من وجع الضياعِ بالطرقات
بزغت آلافُ المرايا تناديني
ترى أيها يشبهني ؟
و لأيها تنتمي ملامحي ؟
كانت للمرايا طقوسٌ أدهشتني ..!!
وكأنها في عرضٍ لملكة جمال المرايا .
تتراقص حولي .. تحيطني .. تتجاذب أجزائي .. !!
تغريني ؛ لتمارس فيَّ غروري ، وخداعها .
آه من حيرتي ..
كلٌّ لها بريقٌ خاص ، وشكلٌ مختلف..!!
ترى أيها أجمل .. أيها ستكون لي ؟
سأبدأ بأكثرها بريقاً ؛ ليتني أكون أنا هي .
هرولتُ إليها.
يا للروعة .. ما هذا السحر ؟ وهذا الجمال ؟
قمة الحياة ، ونضارة لم تصبها بعدُ خدوش الزمن ..!!
حاولتُ محاكاة ما أرى ، لكن هيهـــــــــات
أقبلتُ عليها ، فلفظتني .. وهمســـــــت :
هذه لم تعد أنتِ ؛ كـــــــــــــا نت أنتِ ..
اقتربت منها أملا في البقاء داخل إطارها ..
يا للعجب .. تهشمت المرايا على أقدامي ..
وخبت الجميلة بين الحطـــــــــــ ام ،
وسمعتُ همهمة تقول :
أعيدي شبابكِ الماضي ، و اطمسي آثار السنين
إن استطعتِ ؛ سأعود و نحيا خالدين ..
وهنـــــا .. وجدتُ كلَّ المرايا في ذبول تسعى للرحيل
تهالكتُ وفي القلب غصة
ودعتها ؛ لم يعد في العمر باقٍ للمرايــــــا .
لم تعد المرايـــا ترضيني ..!!