مجالس الرويضة لكل العرب - عرض مشاركة واحدة

#1 (**permalink**) 25-05-2008, 11:53 PM

كتب - محمد السهلي تصوير - بندر الحرابي
قدم المواطن عبدالله بن سند السمي البقمي شقيق الشيخ فيصل بن سند السمي البقمي الذي عفا عن قاتلي ابنه لوجه الله تعالى شكره إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض والذي وفقه الله تعالى في التأثير على أخيه فيصل عندما تلا عدداً من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية التي تدعو وتحث على العفو والصلح وحجم جزاء اعتاق الرقبة فما بالك باعتاق رقبتين.
تلك الكلمات الأبوية الصادقة والسرد المؤثر لما جاء في كتاب الله تعالى جعلت شقيقي فيصل يعلن تنازله عن قصاص قاتلي ابنه ولوجه الله تعالى راجياً ما عند الله من أجر عظيم ثم تقديراً لوجاهة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي تعجز الكلمات ويعجز اللسان عن إيفاء سموه حقه وعن تعداد مواقفه الإنسانية.

ويضيف عبدالله البقمي: والشكر موصول لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة والذي زار شقيقي فيصل في مركز رضوان بعد الملفى وكان فيصل واضحاً مع سموه بطلبه القصاص ولا غيره ولم ييأس الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الرجل المتواضع في أخلاقه والذي تفاجأت بزيارته الكريمة لي في منزلي باسكان الحرس الوطني في الرياض وبرفقته عبدالله بن ضاوي البقمي والذي شرفني سموه بدخول منزلي وتقديراً لسموه بدأت من ذلك اليوم في محاولة إقناع شقيقي بالتنازل وألححت عليه كثيراً وزرته لهذا الغرض فلم يكن دخول الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز لمنزلي بالشيء الهيّن لدي.. لقد نسيت كل شيء فأصبحت في صف طالبي العفو ومع تلك الجهود لم يعطنا فيصل إلا ترديد أريد حكم الله تعالى ولكني أعرف أخي فهو رجل متدين وزاهد في حياته وبسيط في أموره متوجهاً إلى الله تعالى لا يريد من الحياة إلا الستر والعمل بما يرضي الله تعالى.. تلك الصفات التي أعلمها جعلتني واثقاً بأن فيصل لن يرضى بالقصاص حيث ان نظرته بعيدة ترجو ما عند الله.

ويعلم الله انني لم أعلم بالعفو إلا من خلال عبدالله بن ضاوي البقمي الذي اتصل من الإمارة يبلغني وكم كنت فرحاً وسعيداً لأن أخي فيصل والذي أفتخر به أنا وإخوتي وهو الأب لنا كان عند حسن الظن ورفع رؤوس أبنائه واخوته وقبيلته عندما رفض أكثر من خمسين مليون ريال ورفض جميع الوجاهيات وتنازل بدون ريال واحد وبدون أي شرط وهو ما يزيدنا فخراً أنه تنازل قبل أن يوقفوا في ساحة القصاص كما يفعل البعض الذين يتنازلون في ساحة القصاص لايمانه العميق بأنه انزال المحكوم عليه لساحة القصاص يعتبر موتاً بحد ذاته حتى وان تم التنازل إلا أنه يزيد من معاناة المحكوم عليه نفسياً لهذا رغب ألا ينزلوا إلى ساحة القصاص وأن يتم العفو بالطريقة البسيطة والتي أعلن عنها أمام الأمير سلمان بن عبدالعزيز بموافقة أبنائه الذين تربوا على طاعته وعدم الخروج عن أمره.

ويضيف عبدالله البقمي: نعم كنت حاضراً بجوار أخي فيصل وقت الملفى الذي تجاوز 6آلاف رجل يمثلون مشائخ قبائل المملكة ومحبي فعل الخير وعندما تدافعت الحشود وفي اللحظة التي كنا ننتظر منه ما سيقوله بالرفض أو القبول ارتفع السكر والضغط عنده وتم نقله سريعاً إلى احدى المستشفيات بالطائف ولم يتهرب عن مواجهة تلك الجموع وليست من عادته حيث الوضوح سمته مما أجّل ما كان الجميع ينتظره.. وبعد ذلك تدخل عبدالله بن ضاوي البقمي وزارني عدة مرات وبدأنا كما قلت في إجراء المحاولات ومع ذلك لم نعط أي شيء حتى انني عاهدت سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز تقديراً لدخوله منزلي ووحده فلم يكن معه حاشية أو أعيان.. ذلك التواضع جعلني أعاهده بعمل ما أستطيع وكأن قاتلي ابن أخي هم أبنائي وعاهدت ربي في السر أن أعمل لوجه الله تعالى وليس لمكاسب دنيوية.

وعن أحوال شقيقه فيصل قال: أخي زاهد في الدنيا ولا يملك إلا منزله في رضوان وراتبه البسيط ولا تهمه الدنيا وذلك أحد أسباب رفضه قبول الإغراءات التي تجاوزت خمسين مليون ريال مسجلاً أروع الأمثال في العفو عند المقدرة وبدون مقابل مالي.

وفي الختام أقدم شكري إلى اللواء بندر الخثيلة والعميد سليمان العيد من الحرس الوطني حيث أعمل وكيل رقيب والذين سهلوا لي كثيراً من الأمور حتى أعمل في مسعى الصلح.. وفق الله الجميع وجعل الجنة مثوى فقيدنا ومثوى والده ووالدته واخوته وجميع المسلمين..

والله يجعل ما أقدم عليه فيصل في موازين أعماله الخيّرة انه سميع مجيب..

منقول من جريدة الرياض ليوم أمس الأحد