عرض مشاركة واحدة
#71 (permalink)  
قديم 25-07-2008, 06:46 PM
بنبونتة
عضو مجالس الرويضة
بنبونتة غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1116
 تاريخ التسجيل : 01-09-2007
 فترة الأقامة : 6678 يوم
 أخر زيارة : 02-08-2011 (11:13 AM)
 المشاركات : 963 [ + ]
 التقييم : 399
 معدل التقييم : بنبونتة مبدع بنبونتة مبدع بنبونتة مبدع بنبونتة مبدع
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رد: اكبر موسوعة للاعجاز العلمي من الكتاب والسنه



وفي قوله تعالى ((فما خطبكم أيها المرسلون، قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين، لنرسل عليهم حجارة من سجيل...)) فقوم لوط إذن من المجرمين بفعلهم الشنيع إضافة إلى إنهم كافرين... فالشذوذ الجنسي هو فعل إجرامي يعاقب الله عليه في الدنيا والآخرة، وليس كما يتشدق به بعض دعاة حقوق الإنسان والماديون وغيرهم من الملحدين (بأنه من حق الفرد وهو حر في تصرفه). إن الشذوذ الجنسي جريمة (كما قرر ذلك القرآن الكريم) ليس فقط لكونه مخالفاً للفطرة البشرية وناقلاً للأمراض الوبائية وفعلاً مضاداً للأخلاق والأديان وغير ذلك من الأسباب التي لا يعترف بها هؤلاء الماديون ولا يؤمنون بها، ولكننا نستطيع دحض دعواهم بالدليل التالي: فإنه لو كان عملهم صحيحاً فإنه سيكون مفيداً للمجتمع! ولكن إذا قمنا بنشره وعممناه على الناس لانقطع النسل الآدمي وهلكت البشرية! لذلك كان هذا النوع من الشذوذ فعلاً إجرامياً بحق وحقيقة وهناك قاعدة لمعرفة أي عمل من الأعمال هل هو خير ومفيد أم هو شر وضار وهي أن نقوم بتعميم هذا العمل على كافة أفراد المجتمع ونرى ما الذي سيحصل من إتباع الناس جميعاً لهذا النوع من العمل فلو قال أُناس أن (الخمر) مثلاً مفيد ونافع ونقوم بتعميم شرب الخمر على كافة الناس صغاراً وكباراً نساءً ورجالاً (لأنه أمرٌ مفيد كما يقولون!) فما الذي سيحصل في هذا المجتمع إنه بالتأكيد ستضطرب الأمور وتقع المشاكل والحوادث التي لا حصر لها وعلى كافة المستويات وتقف عجلة الحياة. كذلك لو عممنا مثلاً (الأمانة) في قوم لعاش الناس ينعمون بالخير آمنين في سربهم لا يكدر عيشهم شيئاً.

وهكذا بالنسبة للغريزة الجنسية التي أنعمها الله علينا لحفظ النسل والذرية فإنه لو استعملت في غير موضعها (كما فعل قوم لوط) لانقطع النسل وتوقفت الحياة وفي ذلك جريمة كبرى ما بعدها من جريمة.

5) وفي قوله تعالى ((بل أنتم قومٌ مسرفون))[19].لماذا اختار الله سبحانه وتعالى كلمة ((مسرفون)) من دون بقية المعاني والكلمات؟! نحن نعلم أن القرآن الكريم هو كلام الله المعجز وكل كلمة ذُكِرَت فيه لها مدلولاتها الخاصة المناسبة حسب الموقع التي ترد فيه علماً أنّ هذه العبارة ((قوم مسرفون)) لم ترد في القرآن الكريم إلاّ بحق قوم لوط وأهل القرية الذين ذكرهم الله في سورة يس بقوله تعالى ((قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قومٌ مسرفون))[20].وجاء في التفاسير معنى قوله تعالى ((بل أنتم قوم مسرفون)) ما يلي:

تفسير الجلالين:متجاوز ون الحلال إلى الحرام.

تفسير ابن كثير:أي عدلتم عن النساء وما خلق لكم ربكم منهن إلى الرجال وهذا إسراف منكم وجهل لأنه وضع الشيء في غير محله.

تفسير القرطبي:نظيره ((بل أنتم قوم عادون))[21]، في جمعكم إلى الشرك هذه الفاحشة. والعادون المتجاوزون لحدود الله وقال ابن بحر: السرف هنا الفساد ومعناه بل أنتم قوم مفسدون.

هذه خلاصة ما ورد من معان في هذه العبارة وكلها صحيحة وتنطبق على قوم لوط وصفة عملهم الشنيع ولكن معاني القرآن الكريم تتجدد ، وكلما تقدم العلم والطب كلما ظهر لنا معاني وحقائق جديدة لم تكن معروفة سابقاً ولذلك وصف الرسول الكريم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام القرآن الكريم بالكتاب "وهو الذي لا تنقضي عجائبه"[22]، أي (لا تنقطع معجزاته وبراهينه وتتدفق غيوبه وعلومه على سائر الأجيال حتى قيام الساعة). والمعنى الجديد لكلمة ((مسرفون)) والذي يُضاف إلى المعاني السابقة التي ذكرها المفسرون جميعاً رضوان الله تعالى عليهم وأجادوا في بيانها هو ما يلي (والله أعلم):

ثبت بالفحص الطبي ومراقبة كمية الجهد البدني والعضلي الذي يبذله الإنسان في عملية الاتصال الجنسي عن طريق فعل قوم لوط (Homo***uality) أن كمية الطاقة المبذولة في هذه العملية هي أضعاف كمية الجهد والطاقة التي يحتاجها الجسم ويبذلها الإنسان في حالة ممارسة الجماع مع زوجته! والتي هي بمعدل مائة سعرة حرارية[23]ومن نافلة القول أنه وجد أيضاً أن كمية الطاقة المبذولة لهذه العملية أيضاً لرجل مع امرأة من غير حليلته (الزنا) تكون ضعف الجهد والطاقة مقارنة مع الزوجة (حليلته) أما في عملية قوم لوط فتكون أكثر من ذلك كما ذكرنا ذلك. وفي ذلك إسراف وتضييع لجهد ولطاقة الإنسان في أمر يستطيع أن ينجزه وبصورة شرعية وراحة نفسية مع حليلته إضافة إلى كسب الثواب والأجر في وضع نطفته في محلها الحلال فقد ورد عن المصطفى صلى الله عليه وسلم قوله في الحديث الشريف "... وفي بضع أحدكم صدقة. قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر، قال صلى الله عليه وسلم: أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر" (رواه مسلم). فإذن الإسراف هنا قد يكون في فقدان الجهد والطاقة وما يؤدي ذلك إلى ضعف الجسم وتدهور الصحة في حالة الاستمرار على هذه العادة السيئة، وكما جاء في قوله تعالى ((وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين))[24]فقد ذكر ابن كثير في تفسيره من قوله تعالى ((ولا تسرفوا)) أي لا تأكلوا حراماً ذلك الإسراف ولما كان الزنا وعادات قوم لوط من المحرمات فهما من الإسراف المعنوي والمادي والصحي ولذلك نعت الله تعالى قوم لوط بالمسرفين. واختار هذه الكلمة الدقيقة المعنى والمغزى والمناسبة لعملهم المخالف للدين والخلق والصحة للفرد والمجتمع.

هذه بعض الاستنباطات الطبية والعلمية من قصة قوم لوط وخصوصية العقوبة التي عاقبهم الله بها ويحتاج الموضوع إلى استنباطات ودراسات أخرى من قبل متخصصين في علوم الأرض (الجيولوجيا) وعلم الآثار والجغرافية وغيرها لبيان الإشارات العلمية الأخرى في قصتهم، لقوله تعالى(وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم))،[25] وقوله تعالى(وإنكم لتمرون عليهم مصبحين، وبالليل أفلا تعقلون))[26].

وخلاصة القول:

أن العبرة النهائية والهامة من قصة قوم لوط ونوعية العذاب الذي وقع عليهم (ومن قصص الأنبياء جميعاً عليهم وعلى رسولنا الصلاة والسلام) أن العقاب في الدنيا والآخرة لكل من يخالف أوامر الله عز وجل وتعاليم رسله وأنبياءه في كل زمان ومكان لقوله عز وجل في محكم كتابه ((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم))[27].

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المصادر والمراجع

1. المعجم المفهرس لألفاظ القرآن العظيم/ محمد فؤاد عبد الباقي. دار الفكر 1401هـ-1981.

2. حجية السنة/ العلامة عبد الغني عبد الخالق. مطبعة منير بغداد 1991.

3. الجامع الصغير/ للعلامة جلال الدين السيوطي. دار الفكر 1981.

4. الجامع لأحكام القرآن/ لأبي عبد الله محمد بن أحمد القرطبي. دار الكتب العلمية 1408هـ-1988.

5. لوائح الصحة الدولية/ المجموعة الأولى/ قانون الصحة العامة/ المرقم (89) لسنة 1981. ملحق رقم (8) وزارة الصحة/ بغداد.

6. زبدة التفسير من فتح القدير/ محمد سليمان الأشقر. ط2، 1988 – وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية/ الكويت.

7. مفردات ألفاظ القرآن/ الراغب الأصفهاني. دار القلم، دمشق، ط1 1996.

8. Leslee Welch's – A H***book for Canally Curious, Truslees of Colombia University (1998).



طبيب استشاري الدكتور محمد جميل الحبّال

طبيب استشاري

وباحث في الإعجاز الطبي والعلمي في القرآن والسنة

الموصل – العراق
_______________ ___



 توقيع : بنبونتة

رد مع اقتباس