عرض مشاركة واحدة
#1 (permalink)  
قديم 21-08-2008, 02:36 AM
أديم السماء
.:: مشرفة سابقة ::.
أديم السماء غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 2823
 تاريخ التسجيل : 21-08-2008
 فترة الأقامة : 5736 يوم
 أخر زيارة : 26-05-2012 (02:17 PM)
 المشاركات : 688 [ + ]
 التقييم : 1000
 معدل التقييم : أديم السماء عضو الماسي أديم السماء عضو الماسي أديم السماء عضو الماسي أديم السماء عضو الماسي أديم السماء عضو الماسي أديم السماء عضو الماسي أديم السماء عضو الماسي أديم السماء عضو الماسي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي قراءة في صفحة السماء




أخيلة الطفولة
قراءة في صفحة السماء!



كنت أبحث جاهدة عن موضوع مناسب لأجعله محور حديثي في هذه الزاوية..
ومن عجائب أقدار الله ان اتصلت بي صديقة قديمة فتناولت معها اطراف الحديث حتى سألتها عن ***ها البكري (فادي).. فقالت لي بنبرة مسرورة: الحمد لله الذي رد ***ي فادي الى طبيعته!
فسألتها: لماذا ماذا حدث، فقالت: لقد تغيرت حالته النفسية الى درجة خفت عليه فيها من الجنون بعد أن توفي جده (والد والده) والذي كان يحبه كثيرا، فقلت لها: وماذا حدث بعد ذلك قالت: سلكت معه طرقا كثيرة جاءت ثمراتها كما توقعت، فطلبت منها ان توضح لي ماذا فعلت؟ فقالت لي: لن افعل الا اذا قمتِ بزيارتي الآن.. والحقيقة اني انطلقت اليها لأطمئن عليها وعلى حال ***ها ولأعرف منها ماذا صنعت..
فأخبرتني ان ***ها فادي دخل في دوامة حزن طويلة جزعا على فراق جده الحبيب وكانت تظن ان الموضوع سيأخذ دورته الطبيعية وينتهي، ولكن حزن (فادي) على جده أخذ أبعاداً اخرى فأصبح (فادي) كثير الصمت ويحب العزلة كثيرا، وصار سريع التذمر من البيت والمدرسة حتى انه بدأ يشكو من ضعف السمع وصعوبة التركيز.. وبعد عرضه على زملاء المهنة من النفسيين وكذلك على أطباء الباطنة اتضح انه لا يشكو من اي علة عضوية وكل ما هنالك هو تأثر حالته النفسية جراء الحزن العميق!!
وتستمر ام فادي في سرد قصتها فتقول:
اقترحت علي الاخصائية النفسية ان احاول في الفترة القادمة ان أجعل فادي يمارس الاسترخاء حتى يصل الى درجة مقنعةمن الراحة النفسية بعيدا عن ضغوط الحزن والكآبة.
فاقترحت علي الاخصائية عدة طرق قد تصل الى السبعين او الثمانين طريقة وتركت لي الخيار فيما يتناسب مع نفسية فادي وقدراته..
تقول أم فادي: ولكنني اخترت طريقتين رأيتهما افضل ما يساعد (فادي) على الاسترخاء!
الطريقة الأولى هي القراءة في صفحة السماء الجميلة حيث فرشت له فراشا بجانب فراشي في سطح منزلنا لنراقب انا واياه االنجوم المنتثرة على اديم السماء الحالك السواد في الليالي الصافية، وتركته يتأمل هاتيك النجوم حتى يغلبه النعاس وينام، وبعد ثلاث ليال من التأمل والمراقبة الفردية، قرر ان يشاركني الحديث، فالتفت الي وقال: كم عدد النجوم ياماما؟ ولماذا لا نستطيع السفر اليها؟ وأسئلة كثيرة، نسيتها في غمرة فرحي بأن ***ي ترك عزلته وقرر هجر الصمت، ونمنا تلك الليلة وأنا أحمد الله الكريم بمنه وكرمه على أن هداني الى هذه الفكرة، وعندما استيقظت صباحا ذهبت الى احدى المكتبات القريبة: لأشتري لفادي عدداً من الكتب التي تتحدث عن النجوم والمجرات وكم كانت سعادته بالغة بها وقد استفاد كثيرا منها وانشرحت نفسه الطاهرة بعد ان انقبضت حزنا.. فعلا لقد استطاعت ام فادي ان تخرج ***ها من بوتقة الحزن القاتلة والتي بحق استخدمت فيها بعد توفيق الله اولا، انجح الطرق وأفضلها في استجلاب الاسترخاء الروحي والاستجمام النفسي ل***ها، وهي طريقة تعتمد على الفن والإبداع والذي بدوره ينشط الجانب الأيسر من الدماغ والمسؤول عن الإبداع، وتريح الجانب الأيمن من الدماغ والمسؤول عن التفكير والمنطق.


*
*

المصدر
جريدة الرياض

انوار ابو خالد





رد مع اقتباس