25-03-2008, 09:45 PM
|
| |
رد: القاص والروائي (إبراهيم) ضيف كرسي المجالس..
حوارنا يتَجَدَّد مع الأخت الكريمة منال أحمد وسؤالها:
* ما حجم الجزء الذي تحتله المرأة من خارطة إبداعك ؟!
ـ المرأة تَحْتَلُّ الحَيِّزَ الأعْظَم ـ دون مُنازع ـ في كُلّ ما كتبته من شِعْرٍ ونَثْر. ولم يكن هذا عن قَصْدٍ أو عَمْد بل كان أمراً عَفَوِيّاً نابعاً من الفِطْرَةِ والطبيعة. فالمرأة ـ في يقيني ـ مَنْبَعُ كُلِّ خِصْبٍ وعطاءٍ وإبداعْ. وهي ماء الحياة الذي يمنحها ويَمْنَحُنا الخضرة والنَّماء والزَّهوَ والجمال. حياةٌ بغير امرأة هي صَحْراء قاحلةٌ جَدْباء لا تُحْتَمَل. لكن للمرأة في داخلي مكانة خاصّة تتجاوزُ حتى مكانتها التقليدية في الواقع. ويرجعُ هذا الإحساس المُتَمَيِّز بقيمة المرأة وجلالها إلى نشأتي الرِّيفيَّة حيث تُعتَبَرُ المرأة ـ على خلاف ما يَعتقدُ بعض أهل الحضَر ـ هي عِمادُ الحياة في البيتِ وخارجه. فهي تَعملُ جَنْباً إلى جَنْبٍ مع الرجل في الحَقْل، وتُرَبي الأولاد وترعاهم وتُدير شؤون البيت. وقد عِشْتُ هذا الزمن ورأيت كيف تكون كلمة الجَدّة هي المَسْموعة والنَّافذة على النساء والرجال معاً.
حين أعودُ إلى ما كتبته من شِعْر أجِدُ المرأة مُسْتأثِرةً بالنصيب الأوفى منه، وفي رواية (ماء الحَياة) تتصَدّرُ المرأة واجهة المَشْهد من خلال "فرْدوس" بطلة الرِّواية وشخصيات نسائيّة أخرى هي صانعة الأحداث وإن توارتْ إلى خلفيّة المشهد. وفي القصة القصيرة تَحْتَلُّ المرأة مَرْكز الدائرة وهي مِحْوَر الأحداث ولُحْمةُ وسداة النسيج القصصي. هي الوطنُ في الغربة، ومنْبَع الخِصْبِ في زَمَنِ الجَدبْ، والرَّمزُ المُشِعُّ والنُّور الهادي في حَلْكة اليأس. وهي زهرةُ الصِّبا ولَمْحَةُ الأملِ في الغَدِ الآتي.
من الشَّخصيّات النسائية التي تتمحورُ حولها الأحداث في القصص القصيرة: نوالْ في قصة (القِطّ البَرِّي)، مَديحة في (رَحِيق الأرْض)، سالي في (بَائعة الوَرْد)، الأمّ في (خُبْز مُنتَصَف العُمْر)، سَلْوى في (نُدْبَة الجُرْح). وغيْرُهُنَّ كثيرْ. |