24-07-2008, 10:09 PM
|
| |
رد: اكبر موسوعة للاعجاز العلمي من الكتاب والسنه
الضوء والنور بين المعارف الفيزيائية والقرآنية
######
بقلم الأستاذ الدكتور كارم غنيم
رئيس جمعية الإعجاز العلمي للقرآن في القاهرة
أكتشف العلماء حديثاً أن الضوء عبارة عن إشعاع كهرومغناطيسي مرئي في الأطوال الموجية من 4000إلى 8000أنجستروم [ الأنجستروم عبارة عن وحدة قياس طولها 10-10متر] . ويطلق على الموجات الكهرومغناطيسية الأطول (تحت الأحمر Infra red) والأقصر [فوق البنفسجي Ultra violet] ـ مجازاً ـ ضوء، وإن كانت هاتان المنطقتان غير مرئيتين للعين البشرية المجردة (أي غير المستعينة بآلات البصرية ) .
ويشيع المنبع [المصدر] الضوئي في الأحوال العادية ضوءاً متعدد الموجات، كل موجة بجانب الأخرى، لينتج ما يسمى [ الإشعاع Radiation] وتبلغ سرعة انتشار الضوء ثلاثمائة ألف كيلومتر/ثانية (3×108متر /ثانية)، وهو حين يمر بمادة ما تقل سرعته عنها في الفراغ.
وتحدث ذبذبات الضوء عادة في جميع الاتجاهات العمودية على اتجاه انتشار الضوء، أما إذا حدثت الذبذبات في اتجاه واحد فقط (عمودياً على اتجاه الانتشار) وصف الضوء بأنه [ مستقطب Polarized] .
وإذا سقط الضوء على مادة ما فإن جزءاً منه يرتد [ ينعكس ـ Reflect]، وجزءاً آخر يختفي [ يمتص Absorbed] .
ونتيجة لاختلاف سرعة الضوء عند مروره خلال وسطين مختلفين يحدث انكسار (Reflection) عند الحد الفاصل بينهما. وهناك أيضاً ظواهر تحدث للضوء، مثل : التشتت والانحناء والتداخل وغيرها، وهي مشروحة في الكتب المتخصصة التي تدرس للطلاب في المعاهد التعليمية.
وعند سقوط الضوء على مادة ما، فإنه لا يمدها بالطاقة فقط، وإنما يمدها أيضاً بـ " دفع " وبالتالي فهناك ضغط يقع على المادة نتيجة سقوط الضوء عليها، ويسمى " ضغط الإشعاع " أو " ضغط الضوء" ، وأما حاملات الطاقة والدفع في موجات الضوء فهي [ الفوتونات الضوئية Photons].
ومن الضوء نمط يسمى " الضوء البروجي "، وهو عبارة عن ظاهرة ضوئية خافتة في سماء الليل، وتمتد بطول دائرة البروج، وألمع أجزاء الضوء البروجي الخارجي هما ضوء الصباح الرئيسي، وضوء المساء الرئيسي، ويمتد كل منها حتى مسافة 90درجة من الشمس، وبالتالي فإننا نراهما لوقت طويل قبل شروق الشمس وبعد غروبها.
وضوء السماءوتطلق (الموسوعة الفلكية لفظة " السماء " على الغلاف الجوي للأرض ) هو لمعانها الجوي الأرضي .. وهناك ما يسمى " الضوء القطبي "، وهو ظاهرة ضوئية تحدث في حيز حلقي في معظم الأحيان من المنطقتين القطبيتين للغلاف الأرضي، وتعرف بكل من: ضوء الشمال، وضوء الجنوب.
وتعتبر الشمس وغيرها من النجوم مصادر طبيعية لانبعاث الضوء ذاتياً، حيث يحدث الإحساس بالرؤية للأجسام " في ذاتها " مثل: الأقمار والكواكب عندما يسقط عليها هذا الضوء، ثم يرتد أو يتشتت وتستقبله عين الإنسان (أو الحيوان) أو أي جهاز بصري للتصوير أو الرصد.
ورد الضياء بصيغة الفعل في عدة مواضيع بالقرآن العظيم، نذكر منها قول الله تعالى : (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ {17} صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ )[سورة البقرة].
تأتي هذه الآية الفيزيائية في معرض كشف معايب المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن يرد التعرف على جوانب الموضوع بالتفصيل عليه الرجوع إلى النص ابتداءً من الآية الثامنة وإلى الآية العشرين من سورة البقرة، وهي الآية التي يقول الله تبارك وتعالى فيها: (يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[سورة البقرة].
ولقد أفاض الفخر الرازي (في التفسير الكبير) في شرح العديد من المسائل المتعلقة بالآية [17]، وفيما يلي تجتزئ بعض ما عرضه لإجلاء جوانب في هذه الآية، والتي نود أن نبرز ما يوفق الله سبحانه في إبرازه من جوانب علمية بها .. يطرح الفخر في إحدى مسائله ثلاثة أسئلة هي:
1] ما وجه التمثيل بمن أعطى نوراً ثم سُلب ذلك النور منه، مع أن المنافق ليس له نور.
[2] إن من استوقد ناراً فأضاءت قليلاً، فقد انتفع بها وبنورها ثم حرم، فأما المنافقون، فلا انتفاع لهم البتة بالإيمان، فما وجه التمثيل؟
[3] إن مستوقد النار قد اكتسب لنفسه النور، والله تعالى ذهب بنوره وتركه في الظلمات، والمنافق لم يكتسب لنفسه النور، والله تعالى ذهب بنوره وتركه في الظلمات، والمنافق لم يتكسب خيراً وما حصل له من الخيبة والحيرة فقد أتى بهما من قبل نفسه، فما وجه التشبيه؟
وكان من أجوبة الفخر الرازي عرض قول للسدي، وهو :إن أناساً دخلوا الإسلام عند وصول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ثم إنهم نافقوا بعد ذلك، والتشبيه ها هنا في نهاية (غاية) الصحة، لأنهم بإيمانهم أولاً اكتسبوا نوراً، ثم بنفاقهم ثانياً أبطلوا ذلك النور ووقعوا في حيرة عظيمة، فإنه لا حيرة أعظم من حيرة الدين.. وإن لم يصح ما قاله السدي، بل كانوا منافقين من أول أمرهم، فها هنا تأويل آخر ذكره الحسن ـ رحمه الله ـ وهو أنهم لما أظهروا الإسلام فقد ظفروا بحقن دمائهم، وسلامة أموالهم عن الغنيمة، وأولادهم عن السبي .. وعد ذلك نوراً من أنوار الإيمان ولما كان ذلك ـ بالإضافة إلى العذاب الدائم ـ قليلاً، قدرت شبههم بمستوقد النار الذي انتفع بضوئها قليلاً !!
وصلاً بما بدأناه من مسائل الفخر الرازي في ( التفسير الكبير) حول الضياء والنور والنفاق والمنافقين وأوجه تشبيه وضرب المثل، فهو يقول في إحدى المسائل : فأما تشبيه الإيمان بالنور، والكفر بالظلمة، فهو في كتاب الله تعالى كثير، والوجه فيه أن النور قد بلغ النهاية في كونه هادياً إلى المحجة، وإلى طريق المنفعة، وإزالة الحيرة، وهذا حال الإيمان في باب الدين، فشبه ما هو النهاية في إزالة الحيرة، ووجدان المنفعة، في باب الدين بما هو الغاية في باب الدنيا، وكذلك القول في تشبيه الكفر بالظلمة، لأن الضال عن الطريق المحتاج إلى سلوكه، لا يرد عليه من أسباب الحرمان والتحير أعظم من الظلمة، ولا شيء كذلك في باب الدين أعظم من الكفر، فشبه الله تعالى أحدهما بالآخر.
ويواصل صاحب (التفسير الكبير) طرح الأسئلة وعرض الأجوبة ومنها : هلا قيل : ذهب الله بضوئهم، لقوله تعالى : (فلما أضاءت) ؟ وأجاب بقوله : ذكر النور أبلغ لأن الضوء فيه دلالة على الزيادة، فلو قيل (ذهب الله بضوئهم) لأوهم ذهاب الكمال، وبقاء ما يسمى نوراً، والغرض إزالة النور عنهم بالكلية، ألا ترى كيف ذكر عقيبه (وتركهم في ظلمات لا يبصرون)، والظلمة عبارة عن عدم النور، وكيف جمعها ؟ وكيف نكرها؟ وكيف اتبعها ما يدل على أنها ظلمة خالصة ؟ وهو قوله : (لا يبصرون ) .
يتبع
_______________ ___
|