18-03-2008, 08:37 PM
|
| |
رد: القاص والروائي (إبراهيم) ضيف كرسي المجالس..
لقاؤنا الآن يبدأ مع الأخ الكريم T.U.R.K.E الذي أشكر له حِسَّه الرَّاقي وكلماته الطَّيِّبة وهو يتساءل:
* نسمع هناك روايات وقصص هل كلها صحيحة أم مجرد خيال وكلام كتاب؟
* ما هي آخر قصه كتبتها ؟
ـ القَاصّ أو الرُّوائي يعيشُ في مُجتمعٍ له جغرافيا وتاريخ وملامح مُعَيَّنة وتحكمه علاقاتٌ مُتشابكة ويحتدمُ بأحداثٍ وظواهر اجتماعية كثيرة وتُنْبِتُ أرضه شَخْصِيَّاتٍ لها سماتها المُحَدَّدة وعلاماتها الفارقة. كما أنه يعيشُ أيضاً في عالمٍ يموجُ بالثقافات والحضارات المتعددة ويحْفَل بالأحداث والقضايا والصراعات المختلفة. والقاصّ لا يَختلفُ عن غيره إلاّ في موهبة الخَلْق والإبداع، وهي موهبةٌ تجعل وجدانه حَسَّاساً وقادراً على التأثُّر بكُلّ هذه الأحداث كبيرها وصغيرها والتقاطها وصياغتها من جديد فَنّاً قصصيّاً أو رُوائيّاً. وهو أشبه ما يكون بالنَّحلة التي تمتَصُّ رحيقَ الأزهار وتحيله إلى عسلٍ أو شَهْدٍ سائغ مذاقه. فالفنّ القصصي أو الروائي ـ إذن ـ لا يُولَدُ من فراغ، وإنَّما يَنْبُعُ من الواقع لكنه يتَحَوّلُ إلى كائنٍ حَيٍّ جديد هو نتاجُ التفاعلِ الخَلاَّق بين هذا الواقع وموهبة القاصّ أو الروائي ووَعْيه ومُخَيِّلته وثقافته وقراءاته المُختلفة.
العمل القصصي أو الرُّوائي هو ابن الواقع لكنه ليسَ نقْلاً حَرْفِيّاً منه وإلاّ تَحوّلَ إلى عمل تَسْجيليّ لا فَنَّ فيه ولا أثَرَ له، وإنَّما هو إعادة خَلْقٍ للواقع وصياغته صياغةً فَنِّيَّةً جديدة فيها جمال الفَنِّ وجاذبيّته وتأثيره الطّاغي في العقل والحواسّ والمشاعر والوجدان. ومن هنا تنبعُ أهميَّة الفَنّ القصصي أو الروائي.
ـ آخِرُ قِصَّة كتبتها هي قصّة قصيرة بعنوان (أغنية التَّمّ) وهي ضِمن المجموعة القصصية (مَطر صَيْفي) الموجودة الآن تَحت الطَّبع. |