عرض مشاركة واحدة
#24 (permalink)  
قديم 15-03-2008, 02:07 AM
محمد
ابو رنيم
إدارة الموقعـ
محمد غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
SMS ~ [ + ]
هـــــــــــلا وغـــــــــلا


قدمت أهلاً ووطأت سهلاً نرحب بكم بباقة زهور

يسعدني أن أرحب بكم أجمل ترحيب

متمنياً لكم طيب الإقامة مع المتعة والفائدة

وننتظر منكم الجديد والمفيد


اخوكم محمد
لوني المفضل Blue
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : 17-11-2006
 فترة الأقامة : 6967 يوم
 أخر زيارة : 25-10-2019 (11:21 PM)
 الإقامة : رويضة الاحباب
 المشاركات : 1,885 [ + ]
 التقييم : 176397
 معدل التقييم : محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي محمد عضو الماسي
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي رد: القاص والروائي (إبراهيم) ضيف كرسي المجالس..




عَوْدةٌ إلى حوارنا مع الأخ الكريم والصحفي المبدع محمد السَّهلي:

** أيهما تجد نفسك الأقرب للشعر أم للقصة أم تستهويك الكتابة والغوص في كتب الترجمة ؟

ـ لِكُلِّ تجْربةٍ من التَّجارب شَكلها الأدبيّ الذي يليقُ بها ويَتَواءم معها ويُعَبِّرُ عنها بالأسلوبِ الأمثل. فالشِّعْر والقِصَّة والرواية وغيرها من أجناس الأدب وفروعه ما هي إلاَّ أشْكالٌ أو صِِيَغٌ تَعبيريَّة عن التِّجربة التي تُلِحُّ على وجدان المُبْدع. الشِّعْرُ ـ من وجهة نَظري ـ أكثر ملاءمةً واستجابةً للحالات الانفعالية التي تَغلبُ عليها العاطفة وتجيشُ المشاعر والأحاسيس. والقصَّة القصيرة أكثرَ وفاءً بالموقف أو الفِعْل أو الحَدث اللَّحظي البسيط الذي تلتقطه حواسّ الكاتب ويكون مَشْحوناً بالحركة ومُحَمَّلاً بالمعنى والدِّلالة. أمَّا الرِّواية فهي شَكْلٌ أكثرَ رحابَةً وأطْوَلَ نفساً، مُتَعَدِّدُ الشَّخصياتِ ومُمْتَدٌّ في الزمانِ وأحداثه مُتَعَدِّدة ومُتشَابكةٌ ومُتَّصلة ومُنفصلة معاً، وخيطه الدِّرامي طويلٌ وواصِلٌ بين الأحداث والأزمنة والأمكنة. الرواية تُعطي حُرِّيَّةً أكبر للكاتب، أمَّا القصيدة أو القصة القصيرة فيتطلبان تقَنِيَّةً عاليةً وحسَّاسة قَوامها الإيجاز البليغ والاقتصاد في اللغة والبيان وتوهج الخيال وروْعة الصُّوَر وجِدَّتها والإمساك بخيوط البناء المعماري والمهارة في التشكيل والتعبيرْ.
من هنا فإنه من المُتَعَذِّرِ تفضيلُ جِنْسٍ أدبيٍّ على آخر، تماماً مثلما يستحيل على الأبِ أن يُفاضل بين أبنائه أو بناته، فلكُلِّ جنسٍ أدبيّ سِماته وعلاماته الفارقة ووظائفه الفَنِّيَّة والإنسانيَّة. والتَّجربة التي يعيشها الكاتب أو يختزنها في وجدانه وذاكرته ومُخَيِّلته هي التي تفرضُ شَكلها التعبيريّ الملائم. رواية (ماء الحَيَاة) ـ مثَلاً ـ بدأت كتابتها كقصة قصيرة ثُمَّ تشابكت الأحداث وامتَدَّت خيوطها وتَعَدَّدتْ شَخصياتها حتى اكتملتْ روايةً من خمسة فصولْ. كذلك قصة (فَحْل التُّوتْ) شرعتُ في كتابتها كقصة قصيرة لا يَتَجاوز عدد صَفَحاتها العَشْر صَفحات لكنها طالتْ واستطالتْ حتى اتخذت شَكْل "النوفيلاّ" Novella أي القصة الوسط بين القصة القصيرة والرواية. أمَّا الترجمة فأنا أمارسها كمهنة لكنني ـ حقيقةً ـ لا أستَمتُعُ بها كثيراً، رغم أنَّ جوهرها إبداعيٌّ أيضاً، لكنَّ الشعر والقصة القصيرة والرواية والمقالة تبقى الفَنَّ الأثير الذي يَطيبُ لي المُقَام فيه رغم كُلِّ المُعاناة والمُكابدة في تجسيد الانفعال الحِسِّي أو الفكرة أو الخاطرة أو الحدث أو الموقف أو الحالة الشعوريّة فَنّاً وأدباً مقْروءاً.

لقاؤنا يَتَجَدَّدُ ـ بإذن الله ـ لنكمل حوارنا حول ما تَفَضَّل الأخ الكريم محمد السَّهلي بِطَرْحِه من قضايا وتساؤلاتْ.