عرض مشاركة واحدة
#1 (permalink)  
قديم 07-04-2008, 01:22 AM
عادل عبد المنعم
::V I P::
عادل عبد المنعم غير متواجد حالياً
Egypt     Male
لوني المفضل Black
 رقم العضوية : 1234
 تاريخ التسجيل : 09-09-2007
 فترة الأقامة : 6106 يوم
 أخر زيارة : 15-06-2021 (11:32 PM)
 العمر : 78
 الإقامة : القاهره
 المشاركات : 1,206 [ + ]
 التقييم : 1450
 معدل التقييم : عادل عبد المنعم عضو الماسي عادل عبد المنعم عضو الماسي عادل عبد المنعم عضو الماسي عادل عبد المنعم عضو الماسي عادل عبد المنعم عضو الماسي عادل عبد المنعم عضو الماسي عادل عبد المنعم عضو الماسي عادل عبد المنعم عضو الماسي عادل عبد المنعم عضو الماسي عادل عبد المنعم عضو الماسي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي اعجاز لفظى فى سورة الكهف



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

في سورة الكهف يتحدث المولى عز وجل عن العبد الصالح و سيدنا موسى عليه السلام فيتكرر اللفظ : فأردت أن أعيبها ، فأردنا أن يبدلهما ربهما ، فأراد ربك أن يستخرجا..
فما الفرق بين إضافة الضمائر المتصلة إلى الفعل في كل حالة ، مع أن إرادة الله هي المسيطرة في كل الأحوال ؟ .



بسم الله، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
يقول الدكتور: السيد صقر، المدرس بجامعة الأزهر:

وردت ضمائر الإرادة في قصة موسى والعبد الصالح الشهير بـ (الخضر ) ـ عليهما السلام ـ في سورة الكهف مختلفة في المواضع الثلاثة في قوله تعالى :
( أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا * وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا * فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا * وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًاِ )الآيات 79 ـ 82 .

ففي خرق السفينة قال : ( فأردت )، وقال في قتل الغلام: (فأردنا ) ، بينما قال في إقامة الجدار: ( فأراد ربك ).

والسر في ذلك أن العبد الصالح الذي آتاه الله رحمة من عنده وعلمه من لدنه علما تأدب في حديثه مع نبي الله موسى ـ عليهما السلام ـ عن موسى وعن الله تعالى،فنسب تعييب السفينة إلى نفسه دون أن ينسبه إلى موسى، ثم نسب إرادة تبديل الغلام الكافر بآخر خير منه إلى نفسه وإلى موسى عليه السلام ؛ لأن هذا التبديل محبوب إلى سيدنا موسى عليه السلام أيضا، بينما نسب بلوغ الغلامين اليتيمين واستخراجهما كنزهما إلى الله تعالى لأنه خير محض مستقبلي غلب على ظنه أنه لن يحضره، بخلاف استبدال الغلام فقد حضر وباشر قتله ، وأضاف الرب إلى ضمير موسى تشريفاً له عليه السلام .

فالسر كله هو تأدب هذا العبد مع نبي الله ، ومع الله تعالى في الخطاب.

قال الإمام القرطبي في تفسيره:

إن قال قائل: كيف أضاف الخضر قصة استخراج كنز الغلامين لله تعالى، وقال في خرق السفينة: فأردت أن أعيبها فأضاف العيب إلى نفسه؟ قيل له: إنما أسند الإرادة في الجدار إلى الله تعالى لأنها في أمر مستأنف في زمن طويل غيب من الغيوب، فحسن إفراد هذا الموضع بذكر الله تعالى، وإن كان الخضر قد أراد ذلك فالذي أعلمه الله تعالى أن يريده.



 توقيع : عادل عبد المنعم

رد مع اقتباس