عرض مشاركة واحدة
#54 (permalink)  
قديم 29-03-2008, 04:02 AM
محمد
ابو رنيم
إدارة الموقعـ
محمد غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
SMS ~ [ + ]
هـــــــــــلا وغـــــــــلا


قدمت أهلاً ووطأت سهلاً نرحب بكم بباقة زهور

يسعدني أن أرحب بكم أجمل ترحيب

متمنياً لكم طيب الإقامة مع المتعة والفائدة

وننتظر منكم الجديد والمفيد


اخوكم محمد
لوني المفضل Blue
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : 17-11-2006
 فترة الأقامة : 6970 يوم
 أخر زيارة : 25-10-2019 (11:21 PM)
 الإقامة : رويضة الاحباب
 المشاركات : 1,885 [ + ]
 التقييم : 176397
 معدل التقييم : محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رد: القاص والروائي (إبراهيم) ضيف كرسي المجالس..





نَسْتأنفُ حوارنا مع شاعرتنا المُبدعة تُقى المُرْسي التي تأخذنا بتساؤلاتها إلى صَميمِ القضايا الأدبية المعاصرة.

* مصطلح الأدب النسائي أو أدب المرأة.. اختلف عليه الكثيرون بين مؤيد ومعارض. فما رأيكَ بمصطلح الأدب النسائي..؟ وإلى أي مدى تؤثر طبيعة المرأة في إبداعها الأدبي..؟

ـ نعم.. هناك جَدَلٌ كثير حول هذا المُصْطَلَح. البعْضُ يَرى أن أدب المرأة له خصوصيّةٌ نابعةٌ من طبيعتها كأنثى. وأنا مع هذا الرَّأي ولكن بإضافةٍ ضروريّة تُكْمِلُ رؤيَتي لطبيعة الإبداع عند المرأة. هناك قضايا عامة وهمومٌ مُشْتَرَكة وأحاسيس يعيشها الرَّجلُ والمرأة معاً باعتبارهما كائنيْن إنْسانيَّيْن يَعيشانِ واقعاً مُحَدَّداً في لحظةٍ تاريخيّة مُعَيّنة وفي مُجتمعٍ له ملامحه المُمَيَّزة وإفرازاته الاجتماعية والفكرية والاقتصاديّة الخاصة به. قضية الحُرِّيّة ـ مثلاً ـ كضرورةٍ وتعبيرٍ إنسانيّ عام عن الوجود، هذه قضية يشترك المُجتمع الإنساني كُلُّه فيها ويلْتَقي عندها رغم فوارق الجنس والعِرْق والدّين والتراث والتاريخ والجغرافيا. لكنها تكتسبُ طَعْماً خاصّاً وملامح مُمَيّزة باختلاف المُجتمعات وخصوصيّة العادات والتقاليد السّائدة بكلّ مُجتمع. مفهوم الحُرِّيّة ـ كمُصْطلح ـ لن يَختلف في عمومياته باختلاف الجنس، فالرّجل والمرأة ـ في عالمنا الثالث ـ يَعيشان القَهْرَ ذاته والقَمْعَ عَيْنه والحرمان نفسه من حرية التعبير والفكر والاعتقاد والتّنَقُّل.. وغيرها من أشكال الحُرِّيّة المكفولة للإنسان في مُجتمعاتٍ أخرى. لكن في التفاصيل ربما يكون هناك اختلافٌ بين تعبير الرجل ـ أدَبِيّاً ـ عن غياب الحُرِّيّة وتعبير المرأة عن نفس الثيمة. لكنْ هناك طبيعة خاصّة للمرأة ومشاعرَ وأحاسيس نابعة من فطرتها وأنوثتها وأمومتها ـ وهي طبيعةٌ تمنحُ إبداعها سماتٍ وملامح مُتَميّزة لا يستطيع الرجل أن يُعَبّرَ عنها بنفس الصِّدق والأصالة والعُمق الذي تُعَبِّرُ به المرأة. تماماً مثلما هناك مشاعر نابعة من طبيعة الرّجل لا تستطيع المرأة أن تُعبّرَ عنها بنفس الحساسية والدِّقّة كما هو الحال عند الرجل. أعتقد أنّ هذه سُنّة الحياة وناموس الطبيعة الذي مَيّزَ عنصري الوجود ـ الذَّكر والأنثى ـ بميزات تتكاملُ مع بعضها البعض. هذا ما يُمكن تَسْميته بالأدب النِّسائي، ذلك الذي ينبع من طبيعتها كأنثى ويَمَسُّ تفاصيل الأنوثة عند المرأة ومشاعرها وأحاسيسها. على سبيل المثال لا الحصْر، هناك مرحلة الانتقال من الصِّبا إلى الرّجولة أو الأنوثة والتي نسميها مرحلة المُراهقة، كتبتُ عنها في أكثر من عَملٍ قصصيّ من منظوري أنا كرجل، وصَوَّرتُ طرفاً من أحاسيسها وهواجسها واضطراباتها في قصة (القِطّ البَرِّي) وقصة (أبْجَديّة الأرض). لكنني لا يمكنني التعبير عن مشاعر وأحاسيس هذه المرحلة عند الأنثى، هنا يتميَّزُ الأدب النّسائي ويكتسبُ ملامحه الخاصّة ووجوده المُتَمَيّز. وهناك قضايا إنسانية أخرى كثيرة يَبْرزُ فيها عطاء المرأة ويَتَميّز بما لا يقدرُ الرّجل على التعبير عنه. الأدب النسائي إذنْ موجود، أو بالأحرى ينبغي أن يكون موجوداً لأنّه يُكملُ فراغاً ويَسُدُّ نقصاً ويضيءُ مجاهلَ على طريقِ الإبداع الأدبي والمعرفة الإنسانيّة. لكن للأسف هناك من يَعْزفُ على هذا المُصْطلح عزْفاً نِشَازاً ونابياً وخارجاً عن معناه الحقيقي، في بعض الكتابات التي يُطلق عليها تعبير "الأدب المكشوف" أو "أدب البورْنو" الذي يجعلُ من الجنس مادّةً وحيدة للكتابة دون عُمقٍ أو صِدْقٍ أو مراعاةٍ لطبيعة مجتمعاتنا وتراثها الديني وقيمها الأخلاقية، بهدف الإثارة والرَّواج ورَفْع أرقام التوزيع لهذه الإصدارات. وقد اطّلعتُ على بعض هذه الإصدارات وهي كتاباتٌ تخلو من أيّ إبداعٍ حقيقيّ وتنبعُ من مواهب غير أصيلة ولا خَلاّقة، ولا يُمكن تصنيفها أو إدراجها ضِمن مُصطلح الأدب النسائي.
بقيت نقطة أخيرة في هذا السياق هي أنه حتى في داخل هذا المُصْطَلَح تتفاوت المقدرة التعبيرية عن طبيعة الأنثى بين كاتبةٍ أو شاعرةٍ وأخرى. على سبيل المثال روايات فرانسواز ساجان تحملُ كلّ عبقها الأنثويّ وهي تَخْتلفُ كثيراً عن كتابات سيمون دي بوفوار التي لا نتَحَسَّسُ فيها هذه المَسْحة الأنثويّة الخاصّة.

أمّا كيف تؤثّرُ طبيعة المرأة في إبداعها فأنا أرى أنّ المرأة ـ بطبيعتها ـ مُبدِعةٌ وخَلاّقة، وهي تَتَمَيّزُ بحساسيتها الفائقة ومقدرتها الفَذَّة على التقاط تفاصيل ودقائق الحياة والتعامل معها بعاطفةٍ جَيّاشة ومشاعر فيَّاضة، وهذه هي أهمّ مقَوّمات الخَلْق والإبداعْ. هناك أيضاً مشاعر الأمومة التي لا يُمكن أن تُضاهيها مشاعرُ أخرى في الوجود والمرأة وحدها من يستطيعُ ترجمة هذه الأحاسيس وتجسيدها أدباً وفَنّاً راقياً.

حوارنا مُتَجَدّد وحديثنا موصولٌ ـ بإذن الله ـ مع شاعرتنا المُبدعة تُقى المُرسي ومعكم.