عرض مشاركة واحدة
#60 (permalink)  
قديم 17-04-2008, 08:49 AM
محب أكاي
عضو مجالس الرويضة
محب أكاي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 24
 تاريخ التسجيل : 01-11-2006
 فترة الأقامة : 6980 يوم
 أخر زيارة : 06-08-2009 (06:32 AM)
 المشاركات : 215 [ + ]
 التقييم : 235
 معدل التقييم : محب أكاي رائع محب أكاي رائع محب أكاي رائع
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رد: منـبر الجمـــــــــــ ـــــــعـــــة



بر الوالدين


عباد الله
جبلت النفوس على حب من أحسن إليها، وتعلقت القلوب بمن كان له فضل عليها، وليس أعظم إحساناً ولا أكثر فضلا بعد الله سبحانه وتعالى من الوالدين.حيث قرن الله حقهما بحقه، وشكرهما بشكره، وأوصى بهما إحساناً بعد الأمر بعبادته قال الله تعالى : ( وَٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوٰلِدَيْ نِ إِحْسَٰناً ) وقال تعالى : (قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِٱلْوٰلِدَيْ نِ إِحْسَاناً ) فلله سبحانه نعمة الخلق والإيجاد، وللوالدين بإذنه نعمة التربية والإيلاد.
قال الله تعالى : ( وَوَصَّيْنَا ٱلإِنسَٰنَ بِوٰلِدَيْهِ إِحْسَٰناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَٰلُهُ ثَلاَثُونَ شَهْراً ) وقد أوصى الله تعالى بصحبة الوالدين بالمعروف وإن كانا كافرين بل وإن كان يأمران ولدهما المسلم أن يكفر بالله، قال الله تعالى : ( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ , وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) وفي الصحيحين ‏عَنْ ‏ ‏أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ‏ ‏قَالَتْ ‏ قَدِمَتْ عَلَيَّ ‏ ‏أُمِّي ‏ ‏وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏ ‏فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدِمَتْ عَلَيَّ ‏ ‏أُمِّي ‏ ‏وَهِيَ ‏ ‏رَاغِبَةٌ ‏ ‏أَفَأَصِلُ ‏ ‏أُمِّي ‏ ‏قَالَ ‏ ‏نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ)). ولقد جعل النبي  بر الوالدين مقدما على الجهاد في سبيل الله. ففي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود  قال :سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏ ‏أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ قَالَ الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ: بِرُّ الْوَالِدَيْنِ . قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ : الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ ).
عباد الله : إحسان الوالدين عظيم، وفضلهما سابق، تأملوا حال الصغر، وتذكروا ضَعف الطفولة حملتك أمك في أحشائها تسعة أشهر، وهناً على وهن، وعند الوضع رأت الموت بعينيها. ولكن لما بصرت بك إلى جانبها سرعان ما نسيت آلامها، وعلقت فيك آمالها. رأت فيك بهجة الحياة وزينتها، ثم شغلت بخدمتك ليلها ونهارها، تغذيك بصحتها .طعامك درها. وبيتك حجرها. ومركبك يداها وصدرها. تحيطك وترعاك، تجوع لتشبع أنت، وتسهر لتنام أنت، فهي بك رحيمة، وعليك شفيقة. إذا غابت عنك بحثت عنها، وإذا أصابك مكروه استغثت بها. تحسب كل الخير عندها، وتظن أن الشر لا يصل إليك إذا ضمتك إلى صدرها أو لحظتك بعينها. أما أبوك فأنت له مجبنة مبخلة، يعمل ويسعى، ويدفع عنك صنوف الأذى، ينتقل في الأسفار. يجوب الفيافي والقفار، ويتحمل الأخطار بحثاً عن لقمة العيش، ينفق عليك ويصلحك ويربيك. إذا دخلت عليه هش وإذا أقبلت إليه بش، وإذا خرج تعلقت به، ، هذان هما والداك، وتلك هي طفولتك وصباك، فلماذا التنكر للجميل؟ وعلام الفظاظة والغلظة، وكأنك أنت المنعم المتفضل؟!. عن ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ‏ ‏قَالَ أَقْبَلَ ‏ ‏رَجُلٌ ‏ ‏إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ ‏ ‏‏ ‏فَقَالَ أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ ‏ ‏أَبْتَغِي الْأَجْرَ مِنْ اللَّهِ قَالَ : ‏ ‏فَهَلْ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ ؟ قَالَ : نَعَمْ بَلْ كِلَاهُمَا . قَالَ ‏: ‏فَتَبْتَغِي الْأَجْرَ مِنْ اللَّهِ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَارْجِعْ إِلَى وَالِدَيْكَ فَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا . )
عباد الله : إن حق الوالدين عظيم، ومعروفهما لا يجازى، وإن من حقهما محبتهما وتوقيرهما ، روى البخاري في الأدب المفرد أن أبا هريرة أبصر رجلين فقال لأحدهما: ما هذا منك؟ فقال: أبي، فقال: (لا تسمه باسمه، ولا تمشِِ أمامه، ولا تجلس قبله).
ومن برهما الإحسان إليهما بالقول والعمل والحال، كما قال الله تعالى: ( وَبِالْوَالِدَي ْنِ إِحْسَانًا )
ومن حقوقهما الدعاء لهما في الحياة وبعد الممات، قال الله تعالى: ( وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏  أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏قَالَ ‏: ( ‏إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) وعَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏  أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏قَالَ ‏: ( ‏إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرْفَعُ دَرَجَتُهُ فِي الْجَنَّةِ فَيَقُولُ أَنَّى هَذَا فَيُقَالُ بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ ) ‏وعَنْ ‏ ‏أَبِي أُسَيْدٍ ‏ ‏قَالَ ‏: (بَيْنَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏‏ ‏إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ ‏ ‏بَنِي سَلَمَةَ ‏ ‏فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا قَالَ ‏ ‏نَعَمْ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا ‏ ‏وَالِاسْتِغْفَ ارُ لَهُمَا وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا ) حسنه ابن حجر والمنذري
ومن حقوقهما صلة أهل ودهما، ‏عَنْ ‏ ‏عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ ‏ أَنَّ رَجُلًا مِنْ ‏ ‏الْأَعْرَابِ ‏ ‏لَقِيَ ‏‏ ‏عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ ‏ بِطَرِيقِ ‏ ‏مَكَّةَ ‏ ‏فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ ‏ ‏وَحَمَلَهُ عَلَى حِمَارٍ كَانَ يَرْكَبُهُ وَأَعْطَاهُ عِمَامَةً كَانَتْ عَلَى رَأْسِهِ ‏ ‏فَقُلْنَا لَهُ أَصْلَحَكَ اللَّهُ إِنَّهُمْ ‏ ‏الْأَعْرَابُ ‏ ‏وَإِنَّهُمْ يَرْضَوْنَ بِالْيَسِيرِ فَقَالَ ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ ‏ ‏إِنَّ أَبَا هَذَا كَانَ وُدًّا ‏ ‏لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ‏ ‏وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏ ‏ ‏يَقُولُ ‏: ( ‏إِنَّ ‏ ‏أَبَرَّ ‏ ‏الْبِرِّ ‏ ‏صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ )
ومن حقوقهما النفقة عليهما إذا كانا محتاجين للنفقة، وعند الولد ما يزيد على حاجته، قال شيخ الإسلام رحمه الله: "على الولد الموسر أن ينفق على أبيه وزوجة أبيه وعلى إخوته الصغار، وإن لم يفعل ذلك كان عاقًا لأبيه، قاطعًا لرحمه، مستحقًا لعقوبة الله في الدنيا والآخرة".
ومن حقوقهما التواضع لهما وخفض الجناح، قال الله تعالى: ( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ )
ادفع عنهما الأذى فقد كانا يدفعان عنك الأذى. لا تحدثهما بغلظة أو خشونة أو رفع صوت. تخير الكلمات اللطيفة، والعبارات الجميلة والقول الكريم.تواضع لهما، واخفض لهما جناح الذل رحمة وعطفاً وطاعة وحسن أدب، لقد أقبلا على الشيخوخة والكبر، وتقدما نحو العجز والهرم بعد أن صرفا طاقتهما وصحتهما وأموالهما في تربيتك وإصلاحك. هذه بعض الحقوق التي افترضها الله عليكم لوالديكم، ولا يظن من وفقه الله في القيام ببعض الحقوق أنه قد قام بما عليه، وقد جزى والديه حقهما، ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏  : (‏ لَا ‏ ‏ يَجْزِي ‏ ‏وَلَدٌ وَالِدًا إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ). وقال رجل لعمر بن الخطاب  : إن لي أماً بلغ منها الكبر أنها لا تقضي حوائجها إلا وظهري لها مطية، فهل أديت حقها؟ قال: لا. لأنها كانت تصنع بك ذلك وهي تتمنى بقاءك، وأنت تصنعه وأنت تتمنى فراقها، ولكنك محسن، والله يثيب الكثير على القليل.
ورأى ابن عمر رضي الله عنهما رجلاً يمانيًا بالبيت، قد حمل أمه وراء ظهره، وهو يقول: إني لها بعيرها المذلل ثم قال: يا ابن عمر، أتراني جزيتها؟ قال: (لا، ولا بزفرة واحدة). أي: من زفرات الولادة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّـٰهُ وَبِٱلْوٰلِدَيْ نِ إِحْسَـٰناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَٱخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلّ مِنَ ٱلرَّحْمَة ِ وَقُل رَّبّ ٱرْحَمْهُم َا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيرًا رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِى نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَـٰلِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلاْوَّابِينَ غَفُوراً )


>




رد مع اقتباس