21-04-2008, 10:04 PM
|
| |
رد: من جوامع كلام النبي عليه السلام الموجز
و من كلامه الذي لا يشاكل في فصاحته قوله صلى الله تعالى عليه و سلم : [ إياكم و المشاورة فإنها تميت الغرة و تحيي الفرة ] و قوله : [ لا تزال أمتي بخير ما لم تر الأمانة مغنما و الصدقة مغرما ] و قوله : [ رحم الله عبدا قال خيرا فغنم أو سكت فسلم ] و قوله : [ اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع و نفس لا تشبع و قلب لا يخشع و عين لا تدمع ] وقوله : [ هل يطمع أحدكم إلا غنى مطغيا أو فقرا منسيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو الدجال فهو شر غائب ينتظر أو الساعة فالساعة أدهى و أمر ] وقوله : [ ثلاث منجيات و ثلاث مهلكات فأما المنجيات فخشية الله تعالى في السر و العلانية و الاقتصاد في الغنى والفقر و الحكم بالعدل في الرضا و الغضب و أما المهلكات فشح مطاع و هوى متبع و إعجاب المرء بنفسه ] و قوله : [ و تقبلوا لي بست أتقبل لكم الجنة قالوا : و ما هي يا رسول الله ؟ قال إذا حدث أحدكم فلا يكذب و إذا وعد فلا يخلف و إذا ائتمن فلا يخن غضوا أبصاركم و احفظوا فروجكم و كفوا أيديكم ] و قوله [ في بعض خطبه : إلا أن الأيام تطوى و الأعمار تفنى و الأبدان في الثرى تبلى و إن الليل و النهار يتراكضان تراكض البريد يقربان كل بعيد و يخلقان كل جديد و في ذلك عباد الله ماألهى عن الشهوات ورغب في الباقيات الصالحات ] و قوله [ في بعض خطبه و قد خاف من أصحابه فطرة : أيها الناس كأن الموت فيها على غيرنا كتب و كأن الحق فيها على غيرنا و جب و كأن الذي يشيع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون نبوئهم أجداثهم و نأكل تراثهم كأنا مخلدون بعدهم قد نسينا كل واعظة و أمنا كل جائحة طوبى لمن شغلته آخرته عن دنياه طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ] و هذا يسير من كثير و لا يأتي عليه إحصاء و لا يبلغه استقصاء وغنما ذكرنا مثالا ليعلم أن كلامه جامع لشروط البلاغة و معرب عن نهج الفصاحة و لو مزج بغيره لتميز بأسلوبه و لظهر فيه آثار التنافر فلم يلتبس حقه من باطله و لبان صدقه من كذبه هذا و لم يكن متعاطيا للبلاغة و لا مخالطا لأهلها من خطباء أو شعراء أو فصحاء و إنما هو من غرائز فطرته و بداية جبلته و ماذاك إلا لغاية تراد و حادثة تشاد
فإن قيل : إذا كان كلامه مخالفا غيره لكلام غيره في البلاغة و الفصاحة حتى لم يكن فيه مساجلا أيكون له معجزا ؟
قيل له : لو كان هكذا و تحدى به صار معجزا و لايكون مع عدم التحدي معجزا
|