15-03-2008, 01:04 AM
|
| |
رد: القاص والروائي (إبراهيم) ضيف كرسي المجالس..
نسْتَهِلُّ حوارنا الآن مع الأخ الكريم والصحفي المرموق محمد السَّهلي الذي تفضَّلَ بباقةٍ من التساؤلات التي تُثري الحوار وتمَسُّ قضايا على قَدْرٍ كبير من الأهمية وهي جديرة بالبحث والنِّقَاش.
** كاتب وشاعر وقاص ومترجم أربع صفات تحملها وقديما قالوا صاحب صنعتين كذّاب (تكرم ). هل يعني جمعك لتلك الصفات عدم مصداقية المثل الشعبي الدارج؟
ـ لا أخي الكريم.. المثل الشَّعْبيُّ صَحيحٌ في جُملته وتفصيله. وهو ما يُقابله في اللغة الإنجليزيَّة مثلٌ شائعٌ أيضاً يقول:
Jack of everything is master of nothing
لكنَّني لا أمتهن صَنْعَتيْن بل صَنعةً واحدة هي صِناعة الأدب ـ إن جازَ التَّعبير ـ والتي ينضوي تحت لوائها الشِّعْر والقصة والرِّواية والمقالة وأدب الرسائل..إلى غير ذلك من أشكال البيان وضروب التعبير. ومع ذلك فأنا لا أحترف الكتابة كمهنة وإنما أعتبرُ نفسي ضَيْفاً خفيفاً على رَوْضة الشِّعْر وعابر سَبيلٍ بعالم القصة والرواية والمقالة. أمَّا التَّرْجمة فهي مهنةٌ وثيقة الصِّلة باللغويات والأدب. وهكذا فهي صِناعةٌ واحدة وإن تَعَدَّدتْ أوْجهها وتنوَّعتْ مشاربها واختلفت دروبها وتشَعَّبَت فروعها. لأنها تنبعُ من أصْلٍ واحد وتَصُبُّ ـ في النهاية ـ بمجرى واحد. ويَكادُ يكون من المُتَعَذِّرِ أن نعثُرَ على أديبٍ مارسَ طوال حياته لَوْناً واحداً من ألوان الكتابة الأدبية. فكثيرٌ من الكُتّاب والروائيين الذين نعرفهم أو قرأنا سيَرَهُم الذَّاتيّة يُمارسون كتابة الشعر أو دأبوا على ممارسته في مطلع حياتهم الأدبية. والكثيرون منهم أيضاً يُمارس الترجمة. وكثير من الشعراء يكتب القصة والرواية. وبعض المُبدعين الكبار يُضيفُ إلى ذلك كله فنوناً أخرى مثل الرسم والموسيقى. الكاتب البريطاني الشهير د. هـ. لورنس ـ على سبيل المثال ـ كان يكتب الرواية والقصة القصيرة بامتياز كما هو معروف، وله أيضاً دواوين شعرٍ منشورة، وكان يكتب المقالة، وفضلاً عن هذا كُلّه كان رَسَّاماً موهوباً.
والكثيرون من أدبائنا العرب يمتلكون ناصية الشِّعر والنَّثْر معاً، فالدكتور طه حسين كان أديباً لامعاً وكاتب مقالٍ رفيع المُستوى ومُفَكِّراً وناقداً وكاتب قصةٍ ورواية. وقَدَّمَ لنا ـ فوق هذا كله ـ ترجماتٍ رائعة لعيون الأدب العالمي. وعباس محمود العقَّاد أيضاً طرقَ كُلَّ أبواب الأدب بما في ذلك الشعر والرواية والنقد الأدبي والمقالة. والأمثلة ـ في هذا السياق ـ لا تَقَعُ تحتَ حصْر.
حوارنا مُمْتَدٌّ حديثنا موصولٌ مع أديبنا المرموق محمد السَّهلي. |