17-03-2008, 10:45 AM
|
|
×× ضع يدك على قلبك ×× هل جربت ذلك يوماً؟
أن تضع يدك على قلبك وتفكر كيف أن هذه القطعة العجيبة من
جسمك تعمل على مدار الساعة دون توقف إنه تعمل
يومياً . أثناء يقظتك
وأثناء نومك أيضاً . وتغيّر من سرعتها أوتومتيكياً طبقاً
لاحتياجات جسمك وستظل تعمل كذلك على مدى الأيام والشهور
والسنين حتى
الدقيقة الأخيرة من حياتك . دون أن تأخذ إجازة ولو لحظةٍ واحدة ...
هل فكرت يوماً فيما لو كان أمر تشغيل هذه القطعة وتنظيم عملها
موكولاً إليك . مثلاً عن طريق عضلةٍ ما يمكن ضغطها
باليد .
ما الذي يمكن أن يحدث؟
طبعاً ، ببساطة ، ستفشل في تشغيلها وستموت بعد ساعات فأنت
ستتعب قبل ذلك ، وتحتاج أن تغير النبض باستمرار ثم
إنك تحتاج أن تنام
وقبل كل شيء ، أنت تحتاج إلى أن تكون متفرغاً لهذا العمل لأن
أيّ غفلة ستكلفك حياتك وبالتالي لن تستطيع أن تسعى
في طلب رزق أو
دراسة أو عمل .
إن جهاز القلب هذا هو جهاز واحد فقط ، من عشرات الأجهزة
الموجودة في جسم الإنسان ، والتي تقوم بما تعجز عنه
مئات المصانع التي
يديرها البشر ، فهناك جهاز للتبريد في جلد ابن آدم ، وجهاز
للتنفس لاستخلاص الأوكسجين ، والكبد تعمل باستمرار لتنقية
الدم من السموم
، وأجهزة أخرى وأخرى كثيرة ، والتي بدونها لم يكن يمكن لأيّ
إنسان البقاء حياً .
فتأمل ...
أيها المسلم في عظيم نعمة الله علينا ، حيث جعل هذه الأجهزة
تعمل لوحدها دون تدخل منا ، وهذه من الآيات والنعم التي
هي في جسمنا فحسب ، قال ربنا عز وجل ( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) ؟؟ .
فكيف بنعم الله الظاهرة الأخرى علينا من مأكل ومشرب وملبس
وأمان ؟ وكيف بالنعم الأخرى التي لا نراها ؟ بل كيف
بأعظم نعمة على
الإطلاق ، وهي إنعام الله علينا بنعمة الإسلام والهداية ؟ والتي
حرمها كثير من البشر ، مع أنهم ما خلقوا بالهيئة المعجزة
التي خُلقوا عليها
إلا للقيام بهذه النعمة .
إن المتأمل في نعم الله لا يمكنه أن يخرج إلا
بنتيجة واحدة ...
هي أن إنعام الله علينا وفضله يشملنا في كل لحظة من لحظات
حياتنا ، وفي كل حركتنا وسكناتنا .
حقاً ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) !! فهو سبحانه كما أخبر
قد ( أسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ) .
أليس من حق الله علينا بعد كل تلك النعم أن يُطاع فلا يُعصى ،
وأن يُشكر فلا يُكفر ؟
( كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون )
( وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون )
( فكلوا مما رزقكم الله حلالاً طيباً واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون )
فالعجب كل العجب لمن يعلم أن كل ما عنده من النعم هي من الله ،
ثم هو لا يستحي من الاستعانة بها على ما نهى الله
عنه !!
والشكر إنما يكون بامتثال أوامر الله عز وجل ، واجتناب نواهية ،
فشكر الجوارح يكون بأن يستعملها الإنسان في ما
يرضي الله ، وليس
فيما يغضبه .
فالعين لا تنظر إلى ما حرم الله من الصور والعورات .
والأذن لا تسمع ما حرم الله من الغناء والباطل .
واللسان لا يقول ما يغضب الله من الغيبة والفحش .
وهكذا سائر النعم الأخرى من صحةٍ ومالٍ وقوة ، فإنه يجب
توظيفها فيما يرضي الله من صنوف الطاعات كالصلاة
والصدقة وأعمال الخير
والإحسان إلى الخلق وغير ذلك .
ولأن الشكر هو من أعظم القربات إلى الله ، فقد كان من أشد
الطاعات على عدو الله إبليس الذي أقسم أن يصرف جهده
في جعل الناس لا
يشكرون ربهم فقال : ( ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن
أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ) .
إذاً فعلينا أن نحذر من أن نكون مع أكثر الناس الغافلين الذين لا
يشكرون الله ، والذين حالهم كما قال الله .. ( ولقد ذرأنا
لجهنم كثيراً من
الجن والإنس لهم قلوبٌ لا يفقهون بها ولهم أعينٌ لا يبصرون بها
ولهم آذانٌ لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل
أولئك هم الغافلون ) .
ولنحرص أن نكون مع القليل الذين قال الله فيهم ( وقليل من عبادي الشكور ) ..
ولنأخذ بوصية ربنا عزوجل ( بل الله فاعبد وكن من الشاكرين )
كما أخذ بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فقام الليل
حتى تفطرت قدماه
، فلما سُئل : أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر
؟ قال : " أفلا أكون عبداً شكورًا ؟ " .
فماذا نقول نحن المقصرين الذين لا يزال الله ينعم علينا ويرزقنا
ويلطف بنا مع أننا نعصية بالليل والنهار ؟
أفلا نكون ...
عبادا شــــــــاكرين ؟؟؟؟
جعلني الله وإياكم جميعا من عباده الذاكرين الشاكرين المسبحين
أناء الليل واطراف النهار
اللهم آآآآآآآمين |