان الله كم ألقي من الكلمات نلقيها هكذا على هوانها في مجالسنا نظن أنها ذهبت أدراج الرياح وهي عندي ربي في كتاب الله لا يظل ربي ولا ينسى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إن العبد ليتكلم بالكلمة يزل أو ينزل بها بالنار أبعد ما بين المشرق والمغرب وفي لفظ عند مسلم يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب أسألك العفو يا ألهي وعن شغل الناس اليوم وعن شغلنا الشاغل سوا الجلوس في المجالس والاستراحات والمنتديات وبث الكلمات والشائعات وكم من كلمة قسمت ظهر صاحبها وهو لا يعلم لا شك أن فساد المجالس اليوم بسبب قلة العلم والإطلاع لو وجد العلم عند الجالسين في مجالسهم لوجدنا أنهم يشغلون مجالسهم في مثل هذه الآيات في

مثل هذه الفوائد في كثير من النكت العلمية الجميلة ولكن لما فقد العلم كان الجهل وكان القيل والقال وأخذ الناس يتحدثون في أمور ربما لا يعرفونها أو في أعراض العباد ويتفقهون ويتشهون وللأسف الحديث في فلان وعلان من الناس ولكن فاقد الشيء كما يعطيه كيف يراد المجالس أن يتحدث فيها عن العلم أو الكلمات النافعة أو استغلال هذه المجالس بالخير وهؤلاء يجهلون ولا يعلمون وهذا ولا شك أثر من آثار الجهل وقلة البركة حيث أصبح العلم اليوم عند الكثير من الناس مصدر رزق فقط دون أن يكون له أثر في نفوسهم وضبط ألسنتهم وللأسف في حديث معاذ رضي الله عنه وأرضاه قال قال له النبي صلى الله عليه وسلم ألا أخبرك بملاك ذلك كله قلت بلا يا رسول قال فأخذ بلساني وقال كف عليك هذا كف عليك هذا فقلت يا نبي الله وإن لمؤاخذون بما نتكلم به قال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوهم أو على مناخرهم إلا حصاد ألسنتهم حصائد ألسنتهم لأن اللسان فعلا يحصد إما الخير أو الشر في حديث سعد *** سعد رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من يضمن لي ما بين لحييه وما رجليه أضمن له الجنة الحيين اللحية والشارب اللسان ومن يضمن لي ما بين رجليه أي الفرج أضمن له الجنة كما روى البخاري في صحيحه وفي أخر حديث سفيان *** عبد الله رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ما أخوف ما تخاف عليا أي شيء أخوف يا رسول الله تحذرني وتنبهني منه فقال صلى الله عليه وسلم قال أخذ بلسانه نفسه ثم قال هذا رواه احمد والترمذي وإسناده وقال الترمذي حسن وصحيح ثم يوجه المصطفى صلى الله عليه وسلم تلك القاعدة الشرعية العظيمة ذلك المعيار الدقيقة لمن اختلطت عليه الأوراق ليقطع الشك باليقين وليسلم من الحيرة والتردد فيقول صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراَ أو ليصمت متفق عليه من حديث أبي هريرة قاعدة رائعة وجميلة إما أن تقول الخير أو تصمت وهذه أيضاَ قاعدة شرعية فيها نجاة من التزمها لأنه لا يصح أبداَ أن يؤذي المسلم إخوانه ولذلك أيضاَ جاءت قاعدة عظيمة جميلة المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده الأحاديث في هذا الباب كثيرة مستفيرة مشهورة لكن كم نحن بحاجة إلى من يرددها بين الفينة والفينة بين الناس كم نحن بحاجة إلى من يذكر الناس بها ويتذكرها هو بنفسه تعالوا لنسمع لأولائك الرجال الذين رووا هذه الأحاديث من السلف الصالح رضوان الله عليهم يوم سمعوها ووعوها وطبقوها نعم طبقوها العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل لا قيمة للعلم إن لم يكن هناك عمل اسمعوا لبعض مواقفهم ذكر الإمام مالك في موطئه عن عمر رضي الله تعالى عنه أنه دخل على أبي بكر وكان أبو بكر يجبد لسانه يجر لسانه بقوة فقال له عمر مه غفر الله لك يا أبا بكر مه فقال أبو بكر إن هذا أوردني الموارد لا إله إلا الله أبو بكر يقول هذا أوردني الموارد قال رجل رأيت *** عباس رضي الله تعالى عنه أخذاَ بثمرة لسانه وهو يقول يخاطب لسانه ونفسه ويحك قل خيراَ تضمن واسكت عن شر تسلم ويحك قل خيراَ تغنم واسكت عن شر تسلم فقال له رجل يا *** عباس مالي أراك أخذ بثمرة لسانك تقول كذا وكذا قال بلغني أن العبد يوم القيامة ليس هو على شيء أحنق منه على لسانه أشد ما يكون الإنسان يوم القيامة غاضب على لسانه على لسانه يتأمل الخطر الذي يعيشه اليوم الكثير منا أخوة الإيمان قال عبد الله *** أبي زكريا عالجت الصمت عشرين سنة فلم أقدر منه على ما أريد وكان لا يدع أحداَ أو لا يدع أحد يغتاب في مجلسه ويقول لهم عن ذكرتم الله أعناكم وإن ذكرتم الناس تركناكم أي هجرناكم وكان الطاووس *** كيسار رضي الله عنه يعتذر من طول السكوت يعني يحاول يقول لإخوانه أنني كثير الصمت وكثير السكوت ويقول أني جربت لساني فوجدته لئيم رضيعا جربت لساني أريد أن أربي نفسي لعلي أن أمسك نفسي ولساني عندما تتحدث المجالس لأن الحديث والكلام شهوة يا أخوة نعم شهوة من أنواع الشهوات فبعض الناس لا يمكن أن يصبر ويتكلم مع أنه قد يكون معذور أمام الله تعالى تلكم في ذلك الأمر أو تحدث في تلك القضية وإن كانت من مهام أو من قضايا أو من فكر تتعرض لها أمة الإسلام فحرياَ به أن يمسك الإنسان عن الكلام خاصة إذا عرف أن نفسه تتشهى في الكلام بمثل هذا ذكر عن الزهد بسنده إلى الحسن أنه قال يخشون أن يكون قولنا حميد الطويل غيبة هو تعريف حميد الطويل قال يخشون أن يكون غيبة وذكر *** سيرين رجلاَ فقال ذاك الرجل الأسود يريد أن يعرف به لم يقل الأسود على سبيل التنقص والازدراء إنما على سبيل التعرف ذاك الرجل الأسود ثم قال استغفر الله إن أراني قد اغتبته وكان عبد الله *** وهب رحمه الله يقول نذرت هنا تربية للنفس هو اجتهاد للنفس هنا وضع منهج لضبط اللسان نذرت أني كل ما اغتبت إنسان أن أصوم يوماَ فأجهدني تعبت فكنت أغتاب وأصوم فنويت أني كل ما اغتبت إنسانَ أن أتصدق بدرهم فمن من حب الدراهم تركت الغيبة لو أننا جربنا هذا وأصبح الإنسان كل ما اغتاب أحد تصدق بريال أو بخمس ريالات لوجد فعلاَ ثمرة لتربية نفسه قال الذهبي معلقاَ على هذا الموقف هكذا والله كان العلماء وهذا هو ثمرة العلم النافع يقول النووي رحمه الله في الأذكار بلغنا أن قيس *** ساعدة وأكثم *** صيفي اجتمعا فقال أحدهما لصاحبه كم وجدت في *** آدم من العيوب قال هي أكثر من أن تحصى والذي أحصيته ثمانية آلاف عيب ووجدت خصلة إن استعملها سترت العيوب كلها خصلة واحدة فقال ما هي قال حفظ اللسان حفظ اللسان قال إبراهيم التيبي أخبرنا من صحب الربيع *** خثيم عشرين عاماَ ما سمع منه كلمة تعاب وقيل له للربيع يا أبا يزيد ألا تذم الناس فقال والله ما أنا عن نفسي براضي والله ما أنا عن نفسي براضي فأذم الناس إن الناس خافوا الله على ذنوب الناس وأمنوه على ذنوبهم صدق رحمه الله فنحن نقول نخشى عذاب الله من فعل فلان ومن قول علان ومن تصرف فلان ولا نخشى من عذاب الله من أفعالنا من أقوالنا نحن المحاسبة للنفس فلنتأمل ولنراجع أنفسنا في أقوالنا وفي كلماتنا هذه النصوص من القرآن والسنة أحوال سلف هذه الأمة تبين حقيقة اللسان وخطورته على العبد وشدة غفلتنا عن مراقبته وكبح جماحه خاصة في الفتن وفي الأحداث فما أجمل أن يربي الإنسان نفسه ولسانه نسأل الله تعالى أن يعيننا على أنفسنا وأن يغفر لنا الزلل والتقصير والخطأ فإن للكلام سقطات وللسان زلات نسأل الله تعالى أن يغفر لنا ولكم أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 0



 توقيع : أديم السماء

رد مع اقتباس