20-04-2008, 08:02 PM
|
| |
رد: " طبت حياً وميتاً يا رسول الله " ( همس الشفايف)  الجزء الثالث والأخير:   1- كيف تكون محبة النبي صلى الله عليه وسلم
أذا كانت النفوس مجبولة على محبه من أحسن إليها ،
فليس هناك إحسان بشري فوق إحسان النبي صلى الله عليه وسلم إلى أمته
إذ كان سبباً في نجاتهم من النار، وإخراجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان ،
ومن هنا فلا غرابة ان يحب المؤمنون نبيهم صلى الله عليه وسلم فوق
محبتهم اموالهم وابنائهم ، وابائهم وامهاتهم ، وهذا واجبُ عليهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
لا يؤمن أحدكم حتى اكون احب إليه من ولده ووالده والناس اجمعين.( متفق عليه) 
بل ان حب النبي صلى الله عليه وسلم ينبغي ان يكون ابر من ذلك حتى يتجاوز
محبه النفس و محبوباتها ، فعن عبد الله بن هشام قال:
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب ،
فقال له عمر : يا رسول الله ، لأنت احب إلي من كل شيء
إلا من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا والذي نفسي بيده ،
حتى أكون احب إليك من نفسك، فقال عمر فإنه الأن والله لانت احب إلي من نفسي.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الأن ياعمر. ( رواه البخاري) إن محبه النبي صلى الله عليه وسلم ليست كلمة تقال فحسب ،
بغير شواهد عمليه ،
فلابد من ظهور آثار محبته صلى الله عليه وسلم على الجوارح ،
إذ كيف يدعي اقوام محبة النبي صلى الله عليه وسلم وهم عاصون له ،
غير متمسكين بسنته مولا لون لأعدائه ، معادون لأوليائه ،
مبتدعون في دينه ما لم يأذن به ،
فمن كان هذا حاله فليس له من محبه رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيب .
ومن علامات محبة صلى الله عليه وسلم : كثرة تذكره وتمنى رؤيته ،
فإن من احب شيئاً اكثر من ذكره ، وقد اشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك ، فعن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من اشد امتي لي حباً ، ناس يكونون بعدي يود احدهم لو راني بأهله وماله . ( رواه مسلم)
ولما احتضر بلال نادت امرأته : وا ويلاه ، اما هو فكان يقول : وا فرحاه :
غداً نلقى الاحبه ، محمداً وحزبه . وكان خالد الكلاعي وهو من
اعلام التابعين لا يأوي إلا ويذكر شوقه إلي الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه
من المهاجرين والانصار ،ويقول : هم اصلي وفصلي،
وإليهم يحن قلبي طال شوقي إليهم ، فعجل ربي قبصي إليك حتى يغلبه النوم !!
فأين شوق المسلمين اليوم إلي نبيهم وحبيبهم صلى الله عليه وسلم ؟
اين هو ؟ لقد غاب عند اكثر العالمين إلا من رحمه الله ،
نعم لقد غاب لان الفكر والقلب قد شغل بالتنافس
في حطام الدنيا حتى قل تذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ، فضلاً
عن الشوق إليه ،فنسأل الله ان يوقظنا من رقده الغافلين .
ومن صور محبة صلى الله عليه وسلم :موالاه أوليائه ومعاداته أعدائه ، قال الله تعالى
{ لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو
أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم
الإيمان وأيدهم بروح منه }المجادلة (22)  وذكر القاضي عياض من علامات حب النبي صلى الله عليه وسلم
حب من احب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وبغض من ابغضه ،
ومعاداة من عاداه ، ومجانبة من خالف سنته وابتدع في دينه ،
واستثقال كل امر يخالف شريعته ومن دلائل محبة صلى الله عليه وسلم :
حب آل بيته وموالاتهم ، وعدم الغلو فيه ،
لقد اوصى النبي صلى الله عليه وسلم بهم فقال
( أذكركم الله أهل بيتي ، أذكركم الله أهل بيتي ، أذكركم الله أهل بيتي ) (رواه مسلم)  وذكر شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله من اصول اهل السنة انهم
(( يحبون اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ويتولونهم ،
ويحفظون فيهم وصية رسول صلى الله عليه وسلم ولكن ينبغى
عدم اللغو فيهم والابتداع في محبتهم ، فقد نهينا عن الغلو والأطراء ،
ولقد جر الغلو في اهل بيت رسول صلى الله عليه وسلم ناساً حتى
اوصلهم إلي ما هو اعظم من مقام النبوة ، بل اوصلوهم إلي مرتبه الإلوهية
والعياذ بالله . ومن دلائل محبة النبي صلى الله عليه وسلم :
محبة اصحابة وعدم انتقاصهم او سبهم كما يفعل كثير من اهل الظلال ، قال تعالي " وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ
وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رضي الله عنهم وَرَضُوا
عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ " (التوبة: 100)
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده ،
لو أن أحدكم انفق مثل احد ذهباً مابلغ مد احدهم ولا نصيفه (متفق عليه) . 
2-من حقوق النبي صلى الله عليه وسلم نصر سنته والذب عن شريعته
ولذلك صور كثيرة منها 
1- نشر سنته صلى الله عليه وسلم وتبليغها للناس:
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( بلغوا عني ولو آيه ) رواه البخاري
2- حفظ سنته وحمايتها من الزيادة والنقصان :
لقولة صلى الله عليه وسلم
( نضر الله امرأ سمع منا شيئاً فبلغة كما سمعه ، فرب مبلغ أوعى من سامع (رواه أحمد الترميذي)
3- عدم الغلو فيه صلى الله عليه وسلم : لقوله صلى الله عليه وسلم
( لاتطروني كما أطرت النصارى ابن مريم.إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله). ( رواه البخاري) 
وقال صلى الله عليه وسلم ( إياكم والغلو في الدين ،
فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين ) (رواه احمد والنسائي وصححه الألباني )  3- صور توقيره صلى الله عليه وسلم كثيرة منها : 1- عدم التقدم بين يديه صلى الله عليه وسلم
لقولة تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ )
الحجرات (1) ويكون ذلك موته بعدم بتقديم السنة
في أمر من الأمور فلتطرح جميع الأراء دونها فإنما تعبدنا
الله تعالى بتباع السنة لا بإتباع الآراء . 
3- عدم رفع الصوت بحضرته صلى الله عليه وسلم لقولة تعالي : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا
لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ )
( الحجرات 2)
ويكون ذلك بعد وفاته صلى الله عليه وسلم بعدم تقديم الآراء
والأقوال على كلامه صلى الله عليه وسلم . 
قال ابن القيم رحمه الله :
وأما الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم وأما الأدب
مع الرسول صلى الله عليه وسلم فالقرآن مملوءٌ به فَرَأْسُ الأدب معه:
كمال التسليم له والإنقياد لأمره وتلقي خبره بالقبول والتصديق دون
أن يُحمِّلَه معارضة
خيال باطل يسميه معقولا أو يُحَمِّلَه شبهة أو شَكا أو يُقدِّمَ عليه آراء
الرجال وزُبالات أذهانهم، فيُوَحِّدَه بالتحكيم والتسليم والإنقياد
والإذعان كما وحَّدَ المُرْسِلَ سبحانه وتعالى بالعبادة والخضوع
والذُّل والإنابة والتوكل. 
3- الدفاع عن شخصة صلى الله عليه وسلم والرد على شبهات المغرضين :
فمن اعظم حقوق النبي صلى الله عليه وسلم على المؤمنين
في هذا العصر التصدي للمغرضين والمنافقين والمنهزمين
والمستشرقين والمستغربين الذين يبثون سمومهم في وسائل الإعلام المختلفة
ووسائل الاتصال المتنوعة ، إيذاءً للمؤمنين ومحاربة لله
ولرسولة صلى الله عليه وسلم ولدينه وأوليائه ،
وقد انتدب النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابة من يكفيه المشركين
مع ان الله قد حفظه فقال من يردهم عنا وله الجنة
( رواه مسلم ) 
وقال لابي قتادة حين كاد النبي صلى الله عليه وسلم ان يسقط
من الراحلة ثلاث مرات وهم نائم وكان
أبو قتادة يدعمه حتى لا يسقط قال له حفظك الله
بما حفظت نبيه (رواه مسلم)  وقال لحسان بن ثابت حين كان ينتدب للدفاع
عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :اهجهم
وجبريل معك ) ( متفق عليه)  وكان قول حسان رضي الله عنه : فإن أبي ووالدتي وعرضي لعرض محمد منكم وقاءُ.  3- مظاهر خاطئة لمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم : إن محبة النبي صلى الله
عليه وسلم ليست في إقامة الموالد، ولا في المآتم
ولا في إنشاء قصائد الغلو والإطراء اوالابتداع في دين
الله تعالى ماليس منه، ثم بعد ذلك يستحسنون هذه البدع بل
ويزعمون انها من دلائل محبه الرسول صلى الله عليه وسلم
وهذا من أعظم الفرى وأقبح الظلال ،ايضاً سب
اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ويلعنون
ابا بكر وعمر ويرمون الطاهرة عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها .  |